-->

ثري عُماني يتكفل بزواج 160 عريسا للسنة التاسعة


للسنة التاسعة على التوالي، يتكفل رجل أعمال عُماني بتكاليف زفاف 160 عريسا في ولاية بركاء (شمالي سلطنة عمان)، في مبادرة تلقى استحسانا واسعا لمساهمتها في تخفيف العبء على الشباب، وترسيخ التسامح بين طوائف المجتمع.
ويسعى رجل الأعمال عبد العزيز البلوشي إلى تعميق مفهوم المحبة والسلام والتعايش، حيث تستفيد وتتصاهر في هذا العرس أطياف المجتمع العماني من سنة وشيعة وإباضية، كما يستفيد منها أبناء مختلف المحافظات وبعض المقيمين من غير العُمانيين.
ويهدف العرس الجماعي إلى تخفيف العبء المالي على المقبلين على الزواج، ومنح الشباب فرصة لبدء حياتهم الجديدة دون اللجوء للاقتراض، إذ تتراوح مصاريف ليلة الزواج في السلطنة بين 5200 دولار و78 ألف دولار، في حين تصل قيمة المهر في المتوسط إلى 13 ألف دولار، وفي بعض المناطق تصل لأضعاف ذلك.
وفي نهاية الاحتفالية قدم البلوشي هدايا قيمة للعرسان، تمثلت في "خنجر" عماني نفيس للزوج وطقم ذهب للعروس، معلنا تكفله بالعرس الجماعي العام المقبل في دورته العاشرة لثلاثمئة عريس، واعدا بمفاجآت مثيرة للعرسان.
ويقدم البلوشي هذه المبادرة رغبة منه في ترسيخ قيم المشاركة والتعاون بين أفراد المجتمع، ورد الجميل للوطن والإنسان كما يقول، ويسعى لأن يكون مجتمعه كالجسد الواحد، يتشارك اللحظات السعيدة كما يتعاضد عند الشدائد، مؤكدا أن "ما نزرعه اليوم من نشر مثل هذه الفضيلة يعود بالحب والتسامح على أبنائنا".
ديمومة هذه المبادرة خلال السنوات الفائتة شجعت الآخرين على الاقتداء بها، إذ انطلقت قبل أيام مبادرة شبيهة في ولاية قريات لأحد رجال الأعمال، حيث تكفل بستين عريسا، وتكرر الأمر نفسه في ولايات أخرى.
كاظم الجرادي أحد العرسان المستفيدين، ويشعر بأن هذه المساهمة ساعدته في تفادي هذا العبء الذي بات اليوم يثقل كاهل الكثيرين، راجيا تنامي مثل هذه المبادرات المجتمعية؛ فالبشرية تبدو أجمل في ثوب التكافل والتكامل، على حد قوله.
أما في الساحة الخارجية للعرس، فقد اكتملت اللوحة الفنية الرائعة، عبر الأمواج البشرية التي حضرت الفعالية ابتهاجا، ويقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف، وأصبحت ساحة العرس ملتقى للتعارف بين طوائف شتى، مما جعل مروان السعدي وهو شقيق أحد العرسان يقول رأيتُ اليوم قلوب العمانيين كلها اجتمعت على الفرح في يوم عيد.
وحضر العرس الجماعي هذا العام عدد من رجال الأعمال والفنانين والمسؤولين من داخل السلطنة وخارجها.
وتسهم مثل هذه المبادرات المجتمعية الإنسانية في إذكاء روح الأمل في نفوس الشباب، وأسهمت في تسهيل زواج الكثيرين، حيث تقف تكاليف الزواج وارتفاع المهور عقبة أمام الشباب، وإن كانت لا تمثل ظاهرة، غير أنها تعني الكثير للعديد من الحالات، كما أنها تقوي روابط المجتمع وتعزز تلاحمه.
المصدر : الجزيرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *