-->

هل تعيد السعودية حساباتها في التعويل على الحماية الامريكية وصفقات الملايير بعد هجوم الحوثي على منشآتها النفطية


الثلاثاء الماضي لم يقصف الحوثيون نجران الحدودية ولم يصيبوا هدفا ثانويا، إنما سافرت طائراتهم المسيرة بعمق 800 كيلومتر داخل السعودية وضربت خطوط النفط التي تمثل شريان الحياة للمملكة.
ويكتسي الموقع المستهدف أهمية كبيرة، كونه يعتبر خطا أساسيا لنقل النفط السعودي من حقول الإنتاج في شرق البلاد إلى موانئ التصدير على ساحل البحر الأحمر في غربها عبر مئات الكيلومترات.
كما يمثّل الخط النفطي خيارا بديلا للسعودية لتصدير نفطها بعيدا عن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران وتهدد بإغلاقه إذا منعت من تصدير نفطها عبره.
نجاح الطائرات السبع في قطع هذه المسافة دون أي اعتراض من الدفاعات الجوية السعودية يثير تساؤلات بشأن جدوى صفقات الأسلحة الكثيرة التي أبرمتها الرياض خلال السنوات الماضية.
ومن المعروف أن السعودية سبق أن اشترت أنظمة دفاعية متطورة من الولايات المتحدة، ولديها مقاتلات يساوي سعر الواحدة منها ألف طائرة موجهة.
وبحسب معهد ستوكهولم المتخصص في رصد النفقات العسكرية، فإن السعودية هي أكبر منفق على التسلح في العالم وتحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط.
وقد بلغت صادرات واشنطن من الأسلحة إلى الرياض 65 مليار دولار بين عامي 2009 و2016، طبقا لما أورده مكتب المحاسبة الأميركي الذي يراقب الأموال العامة.
صفقات ترامب
وفي 2017 وإثر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الجانبان عن تفاهم حول صفقات سلاح بقيمة 110 مليارات دولار.
ولاحقا أعلنت الخارجية الأميركية أنها بدأت التعامل مع مبيعات عسكرية للسعودية بقيمة 14.5 مليار دولار.
وتلبي الولايات المتحدة ما يناهز 61% من احتياجات السعودية العسكرية، في حين تحصل على النسبة الباقية من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وروسيا ودول أخرى.
إذن يبدو غريبا أن تكون الأرض السعودية مكشوفة على هذا النحو، في الوقت الذي تصرف فيه مئات المليارات على الأسلحة المتطورة.
ولا يعني هذا فقدان الردع وحسب، بل يعكس العجز عن حماية الداخل السعودي من مجموعة مسلحة يقصفها الطيران السعودي والإماراتي ويفرض عليها حصارا محكما منذ أربعة أعوام.
وإذا كانت غزوة الثلاثاء أكدت عجز السعودية عن استشعار الخطر والتصدي له، فإنها تعني في الوقت ذاته أن سنوات الحرب الأربع لم تشل قدرة الحوثيين عن الهجوم ومن باب أولى الدفاع.
وفي الجانب السياسي، كانت ردود الفعل الدولية باهتة جدا وبدت مثل برقيات تعزية ومواساة، فحتى الرئيس الأميركي الذي باع للسعوديين أسلحة بمئات المليارات لم يتصل بهم للتعبير عن تضامنه.
أما وزير خارجيته مايك بومبيو فصرح بما لا تشتهيه الرياض، إذ قال إن أميركا لا تريد الحرب مع إيران المتهمة بدعم الحوثيين.
طلب النجدة
وخرج مجلس الوزراء السعودي ببيان الثلاثاء يظهر فيه كأنه يستنجد بالعالم ليقول إن الضربات تهدد مصادر الطاقة العالمية بما يجعل حمايتها شأنا دوليا، رغم أنها تقع في عمق الأراضي السعودية.
ولاحقا، اشتكت السعودية جماعة الحوثي لمجلس الأمن الدولي. ومن المرجح أن المجلس لن يتخذ أي خطوة في هذا الصدد، نظرا لانقسام القوى الكبرى تبعا لمصالحها.
وإذا كانت السعودية عجزت عن استخدام سلاحها لحماية أرضها ولم تتلق النجدة من حلفائها الأميركيين والغربيين، فإنه من غير الوارد التعويل على مجلس التعاون الخليجي المشلول منذ منتصف 2017.
ولا يمكن التعويل على الإمارات فهي نفسها في مواجهة خطر تخريب السفن في مياهها الإقليمية ويهددها الحوثيون من حين لآخر.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد أكد مرارا أنه لن يتدخل في صراع عسكري خارج بلاده وليس مستعدا للدخول في مواجهة مع إيران.
المصدر : الجزيرة + وكالات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *