-->

الوحدة الوطنية و القبلية


#المقال_رقم_26

بقلم الطالب : علين بلاهي
جامعة بشار Aliyen Bulahi

الوحدة الوطنية و القبلية

12 اكتوبر 1975 عين بنتيلي ان هذا التاريخ و هذا المكان هما شاهدان على احد اهم النداءات التي نادت بها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب في مسيرتها لتمثيل شعبنا المجيد بكفاحه ضد عدونا الغاشم فقد كان له دور هام في إلتحام و تماسك كل الأطياف المكونة لهيكل الشعب الصحراوي ، فقد لبى النداء شيوخ و شبان و فتية صغار و نساء يأتون من كل فج عميق في اضنا الطاهرة ، اختفت حينها الخلافات و النزاعات و الضغائن ، وقفوا وقفة رجل واحد بثبات الجبال و قوة لا تضاهى في وجه الاستعمار ، حالهم يقول "نعيش موحدين ولا نموت مقسمين" ، فتجسد الامر حين بدأوا بترديد شعارات من قبيل "الوحدة الوطنية لحماية الوطن والمواطن" و " من يقسم ارضنا يذبح شعبنا بالدافر" ، " أرضنا لنا لا قواعد فيها، خيراتنا لنا لا اقتسام فيها" ، ترددت هذه الشعارات في جميع انحاء الوطن من لگويرة الى المحبس فكان لها اثر جلي في إلتحاق اللاحقين بالسابقين فزاحموهم في ارض المعركة و كانوا لهم العون الذين يرجى .
حينها كانت الكلمة التي قالها الشهيد الولي مصطفى السيد " شعب منظم ملتحم قادر محترم في حدود وطنه" هي الكلمة الوحيدة التي يمكن ان تصف بها الشعب الصحراوي .
كانت حينئذٍ الوحدة الوطنية كالصفعة في وجه المستعمر نتج عنها مجموعة من الانتصارات العسكرية و كذا قاعدة شعبية اجتماعية ثابتة لا تتزحزح .
اصبحت الوحدة الوطنية الآن إرثا شعبيا وطنيا متوارثا كُتب بدماء الشهداء البررة و تضحياتهم من اجل ان يستمر ليحقق الانتصارات تِلوَ الانتصارات ، اصبح هذا الإرث بالنسبة لي و لجميع ابناء شعبي سببا رئيسيا و أملا يمكننا ان نتمسك به لكي نواصل ثورتنا و نضالنا من اجل قضيتنا إلا انه هنالك مخاطر تهدد هذا الإرث العريق الملون بالدم الطاهر الزكي ، انهما القبلية و الطبقية تَيْنِكَ الظاهرتين القذرتين المقرفتين النتنتين ، هما سرطان يفتك و ينمو في جسم إرثنا الذي ورثناه ، سرطان يضعف هذه القوة القاهرة التي استطاعت انت تثني ذراع العدو في المعركة العسكرية و السياسية ، هما قنبلة دُست من قبل العدو من اجل تفكيك اللُحمة و الوحدة ، هما داء تفشى و اصاب ما اصاب من جسمنا داء اصبح يضعف هذا الجسم الذي بني بالتضحيات الجسام بني بأنهار من دماء الشهداء بإرادة شعب نهض في وجه الاستعمار بيدين فارغتين و قاوم الإضطهاد و الانتهاك و التنكيل فزُج من زُج بهم في السجون و فُقِد من فُقِد و استشهد من استشهد كل هذا من اجل ان يبقى هذا الجسم سليما معافى من اي داء او سرطان يصيبه ، اتذكر قول الشهيد محمد عبد العزيز " القبلية ماتلوح ياشماه فالركوع للعدو ، هذا هو مآلها توصل الا لذا ، إذا حد باغي مآلو يعود عبيد و يعود راكع للعدو و يعود راكع للغير يگبظ هذا الطريق ...".
لكن من المؤسف حقا ان يكون الجيل المعول عليه في أخذ مشعل الثورة و الاستمرار بها حتى خط النهاية نقطةَ تحول و منعرج هذه الثورة للأسوء ، كيف يمكنكم ان تسمحوا لهذا الداء ان يتفشى فيكم و انتم مستقبل واعد لقضية عادلة كيف لضمائركم ان تسمح لكم بالتغاضي عن هذه الكارثة ، اين النخوة الوطنية التي نشأتم بها اين حب الوطن و حب القضية اين نضالكم المستمر اين الوطنية اين انتم من اسلافكم اين العِلم الذي أخذ منكم السنين في الغربة بعيدا عن ذويكم اين العَلم الذي ترفعونه في ندواتكم و مؤتمراتكم و تأخذون به صورا تذكارية تذكركم بوطنكم ، ام انكم تمثلون ، اين اسلحتكم التي تحملونها عند الحدود و عند جدار الذل و العار لحماية شعبكم اين الكرسي الذي تجلس عليه في وزارة كذا او مديرية كذا ، ألا يُذَكركم سلاحكم و عِلمكم و عَلَمكم و كرسيكم و نخوتكم و نضالكم بأنكم تُكملون مسيرة سلفٍ اتخذوا من الوحدة الوطنية سلاحا اساسيا لمحاربة عدوهم ، ام انكم ستخذلونهم بعد ان ضحوا آملين في انكم انتم الخلف المنشود ، ام انكم منافقون ظاهرهم وعي و ثورة و باطنهم قرف و نتانة ، عار و خزي .
كل املي ان اكون مخطئا و ان ليس من ما سبق ذكره صحيح ، كل املي ان نقف وقفة رجل واحد كما فعل الشهداء لننهي ما بدأوه و نلملم جراحنا و نداوي انفسنا بالقضاء على القبلية و الطبقية اللتان طغيتا على كثير من جيلنا ، نقضي عليهما فنكون خير خلف لخير سلف ،فيكون الداء ماهو إلاّ كبوة فارس نقف منها و ننهض نهوض الغيور على وطنه و وحدته نهوض من لازال امامه طريق طويل من الكفاح لأجل الوطن ، فنفخر بأنفسنا و بكفاحنا من اجل وحدتنا و استقلالنا و نفخر بأسلافنا الذين احسنوا الظن و وضعوا كل آمالهم فينا فنكون بدورنا قدوة لجيل سيأتي من بعدنا ليجدوا ارضا خصبة امامهم للاستمرار في النهج الصحيح .
تسقط القبلية نعم للوحدة الوطنية .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *