-->

في ظل استمرار التوتر بين بلديهما.. ملك الاحتلال يدعو ملك السعودية لزيارة المغرب


في محاولة لفك العزلة التي يعيشها النظام الملكي في المغرب وتدهور علاقاته مع اقرب حلفائه، وجَّه الملك المغربي محمد السادس دعوة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المغرب.
الدعوة جاءت في ثنايا قصاصة بثتها وكالة الأنباء الرسمية المغربية، حول الاستقبال التقليدي الذي يخص به الملك السعودي رؤساء البعثات الرسمية إلى الحج، وكان من بينهم وزير مغربي هو محمد ساجد، وزير السياحة المغربي، الذي كلفه الملك المغربي محمد السادس برئاسة الوفد الرسمي لبلاده خلال موسح الحج الحالي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المغربية ان الوزير المغربي "أبلغ أيضا خادم الحرمين الشريفين دعوة الملك لزيارة المملكة المغربية".
وتعد دعوة الملك المغربي لنظيره السعودي لزيارة المغرب، محاولة لوضع حداً لفترة الجفاء التي ميَّزت العلاقة بين البلدين، والتي بلغت أوجها بإلغاء الملك السعودي عطلته السنوية التي اعتاد قضاءها بمدينة طنجة المغربية خلال السنوات الأخيرة.
واعتاد العاهل السعودي قضاء عطلته الصيفية كل عام في مقر إقامته بمدينة طنجة، وبلغت مصاريف إقامته في طنجة عام 2017 نحو 100 مليون دولار، حسب تقديرات إعلامية غربية.، لكن هذا العام (2018) اختار تغيير وجهته، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية في وقت سابق، ليختار مدينة "نيوم" التي اختارها قبله وولي عهده محمد ابن سلمان ليقيم فيها أكبر مشروع استثماري في الشرق الأوسط يريد أن ينافس به الإمارات العربية المتحدة، في إطار ما يسمى إعلاميا في السعودية بـ "رؤية 2030" .
أسوأ مراحل العلاقة المغربية السعودية
وتمر العلاقات بين المملكتين المغربية والسعودية بأسوأ مراحلها عبر التاريخ، بعد مرحلة فتور غير مسبوقة أثرت على العلاقات بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية. ولم تعبِّر الرباط عن أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا، بخلاف باقي الدول العربية التي اصطفت إلى جانب السعودية، بعد طرد السفير الكندي من الرياض واتهام كندا بالتدخل في شؤون المملكة العربية السعودية.
ولم تصدر الخارجية المغربية أي بيان يخص أزمة السعودية مع كندا، وهو ما يعكس التوتر في العلاقات بين المملكتين. وتضررت العلاقات بين البلدين بعد توقيع المغرب على 11 اتفاقية مع قطر في مختلف المجالات، من ضمنها الاقتصاد والسياحة والتجارة والطاقة والثقافة وغيرها، خلال الزيارة التي كان قام بها الملك محمد السادس إلى قطر، وأطلق عليه القطريون لقب "كاسر الحصار". وهو ما لم يرُق للسعودية، التي لم تعبر عن ذلك بشكل علني، لكنها ردَّت على طريقتها، عندما منحت صوتها لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، لتنظيم كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، على حساب الملف المغربي.
انتقام سعودي ومقاطعة مغربية
ولم تكتفِ السعودية بالتصويت ضد المغرب في الثالث عشر من يونيو 2018 في موسكو؛ بل حشدت الدعم لصالح الملف الأميركي، بإقناع اتحادات كروية أخرى بالتصويت ضد الملف المغربي، الذي خسر رهان تنظيم المونديال. وقبل يوم التصويت على البلد المنظم للمونديال، أصدر مستشار ولي العهد ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، تركي آل الشيخ، عدة رسائل أظهر من خلالها موقف بلاده من ملف المغرب لتنظيم مونديال 2026، وأقحم السياسة في الرياضة، عندما قال إن من يطلب الدعم يجب عليه أن يتوجه إلى الرياض، وإن المغرب أخطأ البوصلة بتوجهه إلى "الدويلة"، في إشارة إلى قطر، كما قال إن السعودية ستنظر إلى مصالحها عوض الالتفات إلى اعتبارات أخرى. وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي، هي السعودية، والإمارات، والأردن، ولبنان، والبحرين، والكويت، والعراق، وهو ما اعتبره وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، في مؤتمر صحافي، "خيانة".
وردا على الموقف السعودي اختار المغرب مقاطعة اجتماع وزراء إعلام ما يسمى بـ "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية ويشارك فيه المغرب، وباسمه تخاض الحرب المدمرة في اليمن.
فقد أعلن وزير الاتصال والثقافة المغربيين محمد الأعرج أنه لن يشارك في اجتماع وزراء إعلام "دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن"، الذي كان مقررا انعقاده بمدينة جدة السعودية، في 23 يونيو الماضي. وعزا الوزير المغربي، عدم مشاركته في ذلك الاجتماع "لارتباطات متعلقة بالأجندة"، دون إعطاء تفاصيل أخرى.
وكان الملك المغربي محمد السادس قد تلقى رسالة من نظيره السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخرى من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط توتر في العلاقات بين المملكتين. وجاءت الرسالتين بمناسبة ذكرى ما يعرف في المغرب بـ "عيد الشباب" الذي يتزامن مع ميلاد الملك المغربي في 20 غشت من كل عام.
احتجاج مغربي بسبب الحج
لكن أياما، وفي سابقة، احتج المغرب رسميا عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي من وزارات السيادة التابعة للقصر مباشرة، على طريقة معاملة السعودية للحجاج المغاربة خلال هذا الموسم.
وجاء الاحتجاج المغربي على ما وصفها "اختلالات" شهدها موسم الحج هذا العام، في بيان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، نشرته مساء يوم الجمعة. وأوضح البيان، أن اتصالًا بهذا الشأن جمع الوزير أحمد التوفيق، بوزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بنتن، يوم الجمعة، تبعه اجتماع طارئ بين بعثة الحج المغربية والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، في مقر الأخيرة بمكة المكرمة. واستعرض الاجتماع احتجاجات الجانب المغربي بشأن خدمات الطعام والسكن والنقل، بحسب البيان.
المصدر: لكم بتصرف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *