-->

نظام القطيع البلطجي


بينما يعاني جرحى حرب التحرير من جروح أصيبوا بها في ميدان الشرف عندما قدموا أرواحهم و أجسادهم قربانا للقضية الوطنية، و بينما يتعرض أهالينا بالمناطق المحتلة للإعتقال و الإغتيال و التنكيل و التعذيب و قطع الأرزاق لا لشيء إلا لأنهم رفضوا الإحتلال جملة و تفصيلا، و بينما يتحمل جزء كبير من هذا الشعب الأبي ويلات اللجوء و الشتات جراء حرب الإبادة التي نهجها الإحتلال ضد هذا الشعب الأعزل منذ أربعة عقود و نيف، و بينما يرابط مقاتلو الجيش الشعبي الصحراوي بالنواحي العسكرية و الأصبع على الزناد استعدادا لكل الإحتمالات، و بينما يدافع كل من مكانه عن هذه القضية العادلة كل حسب إمكاناته.

اختار آخرون الإلتفاف و طعن الشعب الصحراوي من الخلف من خلال استعراض عضلات بلطجي ضد مكتسبات الشعب و العمل على إضعاف مؤسسات الدولة من خلال تأسيس أجنحة رديكالية يتم اللجوء إليها كل ما أراد القطيع إخضاع الدولة لتحقيق مطلب معين ـ ولو كان بغير حق ـ و من خلال هذه الاستراتيجية العميلة بدأ أغلب القطعان أو المجاميع القبلية كما يحب أحد الرفاق تسميتها بدراسة كيفية الإستقواء من خلال البلطجة و الاستئساد و التنمر على أجهزة الدولة أحيانا و استعراض العضلات بين قطيع و آخر أحيانا أخرى.
و في إطار تطبيق هذه المنهجية الخبيثة التي يستعملها ضعاف العقول و عديمي المبادئ فإن جل القطعان أصبح يستعمل طريقة صفع الدولة على خد و تقبيلها على الخد الآخر و يأتي هذا من خلال البدء بالبلطجة و الإنتهاء بالوجهاء ـ كما يسمونهم ـ هم في أغلب الحالات متمصلحين يرتدون عباءة الصالح العام ـ فلو كانوا كذلك حقا لما تركوا هذه العصابات تقوم بما قامت به أصلا ـ.
و إنه لمن الضروري الوقوف أمام هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تنتشر كالنار في الهشيم و أمست وسيلة متاحة للقاصي و داني و أصبح استهداف مكتسبات الدولة هدف يتسابق نحوه المفسدون عن طريق التجمهر في قطعان فاسدة تحاول في كل مرة إيجاد مبررات لما تفعله من تدمير و تخريب غير القابل لتبرير و ذلك بإرتداء عباءة الإصلاح أحيانا و التغيير أحيانا أخرى و محاربة الفساد أحيانا كثيرة و يوجهون أصابع الإتهام تارة هنا و تارة هناك و هم المفسدون أنفسهم و الإنتهازيين أعينهم.
و يأتي تحذيرنا من هذا الأمر الخطير الذي هو ممارسة قبلية رجعية شوفينية بلطجية متطورة يريد منها ممتهنوها الزحف على التنظيم و إرساء نظام القبلية من خلال سحب البساط من تحت كل من يمثل التنظيم و بكل الوسائل المتاحة من عنف و بلطجة و تشويه و تقزيم للمكتسبات و فبركة المواضيع و دغدغة مشاعر الناس بمغالطات و أكاذيب... 
و يعتبر العدو الأول لهذه القطعان كل من يحاول إرساء دولة القانون و العدالة و الكفاءة فهذه الفئة تريد انتزاع المناصب بعدد القطيع لا الكفاءة و تحلم بفرض القوانين بالتنمر و تريد إعلاء كلمة القطيع فوق كلمة التنظيم و ترى من مصلحة أفراد القطيع غاية قبل مصلحة الوطن.
إن استمرار تطور الوضع في هذه الإتجاه سيجعلنا أمام عصابات قبلية تتشكل في قطعان فنصبح في غابة كبيرة الغلبة فيها للأكثر و الأقوى و أرض خصبة لتطاحن فيها من أجل بسط النفوذ عن طريق البلطجة و الإستقواء بالعنف.
و من هنا نحيي من يقف ندا و سدا منيعا أمام هذا المخطط الخبيث من أحرار هذا الوطن، تحية لكل قائد صهر على تطبيق القانون رغم كيد المفسدين، تحية لكل قاعدي عمل من مكان تواجده على تقوية التنظيم و التنظيم أقول، تحية لكل عاقل يفهم أن المصلحة العامة تأتي من خلال رص الصفوف و نبذ التفرقة و رجم نظام القطيع.
بقلم : حمادي جامع

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *