-->

إعادة الروح للاتحاد المغاربي لإنقاذ المغرب


الجزائر 17 مارس 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) - 
ربما يكون للدولة الجزائرية أسبابها حتى تتكتم عن ارتياحها لعودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي لكن ليس للجزائريين وللمغاربيين ما يمنعهم من التعبير عن السعادة بعودة محمودة حررت المغاربة من طقوس “المكاء والتصدية” عند البيت الأوروبي المغلق وأعادتهم إلى الموقع الكريم ببيت القارة الرحب.
فعلى خلاف ما ادعاه الإعلام المغربي لم تكن الجزائر لتعارض عودة المغرب ـ كما عاد من غير اشتراط طرد الجمهورية الصحراوية ـ لأن العودة قد حققت للجزائر في الحد الأدنى أربعة مكاسب ليس أدناها: صرف المغرب ـ نهائيا ـ النظر عن المطامع الترابية لدى جيرانه، واعترافه الضمني بالجمهورية الصحراوية التي لن يكون بوسعه المناورة مستقبلا لإخراجها من الاتحاد إلا بتأليف إجماع إفريقي ممتنع.
ثم إن العودة كانت متساوقة مع إحباط المغاربة مما وصفته بعض الأوساط بخذلان أوروبي منكر تحديدا في ملف الصحراء عبر قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير، كما في موقفه من النزاع الأمني بين المغرب وإسبانيا حول سبتة ومليلية والمياه الإقليمية المتداخلة، ولأن الاتحاد الأوروبي قد نسخ من ملف الشراكة مع المغرب نصا وحكما آية “الوضع المتقدم” تبعه حجب التسهيلات المالية التي كانت تمول توغل وتوسيع النفوذ المغربي في القارة.
هذا الإحباط الذي كان وراء تسريع طلب العودة للاتحاد له تبعات واستحقاقات هي التي تعنينا كمغاربيين، لأنه يملي على المملكة العودة الحتمية إلى الفضاء المغاربي، خاصة بعد أن غلق الفرنسيون في وجهه أبواب المجموعة الإقتصادية لغرب افريقيا (CEDEAO ) وجرده من أي دور أمني في منطقة الساحل بعد أن اختيرت السنغال بدلا عن المغرب كمقر للأفريكوم، وتحرك الأوروبيين لتنفيذ استثمارات ضخمة (200 مليار يورو) في القارة دون حاجة إلى “عراب”.
الملمّون بتفاصيل هذه الملفات يعلمون أن الجزائر لم تكن ضالعة فيها، بل تكون قد تحملت ـ بالتصويت لصالح العودة ـ كلفة إغضاب الحليفة جنوب إفريقيا وعشر دول جاهرت بالمعارضة لأسباب ومصالح خاصة بها، منها خوف جنوب إفريقيا من أن يُوظف المغرب لصالح أجندات أمريكية وأوروبية تعمل على إفراغ الاتحاد من بعده السياسي.
في هذه اللحظة يحتاج المغرب بلا شك إلى أشقائه في الفضاء المغاربي لتخفيف وقع هذه الصدمات المتلاحقة، بالمسارعة إلى إعادة فتح مضلة الاتحاد المغاربي توظف لتغطية تسوية النزاع في الصحراء الغربية تحفظ للمملكة ماء الوجه، وقد أصبحت الجمهورية الصحراوية بموجب مصادقة برلمان المغرب على ميثاق الاتحاد “دولة جارة” وبات الملف الذي يعالج داخل الأمم المتحدة تحت عنوان “تقرير المصير” يطرح اليوم داخل الاتحاد الإفريقي كـ “نزاع على الحدود” بين دولتين عضوين في الاتحاد.
يقينا لن يكون من السهل على المغرب التجاوب السريع مع هذه الاستحقاقات دفعة واحدة، وقد تغريه بعض القوى التي ورطته في المغامرة الصحراوية على المضي في خيار الهروب إلى الأمام الذي لم تعد المملكة تملك أدواته المالية والعسكرية، ولا سعة صدر الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ففرنسا منشغلة بهمومها الآنية وكوارثها القادمة، ودول الخليج مستنزفة بالتحدي الإيراني المتنامي، وليس للمغرب من حضن ثابت ثبات الجغرافية والتاريخ سوى حضن الاتحاد المغاربي الذي هو بحاجة إلى المغرب بقدر حاجة المغرب إليه.
الشروق الجزائرية .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *