-->

تصاعد التوتر بين الاحتلال المغربي وجبهة البوليساريو قبل تعيين المبعوث الأممي للصحراء الغربية


في وقت يستعد الأمين العام للأمم المتحدة لترشيح اسم مبعوثه الشخصي الى الصحراء الغربية خلفاً للرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، تعرف المنطقة توتراً بين الاحتلال المغربي وجبهة البوليساريو على خلفية تحركات عسكرية مغربية على الحدود الصحراوية مع موريتانيا.

واتهمت جبهة البوليساريو المغرب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين، عقب تحليق طائرات تابعة لسلاح الجو المغربي الأسبوع الجاري فوق المنطقة العازلة  والاراضي المحررة من الصحراء الغربية.
ونبه رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي ، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى قلقه الشديد إثر إقدام سلطات الاحتلال المغربية على جلب مجموعة من عملاء الأمن والمخابرات المغربية وإسكانهم في موقع قرب "الطريق المعبد" الذي أقامه المغرب بشكل غير قانوني عبر المنطقة العازلة في منطقة الكركارات جنوب الصحراء الغربية ، كما قامت السلطات المغربية مؤخراً ببناء كوخ لإيواء المجموعة المذكورة ؛ وهي على وشك تشييد مبانٍ غير قانونية إضافية في المنطقة.
وأكد رئيس الجمهورية في رسالته أن وجود عملاء مغاربة في المنطقة العازلة يعد انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، وهو أيضاً عمل استفزازي ومزعزع للاستقرار من شأنه أن يؤجج الوضع المتوتر أصلاً ويزيد من تهديد الأمن في المنطقة.
ودعا السيد إبراهيم غالي مجلس الأمن الدولي إلى التصرف بحزم في وجه محاولة المغرب الجديدة تغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة ، مؤكدا أنه إذا لم يتم كبح جماح هذه الأعمال المغربية فإنها ستهدد السلام والأمن في الإقليم وتقوض عملية الأمم المتحدة للسلام الهشة أساساً في الصحراء الغربية.
من جهة اخرى حذر عضو هيئة أركان قوات جبهة البوليساريو، يوسف يوسف أحمد سالم، من «خطورة انزلاق الأوضاع نحو المجهول» ودخول المنطقة في «أتون حرب جديدة»، مؤكداً أن لجبهة البوليساريو «حق الرد» على التحركات المغربية.
وقالت الجبهة إن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الملكية المغربية قام بالتحليق فوق مناطق شرق الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية و التي تديرها وتنشر قواتها، وأوضحت أن «اللواء الاحتياطي» المنتشر في المنطقة وثق التحليق يوم الإثنين الماضي على الساعة الـ11:20 بمنطقة روس تيملوزة.
وعرفت الأيام الماضية سلسلة احتكاكات لوجيستيكية بعد إرسال المغرب قوات مسلحة ورجال أمن وإداريين إلى معبر الكركرات على الحدود الصحراوية مع موريتانيا.
ودعا إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الشباب الصحراوي للانخراط في الجيش الصحراوي للقتال ضد الجيش المغربي، كما دعا في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، المنتظم الدولي، إلى تحمل مسؤوليته في هذا الصدد، كما تحث المينورسو على مراقبة الوضع عن كثب.
من جهة أخرى، ما زال موضوع خلافة المبعوث الأممي، هورست كوهلر، الذي استقال من منصبه لأسباب صحية قبل حوالي ثلاثة أشهر، يطرح جدلاً متواصلاً داخل الكواليس الأممية، مع اقتراب نهاية ولاية البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم، ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى الدخول في مشاورات سرية مكثفة مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين، بخصوص الأسماء المرشحة لخلافة كوهلر.
ويتناوب دبلوماسيون أو شخصيات سياسية بارزة أوروبية وأمريكية على مهمة المبعوث الخاص، وكان من أبرزها جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي، في إدارة الرئيس جورج بوش الأب.
ونقل عن مصادر من البعثة الدبلوماسية الألمانية بالأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أحال على ممثلي الدول الأعضاء الدائمة من أجل خلافة المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء الغربية عدة أسماء مرشحة لتولي هذه المهمة، دون أن تتوصل إلى حدود نهاية الأسبوع الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري، إلى توافق حول اسم الشخصية الدبلوماسية التي ستتولى هذه المهمة من بين الشخصيات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة.
وأعادت مصادر معنية بالنزاع الصحراوي عدم حسم الدول الأعضاء الدائمة في اسم المبعوث الأممي الجديد، إلى تمسك الولايات المتحدة بمرشح أمريكي، وفق ما هو متعارف عليه من تناوب وإصرار الأوروبيبن على اختيار مرشح أوروبي كون كوهلر لم يكمل ولايته، مستندين إلى انتخاب كوفي عنان الإفريقي أميناً عاماً للأمم المتحدة خلفاً لبطرس غالي الذي لم يجدد له.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *