-->

إسرائيل بعد الإمارات.. تهم "التجميل" تلاحق موقع هسبريس المغربي


تستمر الاتهامات والاتهامات المضادة بين إدارة موقع "هسبريس" الإلكتروني بالمغرب واثنين من الصحفيين الذين يقدمون أنفسهم بوصفهم من مؤسسي الموقع قبل 11 سنة، وفي قلب هذا الخلاف الذي ظهر منذ أيام اتهامات بخدمة أجندات أجنبية وابتزاز وقرصنة.
وتعيش صحيفة هسبريس المغربية هذه الأيام أزمة غير مسبوقة بسبب خروج اثنين من صحفييها السابقين للعلن واتهام ملاكها بتبييض وجه الإمارات وإسرائيل والترويج لهما عبر مقالات وتقارير صحفية، مقابل امتيازات يستفيد منها ملاك الموقع.
بيد أن المدير العام للموقع المغربي قلل من أهمية تلك الاتهامات، واعتبرها في حديث مع الجزيرة نت مجرد حملة ضده سيحسم فيها القضاء المغربي.
وقال نور الدين لشهب، وهو صحفي سابق بالموقع، إن إدارة هيسبريس سعت لتبييض وجه كل من الإمارات وإسرائيل، مؤكدا أن هذه ليست اتهامات، بل حقائق سيتأكد منها أي شخص بالدخول إلى الموقع والاطلاع على التقارير والأخبار التي تناولت الدولتين في الآونة الأخيرة.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة نت، إن "الخط التحريري الذي تغير منذ سنة 2016 يسعى لتقديم إسرائيل بوصفها أقرب للقارئ المغربي والمسلم من دول عربية أخرى، والترويج لها بوصفها دولة ديمقراطية في المنطقة"، وهو ما شكل صدمة له ولقناعاته.
وأشار إلى سلسلة مقالات نشرها الموقع في رمضان الماضي عنوانها "مغربي في الأراضي المحتلة"، قال إنها حاولت تجميل إسرائيل وتسويق صورة إيجابية عنها بشكل مستفز لمشاعر المغاربة، إضافة إلى تقارير أخرى بنفس المضمون، في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يتعرضون للتضييق والقصف، وبالموازاة مع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وذكر لشهب أن مدير الموقع طلب منه لقاء شخصية فكرية في إحدى الدول العربية، ليتبين أن الأمر يتعلق بشخص من الكيان الصهيوني حدثه عن إمكانيات التعاون والتنسيق بينهم.
وليست إسرائيل وحدها -وفق لشهب- بل إن الموقع يعتبر الإمارات العربية من المقدسات التي لا يمكن المساس بها، وقال "هم لا يستطيعون قول أف للإمارات أو كتابة خبر عن صاروخ سقط في اليمن أو انتقاد مصر والسعودية، لكن لا يمانعون نشر مقالات عن الحياة الخاصة لملك البلاد والسماح بشتم المقدسات والثوابت في التعليقات".
وأضاف أن الموقع نشر ما يربو عن 200 مقال خلال الأشهر الأخيرة، تتحدث جميعها بالإيجاب عن الإمارات، بالمقابل لا تتناول تقارير الموقع قطر إلا بالسلب منذ الحصار الذي أعلنته دول خليجية عليها.
التعامل نفسه -يقول لشهب- نهجه الموقع مع جماعة الإخوان المسلمين بالسعي لربطها بحزب العدالة والتنمية المغربي، ونقل الموقف الإماراتي النابذ لهذه الجماعة وأيضا للحزب إلى المغرب.
من جانبه قال خالد البرحلي الصحفي السابق بهسبريس ومدير موقع هسبورت والمساهم فيه بـ20%، إن المسألة لا تتوقف على تسويد وجه قطر، بل محاولة خلق أزمات سياسية بينها وبين المغرب، وأشار إلى مقال اتهم القطريين الذين يصطادون في صحراء آسا الزاك بالتعاون مع جبهة البوليساريو.
ولفت خلال المقابلة، إلى أن هذا المقال كاد يتسبب في أزمة سياسية بين البلدين، وبسببه اتصل السفير القطري في المغرب بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يستنكر تلك الاتهامات ويعتبرها مضرة بالعلاقات بين البلدين لأنها لا تستند على أي أساس، وبعدها اتصل ديوان بوريطة بالموقع للاحتجاج وقالوا لا تنقلوا خلافات الخليج إلى المغرب.
واعتبر البرحلي أن مثل هذه الأخبار هي عمل ما سماه "أجهزة" (في إشارة للاستخبارات) وليس عمل الإعلام، واعتبر أن مثل ذلك "يسيء للدولة ويقلل من فاعلية الأجهزة الأمنية والعسكرية المغربية والاستخبارات".
لذلك -يقول لشهب- قرر هو وزميله مغادرة الموقع بعد أن تأكدا أنه "يخدم أجندة خارجية مفزعة ومخجلة ولا تتناسب مع قيم المغاربة وتاريخهم وثقافتهم".
ومقابل ذلك يتحدث البرحلي عن "امتيازات حصل عليها ملاك الموقع من الإمارات"، مثل إعلانات من شركة الطيران الإماراتية وإعلانات التهاني في المناسبات الوطنية وغيرها من الإعلانات، وحصول أحد الملاك -وهو يقيم في دبي- على أوراق الإقامة والسكن في أغلى برج في الإمارات وإطلاقه استثمارات متعددة، "هذه الامتيازات لا يمكن إثباتها بوثائق لكنها موجودة وظاهرة، ولا يمكن لصاحب موقع إلكتروني أن يجمع تلك الثروة في هذه السنوات فقط"، يقول البرحلي.
لكن لماذا صمت البرحلي ولشهب على هذه السياسة التحريرية خلال كل تلك المدة، وهل خروجهم بهذه الاتهامات اليوم محاولة لابتزاز ملاك الموقع للحصول على تعويضات كبيرة على السنوات التي قضياها في مؤسسة هسبريس؟
ينفي لشهب هذه الاتهامات ويقول إنه قدم استقالته منذ عام 2016 لأن قناعاته لم تعد تتلاءم مع الخط التحريري الجديد للمؤسسة وليس لأسباب مالية، بينما يقول البرحلي إنه قدم استقالته أربع مرات منذ 2015 بسبب اختلاف الرؤى بينه وبين ملاك الموقع فرفضت، إلا أن قرصنة بريدهما الإلكتروني في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أفاضت الكأس.
ويقول البرحلي -الذي يعتزم إطلاق موقع إلكتروني جديد الشهر المقبل رفقة زميله لشهب- إنه لا يسعى إلى الدفاع عن قطر أو الامارات أو غيرهما، بل هدفه "الدفاع عن مؤسسة إعلامية احتضنها المغاربة والعرب منذ ظهورها، لأنها كانت تعكس التنوع والتعددية، وعدم نقل أمراض الشرق الأوسط وخلافاته إلى المغرب وأخذ المسافة ذاتها من الجميع".
ورجح أن يكون سبب قرصنة بريديهما وحساباتهما الشخصية، رغبة ملاك الموقع في إخفاء المراسلات التي كانت بينهم، وتتضمن حوارات حول موقفهم من العلاقات مع بعض الدول وسب وشتم مقدسات البلاد.
من جهته نفى حسان كنوني المدير العام لصحيفة هسبريس تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، واستغرب في حديث مع الجزيرة نت "كيف أن شخصا استيقظ صباحا وبدأ ينشر اتهامات ضد الموقع بالعمالة لبعض الدول".
وقال حسان إن موقف المؤسسة واضح وقد ضمنته في البيان الذي أصدرته ومقال نشره الموقع، الذي اعتبر فيه هذه الاتهامات عارية من الصحة، وأكد أن الموقع منفتح على الجميع ولا تحدده أي جهة في احترام تام للثوابت الوطنية والأخلاقيات المحددة للمهنة.
واعتبر الكنوني أن ما يروجه هؤلاء "حملة" ضد المؤسسة، معتبرا ذلك "أمرا عاديا ومن حقهم أن يكتبوا ما شاؤوا"، لكنه بالمقابل قرر عدم الرد ببيانات ومقالات بل ممارسة حقه في اللجوء إلى القضاء "ومن لديه أدلة تثبت تلك الاتهامات فليقدمها أمام المحكمة" يقول الكنوني.
ورفض حسان اتهامه بقرصنة البريد الإلكتروني وحساب فيسبوك، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون "حملة كانا يشتغلان منذ مدة عليها" بهدف صناعة "البوز"، وأضاف "لا مشكل لدينا وإذا كان لديهم أدلة بحصول قرصنة فليذهبوا إلى القضاء من أجل إثبات ذلك".
المصدر : الجزيرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *