في تحول جديد الإدارة الأمريكية تتجاهل المقترح المغربي، وتؤكد ان اجتماع جنيف سيكون بمثابة بداية لمسار المفاوضات المباشرة

وجهت الادارة الامريكية امس الاربعاء صفعة قوية للنظام المغربي الذي حاول خلال السنوات الماضية الترويج لمشروع مخطط الحكم الذاتي .

وفي تحول جديد ينم عن انزعاج الولايات المتحدة ورفضها لمحاولات المغرب فرض الامر الواقع وعرقلة تحقيق الهدف الاساسي الذي تأسست من اجله المينورسو والمتمثل في تنظيم الاستفتاء، تجاهل نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى منظمة الأمم المتحدة , جوناثان كوهين خلال جلسة مجلس الامن الإشادة بما يسمى مشروع الحكم الذاتي .

واكد الدبلوماسي الامركي أن اجتماع جنيف بخصوص الصحراء الغربية لن يكون “اجتماعا فريدا” بل “بداية مسار مفاوضات مباشرة” بين جبهة البوليساريو و المغرب.

و أكد الدبلوماسي الأمريكي عقب التصويت بمجلس الأمن على لائحة تقضي بتمديد عهدة بعثة المنيورسو, قائلا “اجتماع ديسمبر ليس حدثا فريدا بل ينبغي أن يكون بداية مسار مفاوضات مباشرة”.

و استطرد السيد جوناثان كوهين بالقول أن الاجتماع يشكل “المرحلة الأولى الحاسمة” لهذه العملية و ينبغي على طرفي النزاع خلالها أن تظل ملتزمة بالمفاوضات الى غاية نهايتها.

و أعرب نائب السفير الأمريكي عن ارتياحه كون طرفي النزاع , أي جبهة البوليساريو و المغرب و الدول المجاورة والملاحظان الجزائر وموريتانيا قد قبلت دعوة المبعوث الشخصي للمشاركة في هذه المفاوضات.

“غير أنه نحذر من مغبة أي اشارة الى أنه اجتزنا خط النهاية. فالمسار السياسي لا يزال في بدايته”,على حد تعبير الدبلوماسي.

كما دعا السيد جوناثان كوهين طرفي النزاع إلى “البقاء ملتزمين بالمفاوضات و الى احترام التزاماتهما بخصوص الامتناع عن القيام بكل عمل من شأنه تقويض المسار الذي سهلته الأمم المتحدة ,أو القيام بزعزعة أكثر للوضع في الصحراء الغربية”.

و في شرحه لموقف بلده ازاء بعثة المنيرسو, أوضح نائب السفير الأمريكي أن الولايات المتحدة الامريكية ” قد شرعت في تبني مقاربة جديدة ” بخصوص هذه البعثة الأممية.

و أكد الممثل الأمريكي يقول ” أولا, لا يمكن أن يكون هناك وضع راهن في الصحراء الغربية. ثانيا, يتعين علينا أن نقدم دعمنا الكامل للمبعوث الشخصي في جهوده الرامية للتوصل الى حل سياسي عادل و مستدام يقبله الطرفان و الذي من شأنه تمكين شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره”.

و أردف بالقول أن التقدم المحرز خلال الأشهر الستة (6) الأخيرة مشجع لبلده, معربا في هذا الصدد عن ارتياحه لقرار الرئيس كوهلر القاضي ببعث مسار المفوضات المباشرة و بتنظيم اجتماع جنيف.

وجدد نائب السفير دعم الادارة الأمريكية لهورست كوهلر, داعيا المبعوث الأممي إلى إحاطة مجلس الأمن بتقدم المسار السياسي في كل مرة يراها مناسبة.

وفي ذات الصدد, برر جوناثان كوهين قرار الولايات المتحدة القاضي بتمديد عهدة البعثة لستة أشهر بضرورة وضع حد للوضع الراهن في الصحراء الغربية وتسريع المسار الأممي.

كما أوضح أن “التمديد لستة أشهر فقط يدل على حزمنا في رؤية المفاوضات تتقدم بشكل سريع وبنية صادقة ودون شروط مسبقة”.

وأكد السيد كوهين أن هذا التمديد يدل بوضوح على أن مجلس الأمن لن يتخلى عن الصحراء الغربية ولن تصير المينورسو في طي النسيان”.

هذا وأفاد الديبلوماسي الأمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقيم بعناية عهدة المينورسو.

وابرز في هذا الصدد أن التمديدات لن تتم بصفة تلقائية, بل ستعتمد على المساهمة المحتملة للمينورسو في ايجاد حل سياسي”.

واستطرد يقول “كما صرحنا في أبريل, ستواصل الولايات المتحدة دفاعها عن هذا المبدأ الأساسي الذي ينص على وجوب دعم بعثات الحفاظ على السلام للحلول السياسية, وسنقيم بالتالي الأداء المستقبلي للمينورسو”.

ولاحظ أنه بانطلاق مسار السلام, تبدأ البعثة في التغلب على التحدي المتمثل في المساهمة في المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأضاف أن هذا التغيير قد كان حازما في القرار الأمريكي القاضي بتمديد عهدة البعثة مرة أخرى.