-->

رسالة مفتوحة من استاذ الى وزير التعليم: *مركزية التعليم بين المحاكاة و المواﻻة.*


*بقلم : الشيخ لكبير / محمد البخاري.*
*السيد الوزير ...*

- ما كنتُ لأكتبَ هذا الموضوع لولا أهميته بعدما تفاقم الوضع وساءت الأحوال و تعذر الصبر ، فدعت الضرورة أنْ أجولَ بفكري و عقلي متحدثاً في هذا الموضوع الشائك الذي يعتبر من الموضوعات التي تتكرر على الألسن فموضوع *( مركزية التعليم بين المحاكاة و المواﻻة )* لهُوَ من الموضوعات الحيوية التي يجب على كل منا التعبير فيها برأيه، وبذلك تتبلور الافكار لنضع نصب أعيننا تصوراً للموضوع و خلاصة بالأذهان...
*السيد الوزير ...*
تعتبر مركزية التعليم و التربية رأس المنظومة التربوية و ذروة سنامه، فبنجاحها تزدهر و ترقى منظومتنا و برسوبها تنهدم و تنهار ، فمن خلالها يمكننا أن نعرف مدى نجاح أو فشل المؤسسات التربوية في وطننا وهذا اﻷخير ﻻ يخفى حاله على كل لبيب عاقل ألقى السمع و هو شهيد و باﻷخص أنت.
*السيد الوزير ...*
لن أبالغ فيما سأكتبه من سطور عن هذا الموضوع بل أقول الحق و الحق أدهى و أمر، مراعيا في ذلك قوله تعالى *(( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ))*... و ينبغي أن يعلم كل قارئ علم اليقين أن هدفي من هذا ليس التشويه و ﻻ التهديم و ﻻ ذم اﻷشخاص بحد ذاتهم كما قد يظن البعض، أو نشر الأكاذيب أو الإنتساب إلى فئة معينة كما يدعي البعض الأخر،كلا والله ليس هذا غرضي بل البناء و قول الحق و لو على نفسي لهو هدفي و مسعاي و لوﻻ الغيرة التي تدفعني للكشف عن الحقائق ما كنت ﻷكتب هذا، و من ينعتني بزور ليس في فﻻ ينس أن هناك يوم ﻻ ينفع فيه مال و لا بنون إﻻ من أتى الله بقلب سليم. كما يتذكر أيضا قول الشاعر أبو الطيب المتنبي حين قال :
*إذا أتتك مذمتي من ناقص *** *فهي الشهادة لي بأني كامل.*
منذ سنوات عدة و مركزيتنا تتراجع نحو الوراء شيئا فشيئا ، و هذا اﻷمر بيّن لكل من ينتسب للمنظومة التربوية عامة و للذين هم من أعضاء مركزية التعليم خاصة.
*السيد الوزير ...*
لقد شملت هذه السنة الدراسية *2018/2019* في طياتها حركية عشوائية و غير مفهومة في مركزية التعليم و التربية ﻻ في زمن ولا مكان مناسب ، لم تأت في بداية السنة الدراسية كما هو معلوم و معمول به من ذي قبل ليتم تفعيلها بشكل نموذجي و فعال ليأتي بعد ذلك تقييمهما و مدى نجاحها أو فشلها، ولكن وللأسف لم تولد تلك التغييرات إﻻ نفورا بين أفراد المنظومة فمنهم من جاءته نعمة و منهم من زادته نقمة ، ناهيك عن كثرة القيل و القال الذين انتشرا انتشارا بليغا في القاعدة ،كما أن مركزية التعليم فشلت في تنظيم البرامج المسطرة لها في وثيقة العمل المألوف و هذا جعلها منحرفة عن طريق الصواب الذي هو البناء و التقدم نحو اﻷمام إضافة إلى انعدام التنوع في البرامج السنوية فهذه السنة شبيهة بالسنة الماضية ﻻ جديد ، ناهيك عن ازدواجية المهام الجديدة في حين وجود أشخاص يمكنهم أن يقوموا بتلك المهام ، كما أنها لم تسع في اكمال النقص الملحوظ من حجرات الدراسة الخاصة بالمتوسطات لتشمل سنتي الثالثة و الرابعة حيث توعدت مركزينتا بإسترجاع التﻻميذ الذين شملهم قرار أغستطس *2018،ناهيك أيضا عن عدم معالجة نقص المناهج التي خصصت لها لجنة للعمل فيها ، و التي صدرت في حقها وثيقة مرجعية للبدء في مقرر صحراوي يراعي مستوى معلمينا وتلاميذتنا و ظروفنا المعاشة ...
*السيد الوزير ...*
ﻻشك أن مركزية التعليم و التربية فيها مواﻻة و محاكاة تندرج و مواﻻتها في ثلة من اﻷفراد هدفها مادي بالدرجة الاولى( البسكويت)، وﻻ تلقي للتلميذ بالاً، تسعى جاهدة أن تكون من المقربين فروح و محاباة و ريحان ، كما أنها تبحث جاهدة أيضا للحصول على عﻻوات مادية و لذلك هم يقومون بالنقل الحرفي للمقرر الجزائري أو مقرارات أخرى فوق مستوى تﻻميذنا ،بينما البعض الأخر يبحث عن كل ما يبني و يرفع مستوى التلميذ معتبرينه محور المنظومة و هدفهم المنشود هو بنائه و السعي وراء تنشئته و اﻹحاطة به ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، و أما محاكاة مركزية التعليم والتربية فقد تمثلت أيضا في التقليد اﻷعمى للمناهج بما في ذلك منهجية التدريس ( الكفاءة).
تنتهي السنة الدارسية و نقص ملحوظ في الكتب أين ذهبت... مركزية التعليم من هذا ؟ في حين يتمتع بعض أفرادها ب ( البسكويت و الحليب).
*السيد الوزير ...*
نختتم السنة الدراسية بأموال طائلة في حين يشتكي الموظف من ضغف راتبه الذي يتقاضاه خﻻل ثﻻثة أشهر، أليس هذا تناقضا في ما يقتضيه الحال ؟ كما أننا لم نقيم الدورة الثانية بعد و لم نسمع بتقييم السنوي للأموال الطائلة التي صرفت ،أين الشفافية في ذلك ؟ حيث أن الترقية أصبحت شبه منعدمة في ميدان التعليم و التربية فكيف يكون حالنا ياترى ؟ تمر علينا السنة الدراسية و ﻻ جديد يذكر و القديم يُعاد .
*السيد الوزير ...*
أننا في حاجة ماسة لإحياء الجانب البيداغوجي الذي ضاع ببابنا كما ضاع عقد على خالصة،إذ أننا في أمس الحاجة أيضا إلى الرجل المناسب في المكان المناسب ،كذا يجب أن نضع نصب أعيننا أولوية للأكفاء الذين يمكننا أن نعتمد عليهم في حمل المشعل و البعد كل البعد عن الأشخاص الذين ليسوا في المستوى المطلوب فلا حاجة لنا بهم لا من قريب و ﻻ من بعيد ،فﻻ الشفاعة تنفعهم و ﻻ القبلية تحميهم و ﻻ الوصايا تقيهم و ﻻ المنظومة تأويهم ، و اﻷفضل أن يزاحوا من مركزية التعليم و التربية قبل أن يفسدوا البقية ، فهم كالوباء لا بدأ له من دواء قبل أن ينتشر و ﻻ خير فيهم و ما أحسن ما قال الإمام علي – رضي الله عنه – حين قال :
*ﻻ خير في ود امرئ متلون **إذا الريح مالت مال حيث تميل.*
*السيد الوزير ...*
لقد انعدم الأخﻻص و الوفاء من بعض أعضاء المركزية و عموا عن قوله الله تعالى *((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ، إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ))*. ( الإسراء 34 ) لتصبح صفة الوفاء سلعة نادرة في زمن تكالبت فيه المطامع ( الماديات) وانتهك ستر الفضائل وحلت مكانه أنواع شتى من الرذائل ، فخلفت وراءها خيانات وتنكرات .
لكن بالمقابل يبقى الخير دائما وأبدا حتى نهاية الزمان ، ويبقى الوفاء نابضا في بعض القلوب التي حملت شعلته المضيئة ، فسطرت للبقاء على العهد والإخلاص عنوانا.
*السيد الوزير ...*
في اﻷخير، و لكي ﻻ أطيل عليك في كلامي، ينبغي أن نكثف الجهود في بناء أجيال المستقبل و نسعى في تحقيق آمال تجعل المنظومة التربوية أرقى و أفضل من ذي قبل ، إذ تحتاج منظومتنا للوقاية قبل العﻻج، ولو بقي الحال على ماهو عليه فمن المحتمل أن تكون النتيجة وخيمة نسأل الله السﻻمة ، و من هنا أتمنى أن تصلك رسالتي هذه على طبق من ذهب شافية كافية راضية مُرضية،كما أتمنى أﻻ تؤوّل ألفاظ أو تُحرِّف معانيها السامية، كما أرجو من المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه و أن يجعل حب الخير نصب أعيننا و أن يهدينا و يصلح بالنا و يستر عيوبنا و ييسر حسابنا.
*تنبيه*
*السيد الوزير ...*
*اعتبرها رسالتي اﻷولى لك فهي بمثابة نظرة سطحية فقط.*

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *