-->

خلل خطير في الطائرة ونوم الرئيس ..


شعب لا يخشى سوى العار .. محمد عبد العزيز .. الشجاع ..
عرف عن الرئيس الشهيد أنه وحين يكون في زيارة خارج المخيمات لا ينام ويظل مستيقظا ليل نهار حتى يعود الى مخيمات اللاجئين لذلك كان يستغل وقت تحليق الطائرة في السماء للنوم .. كان يتابع خلال تنقلاته الخارجية كل صغيرة وكبيرة بخصوص هموم الشعب هنا في المخيمات وفي المناطق المحتلة والجاليات وفي نفس الوقت يجري انشطة ويحاول لقاء عدد أكبر من الرؤساء والمسؤولين والأحزاب والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني في البلد الذي يزور ولا يتكبر أبدا عن الحديث او الجلوس مع أي شخص مهما تواضع مركزه وذلك لحشد الدعم للقضية لذلك كان لا ينام تقريبا إلا في الطائرة أثناء رحلة الذهاب والعودة .. 
في ذلك اليوم كان الرئيس متوجها في زيارة الى بلد ما بإفريقيا وقبل الوصول حدث خلل في الطائرة التي تقله والوفد المرافق له وإستدعى الخلل الذي كان خطيرا إخبار الرئيس بذلك فتوجه قائد الطائرة إليه فوجده نائما فأيقظه .. سيدي الرئيس نحن نواجه مشكلة في الطائرة .. قال له الرئيس بعد ان سأله عن الخيارات المتاحة كم بقي من الوقت المفترض قبل الوصول للمطار الذي ستهبط فيه الطائرة .. أخبره قائد الطائرة بالوقت المتبقي .. فأجابه الرئيس قائلا .. توجه الى المطار وجهتنا ولن يكون إلا الخير بإذن الله .. قائد الطائرة .. أمرك سيدي الرئيس .. 
واصلت الطائرة السير رغم العطب ونزلت في المطار بنجاح ولكن الغريب في كل القصة أنهم وحين هبطوا وجدوا ان الرئيس كان قد أعطى ذلك الأمر لقائد الطائرة وواصل النوم مباشرة فأيقظوه من جديد بعد الهبوط بنجاح .. 
أخبرهم قائد الطائرة أنه وخلال مسيرته الطويلة في التحليق في السماء لم يصادف راكبا سواءا كان مسؤولا او مواطنا عاديا بهذه الشجاعة يستطيع ان يغمض عينيه وينام في ظروف يملأها الخوف والرعب من كارثة محتملة الحدوث في أي وقت .. 
عرف الرئيس الراحل بشجاعته التي قل نظيرها وما مقاومته لمرض خطير ومشاركته الشعب كل المناسبات في أيامه الأخيرة وقد كان من المفروض طبيا ان إنسانا في تلك المراحل المتقدمة من ذلك المرض اللعين لن يكون إلا على سرير الموت دون حراك إلا دليلا على قوة وشجاعة هذا الرجل الذي ضرب مثالا في التحمل سيبقى نموذجا يحكى للأجيال على مر العصور .. 
رحمه الله وكل الشهداء وجزاهم عنا خير الجزاء .. 
عبداتي لبات الرشيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *