-->

وزير صحراوي يرد على بعض الروايات الموريتانية المغلوطة حول منطقة لكويرة جنوب الصحراء الغربية


منذ أيام إحتضنت قاعة اتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب حلقة تواصل جمعت عضوي الامانة الوطنية وزير الارض المحتلة والجاليات ومسؤول المحافظة السياسية بجيش التحرير . لفتت مداخلة وزير الارض المحتلة والجاليات انتباهنا على بعض الحقائق المتعلقة بموضوع منطقة “لكويرة ” جنوب الوطن . توضيحات الوزير جاءت على خلفية مانشر من تصريحات للعقيد محمد ولد لكحل احد قيادات الجيش الموريتاني سابقا والتي نشرتها مواقع موريتانية . تحدث الرجل العقيد فيها عن ما أسماه أسرللعشرات من مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي ابان الحرب الموريتانية الصحراوية سبعينيات القرن الماضي . لسنوات طويلة ظلت الرواية الصحراوية الرسمية لما جرى في موضوع بلدة لكويرة ومصيرها وكذا وضعيتها القانونية ، ظلت تلتزم الصمت رغم الكثير من التصريحات الموريتانية إما عبر شهادات بعض الضباط او روايات بعض الجنود والتي تحرص في الاغلب على وصف الامور بشكل غير مطابق للحقيقة.
موضوع لكويرة على ضؤ النبش في تاريخها منذ أيام كان احد الاسئلة التي وجهت للرجل الذي ادار المفاوضات مع موريتانيا فيما يعرف باتفاقية الجزائر 1978 والتي انهت الحرب غير المعقولة بين الاشقاء ، في إجابته تحدث وزير الارض المحتلة والجاليات وهو بالمناسبة سبق له قيادة حتى العمليات القتالية في تلك المنطقة وهذه ربما معلومة يجهلها الكثير ، نفى الوزير تصريحات العقيد الموريتاني التي جانبت الصواب وحقيقة الميدان على الارض آنئد، مؤكدا ان خطة الصحراويين كانت تعتمد في الأساس على الفصل بين القوات المغربية والجنود الموريتانيين في المنطقة حتى تسهل المواجهة بشكل سلس للجيش الصحراوي مع القوات المغربية التي كانت تتوغل حتى داخل الاراضي الموريتانية شمالا ، وبالمحصلة لم يكن في نية القوات الصحراوية مواجهة الجنود الموريتانيين مباشرة إلا في حالة الدفاع عن النفس ، وأكد الوزير في شهادته أن القوات الصحراوية لم تكن في وضع المتخندق او المحاصر أبدا بل كانت صاحبة المبادرة في التصدي والإستبسال والجاهزية رغم شساعة الارض وتباعد خطوط امدادها الرئيسية . واكد الوزير في شهادته التي تشبه أول رواية رسمية صحروية تقدم للاجيال من شاهد عيان قيادي جمع الحرب وقاد التفاوض . ان الطرف الصحراوي لم تكن في نيته حرب طويلة الامد مع الاشقاء الموريتانيين ، لذلك جاءت اتفاقية السلام في ظرف وجيز وقياسي من حيث التوقيت .
وعن اتفاقية السلام اوضح انه وقبل توقيع الاتفاقية في بنودها الرسمية دار نقاش صحراوي موريتاني حول ضرورة خروج القوات المغربية الغازية من موريتانيا وعودتها الى مواقعها السابقة ، بعد مشاورت عديدة تم ترسيم الاتفاق النهائي بالجزائر وبرعاية اممية أنهى الصراع بين الاشقاء وتم تضميد الجراح .
الاتفاقية شملت ايضا توضيحا مفصلا لوضعية منطقة لكويرة الإستراتجية بحكم موقعها جنوب الصحراء الغربية وشمال موريتانيا ، وانها منطقة صحراوية وفق القانون الدولي والحدود الموروثة عن الإستعمار ، لذلك من الطبيعي جدا أن تشهد زيارات لقيادات صحراوية مثلما زارها الرئيس الحالي في أول زيارة له الى نواحي جيش التحرير والمناطق المحررة.
في استشرافه للوضع الحالي للجارة الجنوبية اوضح الوزيران أن الانظمة الموريتانية المتعاقبة منذ اتفاقية السلام كانت دائما حريصة على توطيد علاقات الود ووشائج الروابط الاجتماعية بين الشعبين الموريتاني والصحراوي ، وبالتالي لن يشكل النظام المنتظر بعد الانتخابات الموريتانية شذوذ عن القاعدة سيما وان الشعوب تنحو الى الوحدة والتكتل أكثر من ذي قبل في عالم لا يؤمن بالضعفاء والتشرذم.
ورغم الوضعية القانونية التي تبدو واضحة للعيان لاتزال “لكويرة” تشكل كل مرة حديث معاد من بعض القوى الموريتانية المحسوبة على المخزن محاولة منها لنبش الجراح سيما وان اجيالا صحراوية كثيرة لاتزال لم تُمكن بعد من الرواية الرسمية الصحراوية التي فضلت الصمت في حوادث تاريخية عديدة ليس لكويرة فقط ، مثل حصار الزاك وقصته ، ووقف اطلاق النار ، وقصص تاريخية كثيرة لاتزال طي الكتمان.
بقلم : مولاي احمد اليساعة 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *