-->

بعد قمة الكوديفوار, هل بدأ المغرب فى التأقلم مع الدولة الصحراوية ؟


شكل حضور ملك المغرب محمد السادس إلى جانب الرئيس الصحراوى فى قمة “الكوديفوار” , رسالة بالغة الأهمية عن حجم التحول بالمنطقة، وتراجع المغرب عن مواقفه السابقة ، مما قد يسهل حل الأزمة الصحراوية, بمنح الشعب الصحراوى الحق فى تقرير المصير وطي صفحة آخر جيوب الإستمعار بالقارة السمراء.

المملكة المغربية التى أنسحبت من قمة العرب وافريقيا بغينيا الإستوائية نوفمبر 2016, لمجرد وجود علم صحراوى فى القاعة، وورطت معها الدول الخليجية فى الموقف ذاته ( السعودية والبحرية والإمارات)، هي ذاتها المملكة التى يجلس ملكها محمد السادس إلى جانب الرئيس الصحراوى ابراهيم غالى فى قاعة الاجتماعات بالعاصمة أبيدجان فى قمة إفريقيا وأوربا، ومعه وزير الخارجية “بوريطه” الذى أثار ضجة فى قمة افريقيا واليابان قبل أشهر بالموزمبيق (23-25 أغشت 2017)، بعد ان تحول من وزير خارجية إلى بواب يحاول منع الوفد الصحراوى من دخول القاعة بالقوة، قبل أن تفرض الدول الأعضاء فى القمة من حلفاء البوليساريو حضورها بقوة القانون والأمر الواقع، رغم محاولة المغرب احراج الطرف اليابانى بوصفه الطرف الآخر فى القمة, وتحميله مسؤولية الدعوة التى وجهت لجبهة البوليساريو وإدخالها لقاعة الإجتماعات لحضور أعمال اللجان المشتركة بين الطرفين.
معركة “الموزمبيق” كانت الأقوى والأقسى، لكن تقول جبهة البوليساريو إن المغرب عجز عن إفشال الاجتماع الوزاري الياباني الإفريقي المشترك, الذي أحتضنته العاصمة الموزمبيقية مابوتو، ما دفعه إلى محاولة الاعتداء الجسدي على الوفد الصحراوي والبلد المضيف.
وترى الجبهة أن سلوك وفده الدبلوماسى كان محل استهجان من طرف المشاركين من الدول الأوروبية جميعهم، الصين، روسيا، السلك الدبلوماسي، المجموعات الاقتصادية الإقليمية، الصحافة الدولية، الشركات الخاصة اليابانية والقطاع الخاص الإفريقي، المجتمع المدني والخبراء الدوليين في التنمية.
وقد حاولت “باريس” الحليف التقليدى للملكة المغربية فرض أجندة المملكة فى قمة “أوروبا وأفريقيا”، لكن التحالف الذى ضم جنوب افريقيا والجزائر وموريتانيا كان تأثره أقوى، حيث هدد بسحب استضافة القمة الإفريقية الأوربية من الكوديفوار إذا أنحازت لمحور المملكة المغربية أو الغاء القمة إذا حاولت باريس فرض أجندتها فى المنطقة دون تشاور مع الأطراف الفاعلة فيها.
تحرك أفشل الموقف الفرنسى، ودفع المملكة المغربية إلى اختصار الطريق والتوجه إلى “الكوديفوار”, وهي تعلم مسبقا أن ملكها محمد السادس سيكون داخل قاعة الاجتماعات مع الرئيس الصحراوى، وأن الصورة الختامية للقمة سيظهران فيها بحكم الصفة التى يحملها كلا من ابرهيم غالى ومحمد السادس ( رئيس وملك) لدولتين منفصلتين، رغم خضوع الصحراء للاحتلال من المملكة المغربية.
وتشكل القمة الأخيرة رسالة إيجابية لكل الأطراف الفاعلة فى المنطقة، لأن الجميع يدرك أن الاحتكام لمنطق العقل والجغرافيا والتاريخ هو الأصل الذى يمكن الركون إليه فى أي عملية تفاوضية مقنعة، قد تؤدى إلى حل الأزمة الصحراوية وإنهاء حالة التوتر القائم بالمنطقة وتجنيبها حربا جديدة قد تكون نتائجها كارثية على الجميع.
المصدر: زهرة شنقيط

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *