اشتعال الاحتجاجات وإصابة العشرات… الرئاسة الفلسطينية: اجتماع قريب في غزة لـ«إنهاء الانقسام»
تواصلت أمس ردود الافعال الفلسطينية والعربية والدولية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعرف بصفقة القرن، وأعلن عنها أول من أمس الثلاثاء في البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحشد من حاشيته وحاشية ترامب، وعدد من المدعوين، من بينم سفراء الإمارات والبحرين وعُمان.
وكرد فعل مباشر على إعلان هذه الصفقة التي وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«صفعة القرن»، أعلنت الرئاسة الفلسطينية عن اجتماع يعقد للقيادة الفلسطينية في غزة الأسبوع المقبل لتسوية الخلافات التي تعترض طريق تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة «سيكون هناك اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في غزة الأسبوع المقبل لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأمريكية ـ الإسرائيلية».
ووعد الرئيس عباس بعد تلقيه مكالمة من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد الإعلان عن الصفقة، بلقاء هنية في غزة قريبا.
وأضاف أن «الموقف الفلسطيني الموحد خلف سياسة الرئيس عباس الرافض لصفقة القرن، هو بمثابة رسالة لإسرائيل وأمريكا بأن شعبنا الفلسطيني موحد خلف قيادته لإسقاط هذه الصفقة التي لن تمر، وستفشل كما فشلت كل المؤامرات السابقة» . وأضاف في تصريح للصحافيين أن جميع الفصائل الفلسطينية شاركت في اجتماع الأمس، وأكدت دعمها لموقف الرئيس محمود عباس، وسيكون هناك اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في غزة الأسبوع المقبل لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأمريكية ـ الإسرائيلية.
وأشار أبو ردينة إلى أن «التحرك الفلسطيني سيكون باتجاه الجامعة العربية وقمة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي، وفق جدول زمني محدد لمواجهة الصفقة ووضع الجميع عند مسؤولياتهم، ويترافق ذلك مع حراك شعبي على الأرض» .
وأكد مسؤولون فلسطينيون الأربعاء إقرار القيادة الفلسطينية خطة شاملة للرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، تتضمن تحركاً سياسياً ودبلوماسياً على جميع المستويات.
وقال مسؤولون فلسطينيون «إن الخطة تشمل تحركاً سياسياً ودبلوماسياً على صعيد دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية».
وتشمل الخطة الفلسطينية أيضا «تحركاً قانونياً في المحاكم الدولية، جنبا إلى جنب مع تحرك جماهيري على الأرض». ويترافق تنفيذ الخطة مع بدء تغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية، مثلما أعلن الرئيس الفلسطيني الثلاثاء. ويفيد تغيير الدور الوظيفي للسلطة بانتهاء المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها عند توقيع اتفاقية أوسلو الثانية.
هذا على الصعيد السياسي، وميدانيا تصاعدت أمس الاحتجاجات والمواجهات مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس ضد صفقة القرن. وسقط العديد من الجرحى برصاص الاحتلال الحي والمطاطي. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع أكثر من 50 إصابة، بينها إصابتان بالرصاص الحي، وإصابة بالرصاص المطاطي في الرأس.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في الضفة وغزة والأغوار، ونصبت العديد من الحواجز الطيّارة في مختلف المناطق لمنع وصول المواطنين من مختلف المحافظات إلى هناك.
وتواصلت ردود الفعل العربية التي كانت بمعظمها مخيبة للآمال، بينما جاءت ردود الفعل الدولية أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس إن «خطة ترامب تثير التساؤلات ولا سلام دائما إلا من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه»، مؤكدا اعتزامه دراسة خطة ترامب بشكل مكثف. وذكر أن «المبادرة الأمريكية تثير قضايا سنناقشها الآن مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، من بين أشياء أخرى، هذه الأسئلة حول مشاركة أطراف النزاع في عملية التفاوض، وكذلك حول موقفها (المبادرة) تجاه المعايير والمواقف القانونية المعترف بها دولياً».
وشدد على أن «الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وحذر رئيس الشاباك السابق يرام كوهين من عواقب وخيمة ستنجم عن ضم مناطق الضفة الغربية، مؤكدا أن إسرائيل تسير نحو كارثة.
وشكك ايهود براك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وايهود أولمرت رئيس الوزراء السابق بنوايا نتنياهو، وقالا إنه يستغل «صفقة القرن لأغراضه الانتخابية»، وأنها ستحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية.
عباس يرفض مجددا استلام رسالة من ترامب ويخاطب نتنياهو: نحن في حل من أوسلو
• قالت مصادر إعلامية، مساء أمس الأربعاء، إن الرئيس محمود عباس رفض استقبال مكالمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما رفض أيضا استلام رسالة منه.
وكشفت المصادر نفسها ان الرئيس عباس بعث برسالة الى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر حسين الشيخ وزير هيئة الشؤون المدنية اتهمه فيها بالتنكر لاتفاقية أوسلو، قائلا فيها «نحن أيضا في حل من اتفاقيات أوسلو».
وقال الرئيس محمود عباس مساء امس سنبدأ فورا باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية، تنفيذا لقرارات المجلسين المركزي والوطني. وأكد في كلمته خلال اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ردا على اعلان الرئيس الأميركي ترمب بما يسمى «صفقة القرن»، أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة.
غرينبلات: «صفقة القرن» ستنتهي إذا خسر ترامب انتخابات 2020
• قال المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن عدم انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية من شأنه، أن يعرض “صفقة القرن” إلى الخطر.
وحذر مستشار الرئيس ترامب والمبعوث السابق للشرق الأوسط في حديثه، أمس الأربعاء، للإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” من أن انتخاب رئيس ديمقراطي للبيت الأبيض يمكن أن يعرض برنامج السلام في الشرق الأوسط للخطر.
وقال “إذا لم يتحقق السلام في عهد ترامب، وكان انتخاب ديموقراطي للبيت الأبيض سيشكل خطرا على الخطة التي قدمت”، لكنه أضاف أنه يعتقد أن ترامب سينتخب لولاية أخرى.
وتطرق غرينبلات إلى مسألة توقيت نشر “صفقة القرن”، بالتزامن مع جلسات الحصانة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الهيئة العامة للكنيست التي أثارت مزاعم حول تدخل ترامب السياسي في إسرائيل، قائلا “ليس هناك أي وقت مناسب لتقديم حل للصراع”.
وأضاف “في كلتا الانتخابات، شعرنا حقا أن هذا كان تدخلا، لكن حقيقة أن نتنياهو وغانتس أعلنا عن قبول الخطة، يجب أن تزيل السؤال ومسألة التدخل السياسي، بدلا من انتقادها، حان الوقت لتنفيذها”.
الرئاسة المصرية عدّلت بيان «صفقة القرن»
• أثار بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردود فعل غاضبة في مصر، بسبب ما اعتبره الكثيرون موقفا مخزيا لا يعبر عن حجم مصر ودورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فيما تسربت أنباء أن البيان جرى تعديله بعد إطلاع الرئاسة عليه ليصبح على الصورة التي خرج بها.
ووفق موقع «صدى مصر»، «البيان المصري، الصادر عقب 30 دقيقة فقط من إعلان ترامب عن خطته، اختلف في بعض الصياغات عن مسودة أصلية أعدتها الخارجية قبل إرسالها لرئاسة الجمهورية لإقرارها».
ونقل الموقع عن مصدر حكومي اطلع على المسودة وتعديلاتها، اشترط عدم ذكر اسمه، قوله إن «المسودة ذكرت الدولة الفلسطينية على اﻷراضي المحتلة في 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لكنها حُذفت من نسخة الرئاسة الأخيرة».
كذلك، «حُذفت من نسخة الرئاسة جملة وردت في المسودة نصت على ضرورة أن تدرك إسرائيل أن تحقيق السلام في المنطقة لن يتم دون ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فيما اكتفت نسخة الرئاسة بالإشارة إلى أن القاهرة تدرك أهمية النظر لمبادرة الإدارة اﻷمريكية من منطلق أهمية التوصل لتسوية للقضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على اﻷراضي الفلسطينية المحتلة، وفقًا للشرعية الدولية ومقرراتها».