-->

تغير القرارات، وثبات الاستقلال الوطني


بقلم عالي أحبابي
دعوة طرفي النزاع إلى جولة جديدة من المفاوضات , تأتي في ظل تجاذبات لا يبدو أنها تتجه إلى التقريب من بعضها البعض , وهذه التجاذبات تقرب إلينا التأويل بأن مجلس الأمن الدولي إذا ما ظل يراوح مكانه بين التمديد والمطالبة بتكثيف المفاوضات دون مظلة الثقل القانوني للقضية , فقد يكون الإفلاس داء ينخر مفاصل المنظمة الاممية , وإلا كيف نفسر اجترار التمديدات المتتالية دون تقدم , فهل هي للتغطية على موسم جلسات فارغة ؟ أم هي غض للطرف عن الجانب الذي عرقل المفاوضات ورفض التعاطي مع المبعوث الاممي , وزرع ولا زال يزرع الأشواك في وجه أي حل يتوافق مع مقتضيات الشرعية الدولية ؟
الشعب الصحراوي يؤمن بأن الأمم المتحدة هي الأخرى مطالبة باستحضار النية الحسنة والصادقة , باعتبارها تمتلك من الوجاهة السياسية , والقدرة القانونية ما هو كاف لحل أي نزاع مهما كانت تعقيداته , وبإمكانها تقريب كافة المسافات التي يجب قطعها بحثا عن حل عادل ودائم يحترم إرادته في الحرية وتقرير المصير ’ لكنه على يقين بأن المملكة المغربية في حاجة ماسة لعوامل ضاغطة كي ترضخ للشرعية الدولية وتعدل عن الاستفزازات المتكررة لوقف إطلاق النار , والانتهاكات السافرة التي تطال مواطنين أبرياء بالجزء المحتل من الصحراء الغربية , وطرد مئات المراقبين والصحفيين من المنطقة , فضلا عن التذكير باتفاقيات هيوستن , وقبول تنظيم الاستفتاء 
الشعب الصحراوي واقف عند ضرورة فرض احترام إرادته في الاختيار , ويعي جيدا أن ما سيدور على طاولة التفاوض , لا يكفي ما لم تصاحبه الإرادة الصادقة في البحث عن حل نهائي تحكمه مواثيق الامم المتحدة والجمعية العامة وخاصة ما يتعلق بتصفية الاستعمار , مثلما يعي أن اختبار الإرادات وخاصة من لدن المملكة المغربية وفرنسا لم يفض إلى جديد بعد , ليتساءل هل حان موعد اشهار العصا الغليظة , بعد تدهور صحة القوة الناعمة ؟ أم لا تزال في مخزون الأمم المتحدة أفكار قابلة للنقاش لم يفصح عن مضمونها بعد , مع التأكيد أن الشعب الصحراوي يؤمن حد النخاع بأن الأحداث والمواقف متغيرة بحكم الظروف والمصالح , وأن الثابت الوحيد هو تمسكه بحقه في تقرير المصير والاستقلال وفق ما تقره الأمم المتحدة ووفق ما أقرته محكمة العدل الدولية , ويحتفظ بقدر كبير من التعاطي مع المنتظم الدولي , وقد حان قطف الثمار , فضلا عن التقدير والاعتبار .
إذن هي قناعتنا لم تتغير من حيث رفضنا الدائم للمساومة على حقنا في الحرية والاستقلال , وها هو التاريخ أمامكم , فكما احتفظنا من قبل بتأدية دورنا العالمي في تصفية الاستعمار ومحاربة الإرهاب والتأسيس في خلق فضاء التعايش السلمي بالمنطقة ,نظل على استعداد لتقبل النيات الحسنة وفي هذا الإطار نمد يدنا للمصافحة والتفاهم والتعاون مع الجميع من أجل تنمية وسلام وامن المنطقة والعالم برمته , بشرط أن يحترم حقنا في الوجود والحرية والاستقلال

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *