-->

قراءة على هامش إعادة إنتشار قوات الجيش التحرير الشعبي بضواحي منطقة الكركارات


منذ أوت الماضي و بعد محاولة المغرب تعبيد طريق بري بالمنطقة المذكورة جنوب الصحراء الغربية خارجة عن نطاق سيطرته و في خرق واضح للبند رقم واحد من اتفاقية وقف إطلاق النار المبرم بينه و بين جبهة البوليساريو سنة 91 ، راسلت البوليساريو الأمم المتحدة للتدخل من أجل إيقاف الخروقات المغربية في منطقة الكركرات قبل أن تقوم بإرسال قوات عسكرية لفعل ذالك بعد التأكد من عدم جدية التدخل الأممي لإيقاف المغرب عن مواصلة خروقاته ، البوليساريو و بدورها كطرف ثاني في الصراع و المسؤول الأول و الأخير عن جزء إقليم الصحراء الغربية المحرر شرق الجدار الفاصل أحضرت قوات من الجيش و الدرك و وقفت في وجهه المحاولة المغربية على بعد 150م من أليات شركة تعبيد الطريق المغربية المرفوقة بسيارات من الدرك الملكي المغربي في مشهد ساخن و مشحون لولا تدخل قوات بعثة المينورسو بين الطرفين ، لتبدأ مرحلة جديدة من أزمة الكركارات استمرت حوالي ستة أشهر نتج عنها توقف الأشغال و الانسحاب المغربي إلى قواعده فس الجدار و ساعات قليلة قبل التصويت النهائي على قرار مجلس الأمن حول قضية الصحراء الغربية و بعد عدة ضغوط دولية أعلنت البوليساريو عن إعادة إنتشار لقواتها في المنطقة تاركتا الحاجز الأمني الذي نصبته لمدة شهور على الطريق البرية العابرة من الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية باتجاه موريتانيا مروراً بأجزاء الصحراء الغربية المحررة و المدارة من طرف جبهة البوليساريو ، و بعد هذا الإجراء التكتيكي الذي سارعت القيادة السياسة في البوليساريو إلى إتخاذه قبيل تصويت مجلس الأمن الدولي على نص القرار و الذي سال عليه الكثر من الحبر و نقاشات أهل الشأن في مواقع التواصل الاجتماعي و المواقع الإعلامية، نحاول في هذا التغريدة أن نسلط الضؤ أكثر على مسألة إعادة انتشار قواتنا المسلحة في منطقة الكركارات و أسباب تراجعها عن نقطة المراقبة المعهودة منذ شهور هناك. ..
يبرز نص الاتفاق المبرم بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ( البوليساريو ) و المغرب تحت الرعاية الأممية سنة 91 و المعروف باتفاقية و قف إطلاق النار بين الطرفين على عدة بنود تضمن احترام الاتفاقية و ديمومة استقرار المنطقة إلى أن يصل الطرفان إلى حل نهائي للنزاع و من بين تلك البنود نجد الاتفاق العسكري رقم 1 المعدل سنتي 97/98 و المتعلق بجميع التدابير الخاصة بحركة القوات و المعدات العسكرية و بناء المنشآت الدفاعية الجديدة و عمليات الانتشار في المناطق المتاخمة للجدار من أجل الحفاظ على الوضع القائم منذ وقف إطلاق النار سنة 91 
و من هذا المنطلق ستجد البوليساريو نفسها في مواجهة مباشرة مع تعهداتها أولا قبل المجتمع الدولي فهي وقعت على الاتفاق و تعديله بعد ذالك و لا يمكن أن تقوم بمخالفته بهكذا بساطة ، البوليساريو دخلت المنطقة العازلة و المعروفة ب 5كلمتر من الجدار ليس دفاعاً فقط عن حوزتها الترابية المحررة بل من أجل أن يحترم روح الاتفاق و القانون الدولي أمام بطش المغرب و المباركة الفرنسية .
البوليساريو ظلت مدافعة بتواجدها العسكري و الأمني في منطقة قندهار عن الشرعية الدولية أكثر مما هي مدافعة عن الأراضي المحررة التي تتكفل بإدارتها و و حمايتها و المعروفة بالمناطق لمحررة و هي ثلثي الإقليم تقريبا و توجد شرق الحدار ب ال خمس كيلومترات المحددة في نص الاتفاق.
إنسحاب البوليساريو من الحاجز الأمني في قندهار لم يتم إلا بعد ضمانات أممية و كسر واضح لشوكة الخروقات المغربية في المنطقة بيد و عزيمة القوات المسلحة الصحراوية و تدمير مشروع التوسع الذي كان المغرب يطمح له في منطقة الكركارات 
اما إعادة الانتشار فهو شيء منطقي كإعادة ترتيب خريطة التواجد العسكري لوحدات الجيش بعد الخروج من المنطقة العازلة إحتراما لروح الاتفاق العسكري رقم واحد و استجابتا مع مطالب الأمم المتحدة و تجسيداً للنظرة السياسة للبوليساريو و لنصائح الدول الصديقة و الشقيقة و لعل نتائج هذا التراجع أو إعادة الانتشار هي من يرسم معالم الموقف الدولي و حصيلة قرار مجلس الأمن و الخروج من مأزق الاتهام و الصراع المباشر مع المجتمع الدولي ...
إعادة انتشار وحدات الجيش ستكون حسب تضاريس المنطقة و المساحة الجغرافية الفاصلة بين الجدار المغربي و الحدود الموريتانية حيث سيحترم هذا الانتشار المسافة المتفق عليها في البند رقم 1 من اتفاقية وقف إطلاق النار و ستتمركز القوات المسلحة الصحراوية في باقي المناطق شمالا الى حدود المنطقة العملياتية الاؤلى للجيش التحرير الشعبي بزوك و الدوكج و جنوبا إلى المحيط الأطلسي تاركتا المنطقة الضيقة جغرافيا و التي يمر بها المعبر تحت رقابة دائمة دون المساس ببنود الاتفاق و ستتمكن وحدات الجيش من التواجد الدائم في المنطقة دون الحاجة إلى الدخول في صراع مع الأمم المتحدة أو حتها مع تعهداتتا الدولية مما يمكنها من أداء مهامها في السيطرة و إدارة المناطق المحررة جنوب المعبر في انتظار الوصول إلى حل نهائي لمسألة معبر الكركارات الذي ستتكفل بعثة المينورسو بمراقبته من أجل عدم تكرار الخرق المغربي الذي حاول من خلاله بسط سيطرته على المنطقة و تغيير خارطة الوضع الجغرافي القائم منذ وقف إطلاق النار ...
إستنتاج. ..
ما فعلته البوليساريو هو بمثابة تحريك لقواعد اللعبة في منطقة الكركارات من أجل تحقيق أهداف سياسية ...
ألى أنها لم توفق إلى حد الساعة في عملية شرح اللعبة داخل الرأي العام الوطني
بقلم - أسلوت أمحمد
قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال لفرض الاستقلال والسيادة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *