المعلم الكادح يخاطب الوزير

أيها الوزير المحترم

لن نبدأ بأي مقدمات و لن نحترم أي بروتوكلات فنحن نؤمن بأننا نخاطب مناضل من مناضلي الجبهة الشعبية تجمعنا معه مبادئ الثورة و توحدنا معه الأهداف الكبرى للمشروع الوطني.

أيها الوزير المحترم لن نخاطبك بمفاهيم السلطة و لن نقول معالي و لا سيادة و لا السيد فأنت لا محال ابن الثورة و تؤمن بمبادئها و إننا لنخاطبك من مبدأ المثالية و نجعلك بهذا رفيقا لنا و ثائرا إلى جانبنا و مناضلا ينير الطريق أمامنا.

إننا نحن " المعلم الكادح " ـ و للإشارة فهو اسم افتراضي يمثل كل من له غيرة على مستقبل أجيال ثورة العشرين مايو و الذين يؤمنون بأن التعليم هو صمام الأمان أمام كل المناورات المعادية و الخبيثة التي تحاك في كل بقاع العالم ضد هذا الشعب و قضيته العادلة وضد ثقافته و أخلاقه ـ لنخاطبك من باب المسؤولية التي نرى أنها موضوعة على عاتق الجميع لدفع قارب التعليم و التربية إلى بر الأمان.

أيها الرفيق إنك محظوظ كل الحظ عندما رماك القدر لتحمل مسؤولية تعليم و تربية أبناء و بنات الصحراويات في هذا الظرف الإستثنائي فكما نعلم جميعا أن القدر إن أراد الخلود للبشر سخره لخدمة الجماهير و أي خدمة أنبل و أعظم و أشرف من تعليم الأجيال و أنت أعلم بهذه القيمة حيث أنك درست و تفوقت و جنا ثمار ذلك شعبك مثلك مثل باقي أبناء هذا القضية الذين وفقوا في مسيرتهم التعليمية فأصبحوا مصابيح تنير الطريق أمام شعب أراد له الجميع التيه و الضياع.

أيها الوزير إنك مسؤول أمام الله ثم أمام الجماهير الشعبية عن أي تقصير سبب أو سيكون سببا في جهل شخص واحد فذلك يعني معاناة شخص و عائلة و شعب و لن تتمنى أبدا أن يكون ذلك الشخص ابنك بالتأكيد و إن حدث ذلك فستلوم نفسك أشد اللوم أو من كان سبب في ذلك ، فأعلم أنك عرضة للوم و اللعنة على كل تلميذ فشل بسبب تقصيركم.

ربما تجيبنا الأخ الوزير أن المسؤولية تقع على الجميع و ربما يتحمل المسؤولية من هم أقل منك منصبا و يحتمل في ذلك كل الحلقات من الأمين العام إلى المربية لكننا نجدد التأكيد على أنك تتحمل أخطاء الجميع فذلك المتهاون أو المتهاونة وظف من طرفكم و كان بإمكانكم التدقيق أكثر في معايير التوظيف و الترقية على كل المستويات و إن تمت بالشكل الصحيح فأنتم ملزمون بطرح برنامج رقابي تفتيشي يجعل الكل يقوم بعمله على أكمل وجه و ملزمون بتركيز جهودكم لخدمة النشء من خلال خطط استراتيجية محكمة هدفها تعليم و تربية و تكوين الأجيال على أعلى المستويات و تبقى الوسيلة لتحقيق ذلك مرهونة بالخيارات المتاحة و مهما كانت الصعوبات و العراقيل فلا بد من تحقيق الهدف.

إن مستوى الثقة التي وضعت فيكم تجعلكم مجبرون على مجابهة الصعوبات و رفع التحديات و تحمل المسؤوليات لإنجاح المهمة الأصعب في كل الثورات ألا و هي التعليم إنها مسؤولية جسيمة تتطلب تكاثف الجهود و لن يحدث ذلك تلقائيا بل عن طريقكم من خلال تفعيل و إشراك كل ممن شأنه المشاركة بشكل إيجابي في هذه العملية الضخمة التي رفعت الشعوب التي أنجحتها إلى الفضاء الواسع و دفنت شعوبا أهملتها في مقابر جماعية بسبب الفقر و المجاعة و الحروب الأهلية... 

أيها الوزير إننا نخاطبك و نحن في بداية هذا الموسم الدراسي آملين أن تكون سنة الإنجازات و المنعطف الذي يأخذنا إلى الطريق الصحيح و كلنا ثقة في شخصكم منطلقين من تجاربكم الكبيرة في المهام النضالية الضخمة التي سبق و مررتم بها، و لن نتحدث لكم الأخ الوزير عن ضرورة هذا المنعطف على القضية فأنتم أدرى بذلك و تعلمون أهميته من خلال جبهات الصراع المفتوحة مع العدو و التي تتطلب كلها إطارات نوعية و أكاديمية لقيادة المعركة كالجبهة الإعلامية و الحقوقية و القانونية و الثروات و البناء المؤسساتي ...

و في الأخير أيها الوزير المحترم إننا نخاطبك لأننا نراك المنقذ و الربان الذي يمكنه قيادة السفينة لبر الأمان، و تحملك لهذه المسؤولية يضعك أمام أمران لا محالة فإما أن تكتب اسمك في سجل من ذهب و تترك وراءك ما يشفع لك إلى يوم يبعثون و إما أن تلعنك الأجيال و يسبك كل جاهل كان لك دور في جهله.

*رسائل المعلم الكادح*