-->

حرب الولايات المتحدة على الإرهاب.. المدنيون أكثر الضحايا


تقول الكاتبة فيليس بنيس في تقرير نشره موقع معهد الدراسات السياسية الأميركي، إن معظم ضحايا حرب الولايات المتحدة على الإرهاب هم من المدنيين، وذلك في الدول التي تعصف بها الحروب في أنحاء العالم.
وتشير إلى أن الإدارات الأميركية الثلاث الأخيرة أرسلت قوات أميركية إلى دول عصفت بها الحروب لتمهيد الطريق لحل سياسي، إذ بقيت هناك تحت زعم أنها تتولى حماية المدنيين من طالبان كما في أفغانستان، ومن تنظيم الدولة الإسلامية كما في سوريا، ومن حركة الشباب المجاهدين كما في الصومال.
وتضيف أن هناك سلسلة من التقارير الجديدة التي توثق ارتفاعا صارخا في حصيلة الخسائر المدنية الناجمة عن العمليات الأميركية في هذه الدول الثلاث، مع تواصل إنكار الولايات المتحدة لحجم المشكلة.
سوريا
تشير الكاتبة إلى أنه وعلى خلفية إعلان تنظيم الدولة عن مدينة الرقة الواقعة شمالي وسط سوريا عاصمة لما تسمى "الخلافة" في يناير/كانون الثاني 2014، فقد شنت إدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما حملة قصف هناك بالتزامن مع عمليات نفذتها القوات البرية الأميركية في 2015.
وتضيف أن المدنيين في سوريا عاشوا ظروفا شديدة القسوة نتيجة سيطرة هذه الجماعة المتطرفة على المدينة، بما في ذلك العقوبات الوحشية المفروضة على انتهاك القواعد الدينية التي وضعها تنظيم الدولة، وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، علاوة على العبودية الجنسية.
وتشير الكاتبة إلى أن أطراف القتال في سوريا شملت كلا من تنظيم الدولة والقوى المختلفة الفاعلة في البلاد على غرار إيران وتركيا والسعودية والإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، فضلا عن الحكومة السورية ومجموعة متنوعة من قوات المعارضة. 
والجدير بالذكر أن المدنيين في الرقة دفعوا ثمنا باهظا لحملات القصف التي قادتها الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، يشير تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين قد تباهى بإطلاق 30 ألف قذيفة مدفعية خلال الحملة، أي ما يعادل إطلاق قذيفة كل ست دقائق لمدة أربعة أشهر على التوالي، مما يتجاوز كمية المدفعية المستخدمة في أي صراع منذ حرب فيتنام.
وذكرت الكاتبة أن العفو الدولية قد سجّلت سقوط حوالي 1600 قتيل من المدنيين نتيجة الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على المدينة.
أفغانستان
وتضيف الكاتبة أنه بحسب مصادر أممية، فإن الأشهر الأولى من 2019 شهدت مقتل عدد أكبر من المدنيين في أفغانستان على أيدي الولايات المتحدة والقوات التي تدعمها مقارنة بأولئك الذين قتلوا على أيدي حركة طالبان أو تنظيم الدولة، وأن الغارات الجوية الأميركية أودت بحياة عدد كبير من النساء والأطفال.
الصومال
وتشير الكاتبة إلى أن الحرب الأميركية على الصومال بدأت منذ بداية التسعينيات، وأنه منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 نفذت القوات الخاصة الأميركية والقوات البرية الأخرى التي تولت مهمة البحث عن تنظيم القاعدة وحركة الشباب وغيرها من المنظمات المسلحة العديد من العمليات.
وتضيف أنه خلال 2017 قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتخفيف من صرامة اللوائح التي تنظّم هجمات الطائرات دون طيار، مما أدى إلى التخلي عن القواعد الجاري العمل بها في عهد أوباما والتي يفترض أنها كانت تحمي المدنيين.
وتقول إنه نتيجة لذلك، فقد ارتفع عدد الهجمات بواسطة الطائرات دون طيار في العام 2017 ليبلغ 34 هجوما، ثم ارتفع مرة أخرى في العام 2018 إلى حدود 47 هجوما، وإنه يبدو أن إحصائيات هذا العام تتجاوز هذه الأرقام بكثير.
وتشير الكاتبة إلى أن حصيلة القنابل والغارات الجوية ومعارك إطلاق النار ليست سوى غيض من فيض، دون احتساب مئات الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في مناطق الحرب في جميع أنحاء العالم بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، والجوع الناجم عن اختلال النظام الغذائي، والمرض الناتج عن قصف مرافق معالجة المياه والمستشفيات والعيادات.
المصدر : الجزيرة,الصحافة الأميركية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *