-->

اسبانيا و الصحراء الغربية...


على بعد اسبوعين تقريبا ستنظم تنسيقية جمعيات التضامن الاسبانية التظاهرة السنوية التي تتزامن كل خريف مع الرابع عشر من نوفمبر من كل سنة و تجوب اهم شوارع مدريد التي وقعت فيها اتفاقية تقسيم الصحراء الغربية المشؤومة بين اسبانيا و من استخلفتهم دون اي شرعية في الاقليم.
تتكرر هذه التظاهرة منذ عقود دون تحقيق اهداف تذكر او مطلب من مطالبها و اساسها ان تعترف إسبانيا بمسؤولياتها في مستعمرتها السابقةو محافظتها الثالثة و الخمسون.
و لكن الجديد في هذه السنة هو محاولة إسبانيا ان تبتعد اكثر عن مطالب المتظاهرين و المنظمين من خلال تصريحات وزير الخارجية قبل ايام.
و بناء عليه هل ستكون تظاهرة هذه السنة مختلفة عن سابقاتها من حيث الجدية و المواجهة المباشرة مع الحكومة الاسبانية؟ 
و قد تضع جمعيات التضامن الاسبانية و المجتمع المدني و مختلف المتضامنين على محك القضية الصحراوية من حيث الجدية و خاصة ان مدريد تحتضن تزامنا مع التظاهرة الطبعة 43 للندوة السنوية لجمعيات التضامن الاوروبية و المعروفة اختصارا ب EUCOCO التي يرسم من خلالها العمل التضامني على مدار سنة باكملها.
ان مملكة خوان كارلوس و منذ انسحابها مذلولة تجر اذيال الهزيمة من الصحراء الغربية تحاول ان تبعتد شيئا فشيئا عن جوهر النزاع.
ولكن جبهة البوليساريو و منذ تأسيسها تدرك انها انشات من اجل هدف اساسي لم يتحقق بعد وهو تحرير الوطن من الاستعمار الإسباني و اعلنت الكفاح المسلح سبيلا لذلك و اسرت مجموعة من الجود و الاسرى الإسبان و حررتهم مقابل وعود كاذبة لم تلتزم بها اسبانيا كقوة استعمارية انذاك و التي كانت تحيك اتفاقا في الظلام كي تخرج من الصحراء الغربية دون خسائر و تبقي العصاء في العجلة.
ان قرارات الأمم المتحدة و منذ 1963 وهي تؤكد ضرورة ان تنظم اسبانيا كقوة استعمارية بالتعاون مع الامم المتحدة إستفتاء تقرير مصير شعب الصحراء الغربية.
وفق توصيات الامم المتحدة لاتزال اسبانيا هي القوة الادارية للاقليم لانها لم تسلمه لاهله كما تؤكد نصوصها و قراراتها ذات الصلة القرار 1415.
رغم تملص القوة الاستعمارية فإن محكمة العدل الدولية اثبتت ان الشعب الصحراوي له الحق في تقرير مصيره بنفسه، و ان اقليم الصحراء الغربية لازال مدرجا ضمن قائمة الأقاليم التي لا تتمتع بحكم ذاتي و السبب الاول و الاخير هو طريقة انسحاب اسبانيا و تركها للاقليم مقسما و مجزءا بين بلدين جارين دون استشارة السكان او حتى ممثلهم الشرعي جبهة البوليساريو.
بقلم بلاهي ولد عثمان.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *