الحراك في الارض المحتلة، بين صعوبة الاصلاح وحجب الشمس بالغربال
بقلم : سالم اطويف / العيون المحتلة
تعرف المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ،في ما يخص اشكال النضال و تعدد الحراك ،نوع من الجمود والخمول يصعب تحليله و تفسيره نظرا لتراكم وتوالي المشاكل والا سباب المتعددة التي اصبح يعانيها الفعل من جهة و الساحة النضالية التي شيع جثمانها بعد انتفاضة الاستقلال المباركة و ملحمة اكديم ايزيك التاريخية ومسيرة 4 ماي ذات الطابع العفوي والجماهيري من جهة اخرى.
فاذا توقفنا على كل هذه الاسباب وتلك،، للغوص فيها واستئصال ما يكمن استئصاله رحمة بالقضية الوطنية وتتويجا للشهداء ووفاء للجرحى والمعطوبين … ،نجد ان المشكل الحقيقي والمتسبب الرئيسي في شلل الحراك وضعفه، هو غياب تام للمثابرة و روح الارادة كمنحى ايجابي و هيمنة عامل الاتكالية و ضعف التسيير والتدبير وخلق تكتلات قبلية ضيقة اضافة الى الاساليب الانتقامية ؛ كالتخوين والتشهير …دون ان ننسى غياب التاطير و انتهازية النخبة المثقفة وغيابها عن المشهد النضالي والفعل و الاسقاطات المتمثلة في الصراعات الشخصية الانتهازية المغلفة بالتصور والرؤى…
ان تنظيم ندوة تحت اسم دعم المقاومة السلمية بولاية السمارة بمخيمات العزة و الكرامة ؛ حتى وان كانت خطوة ايجابية وسنة محمودة، هذا في حالة اذا كانت هناك بالفعل وجود للمقاومة السلمية بالمناطق المحتلة اصلا، تتطلب هذا التفاعل والدعم واستدعاء شخصيات دولية وازنة لمناقشة كيفية الدعم والتوجيه ،ليست الا في نظري محاولة تائهة لحجب “الشمس بالغربال “في ظل وجود مشاكل مستعصية على مستوى الارض المحتلة.
اذا الحل ليس هو تنظيم ندوات و منابر في المنازل وعلى مستوى السطوح وداخل الصالات المزينة بالفوتاي و الجدران بالعنبر وتنظيم وقفات خارج المدار الحضاري للمداشر ورفع الاعلام عند استشهاد او وفات او حدث عابر …
ان الحل الحقيقي والموضوعي الذي يجب الوقوف عليه ومناقشته واعطائه اهمية هو البحث عن استراتيجية عمل ناجعة على المدى البعيد ، تركز على تاجيج الوضع و بناء ارضية صلبة للعمل الميداني واحياء الحراك والتفاعل مع مكاسبه بعيدا عن التشنج والتخوين والتشهير و ترهات طبلة اتاي و المقاهي.
وحتى لا يصف احد من المتملقين والخفافيش ان ما جاء في هذه الاسطر عبارة عن ترهات و افتراء و ما تحويه الخطابات الخشبية من التشنج و المبررات الخاوية ، فعليه تقييم الوضع ووضع مقارنة بين الامس واليوم بشكل موضوعي و منطقي في ما يخص الانتفاضة وما اصبحت تعاني منه اليوم.