-->

توج قصر البيان عرشا فأعتلاه أبدا

توج قصر البيان عرشا فأعتلاه أبدا 
فخلد سيرة تأبى الغروب أو التواري خلف الماضين بما مضوا
سما مرتفعا لايبلغه إلا من اجتمعت حوله خصال الرجل الهامة السامقة والقامة الشاهقة شموخ الجبال الراسيات في أمة أنى لها الذوبان في حضرة شعره الضارب في أزمنة لا التي نعيش سبقا ولحقا ... 
بادي ويكفي من الفخامة وقع الإسم وصيته أدبا وحكمة وورعا وشعرا إذ يتناقله الآخرون لسان وأحوال بتعدد مقاصده واغراضه وأعراضه وبحوره التي كان يمها الوافر الموغل حين يشسع نبضا وقوافي وايقاعا ...
تتهادى الكلمات أوسمة ترصع جغرافيا الأرض حين تستنطقها الحروف ، فتحكي حبات الرمل نشوة انتصار وتفصح أودية ومرتفات وتنوعا أطلالا وهو أفضل من يقف عليها مشخصا ، متأملا بجوارح الآخرين حيث يقرأون ويحفظون ويتوارثون ويجوبون المرامي ويسافرون عبر الزمن عبر مداد حروفه وصفا وحكمة وفخرا وغزلا .
عرفه كثيرون الأديب الشاعر النابغة المبدع أو المقاوم الشرس أو الرجل الموسوعة أو الورع المتزن ، لكن قليلين عايشوا الإنسان المرهف اللبق الذواق المرح ، سيد مجتمع البيظان فراسة ومظهرا ، ملبسا ومأكلا ونمط عيش .
عقود ثمان حياها الفقيد عن نفسه والبقية ، مناضلا كبيرا وطنيا مكافحا مؤمنا بقضايا الأمة وقيم المجتمع وحق شعبه في الحرية عبر دواوين روائع ملحمية قل من أوافاها حقا من أبناء وطنه فكان أن جاءت الدهشة ممن يرابطون الشعر وأعلامه شهادات تنصف الرجل وقدرته على ترويض عصي النصوص وما بين سطورها في عبور يتجاوز الزمان ويتخطى المكان وما يربطهما معا .
ناقد راق ، موجه حذق ، ومدرسة متفردة رسائل ومفردات وحبكة وإيقاع ، نقل عنه المثابرون ودرست على إبداعات قريحته أجيالا سبقته أو لحقته ممن عايشوه أو سبقته إليهم قصائده وبديع قوله إذ ينشدون ويعظون ...
قبل أشهر فجع برفيق رحلة العمر الفقيد بيبوه ولد الحاج وقبل أيام قليلة كان مبتهجلا مرحبا بمهنئيه لضيافة رحبة بمولود جديد اختزل مفهوم الحياة بين مجيء وإياب للبارىء الواهب المستخلف في الأرض المسترد أماناته ساعة الوعد لسيد شكل معين تزود وإرثا حضاريا لا يرحل برحيله ولا تنصفه الكلمات رثاء أو تنقصه عظمة وتجلي .
نفعي أحمد محمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *