-->

اليوم الوطني لوكالة الانباء الصحراوية حضرت الخطابات وغاب الفعل


نظمت وكالة الانباء الصحراوية اليوم السبت حلقة نقاش دراسية بمناسبة مرور الذكرى العشرين للتأسيسها وذلك تحت شعار "وكالة الانباء الصحراوية في ذكرى التأسيس، مناسبة للمراجعة والتقييم للرفع من الاداء وتحقيق المأمول" بحضور مسؤولين واعلاميين من مختلف الوسائط الاعلامية.
حيث قدم مدير الوكالة السيد الصالح نافع ورقة عن ارهاصات تأسيس وكالة الانباء الصحراوية ومراحلها الاولى والتطور الذي مرت به على مدار العقدين الماضيين على المستوى التقني والوظيفي من خلال بوابتها الالكترونية التي تخاطب العالم بخمس لغات رئيسية، هي العربية، الاسبانية، الانجليزية، الفرنسية والروسية، معرجا على العراقيل والصعوبات التي ادت الى هجرة الكثير من الاطارات وعزوف العديد من الكفاءات عن العمل بالوكالة ما ادى الى تناقص عدد المنتسبين لها بالاضافة الى غياب رعاية رسمية لوسيط يعتبر المصدر الاساسي للخبر في عمل الحركة والدولة.
كما شهد اليوم الدراسي العديد من المداخلات والخطابات التي أكدت على ضرورة الارتقاء بهذا الوسيط الاعلامي الاساسي ووضع الدولة الصحراوية إستراتيجيات للرفع من مستوى الأداء الإعلامي وتفعيل دور الجهات الشريكة ، والحفاظ على بقاء الكادر الإعلامي داخل المؤسسة للمساهمة في ترقيتها ، ودور التعاون لتحقيق هذا المطلب وخاصة من جانب الإعلاميين الصحراويين بالمهجر والسفراء والممثلين ، متطرقين إلى بعض الإكراهات التي تحول دون الوصول إلى المأمول من عمل وكالة الأنباء الصحراوية سواء ذاتية أو موضوعية.
بعض المداخلات كانت بعيدة عن الواقع الذي يعيشه فقط عمال هذا الحقل الاعلامي البالغ الاهمية والحساسية في نفس الوقت، حيث اظهر الحلقة النقاشية مدى البون الشاسع بين بعض الاطر والقيادات مع واقع الوسائط الاعلامية وهو ما يفسر صمت العاملين بالوكالة عن التدخل وغياب بعضهم عن حضور اليوم الدراسي المنظم بمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيس الوكالة حيث اعتادوا طرح هذه الانشغالات اكثر من مرة على المسؤولين المباشرين دون اي نتيجة تذكر في ظل غياب فهم رسمي لدور الوكالة واهميتها وتفضيل بعض المسؤولين للوسائط التي تظهر صورهم والبحث عن الدعاية لهم، ما يفوت على الوكالة السبق الصحفي بالإضافة الى عدد من العقبات التي عبر عنها العرض الذي قدمته الوكالة والتي من بينها التغييب عن الكثير من الاحداث الرسمية وانعدام وسائل النقل في التغطيات وحتى الوصول إلى مقر العمل والعودة منه، مع انعدام سكن للعمال وظروف عمل مريحة (أجهزة صالحة، انترنت سريعة، سكن لائق، تغذية، نقل..) فضلا عن الراتب الهزيل والتفاوت الفاضح في ميزانيات التسيير.
اليوم الدراسي اختتم بكلمة لوزير القطاع والتي لم تخرج عن الخطابات العاطفية البعيدة عن الواقع الذي تمر به هذه المؤسسة التي يفترض فيها ان تكون المصدر الاساسي للخبر ويعيشه موظفوها جراء سياسة اللا مبالاة التي ترهن العمل الاعلامي في حسابات ضيقة بعيدة كل البعد عن عكس صورة وكفاح الشعب الصحراوي العادل وبناء مؤسسات قادرة على مواجهة الالة الدعائية للمحتل المغربي.
وبالرغم من كون وكالة الانباء الرسمية تتصدر الاهتمام من بين وسائط الاعلام المختلفة نظريا في برنامج العمل الوطني المصادق عليه في المؤتمر الاخير للجبهة والبرنامج السنوي للحكومة والتأكيد على جعلها المرجع الاساسي للخبر ومدها بمختلف الوسائل والامكانيات المادية والبشرية، لتؤدي المهمة بنجاح، إلا ان الواقع على ارض الميدان يقول العكس حيث تبقى الوكالة في ذيل سلم اولويات العمل الاعلامي والرسمي وهو ما يؤكده الحضور المحتشم للسلطات الرسمية وغياب رئيس الجمهورية ووزيره الاول عن ذكراها العشرين.
فحلقة النقاش التي اختير لها ان تكون لتقييم الاداء والرفع من مستوى التحديات وبلوغ المأمول لم تكن بحاجة الى خطابات مجردة من الفعل والالتزام بتنفيذ النقاط المتعلقة بالوكالة في برنامج العمل الوطني والابتعاد عن لغة العواطف ومحاولة القفز على الواقع الصعب الذي يحتاج لتضحية من اجل تغييره نحو الافضل وليس الاختباء وراء الانكسارات والشعارات الفارغة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *