ردا على بيان وزارة التعليم - الجزء الثاني -
✍ *بقلم : الشيخ لكبير / محمد البخاري* .
ردا على بيان الوزارة ...الجزء الثاني >> أين تاه مليار و مئتا مليون سنتيم؟
- يبدو أن بيان وزارة التربية و التعليم الأخير تلقى ردود معتبرة و متنوعة على مواقع التواصل الإجتماعي من أناس يحبون أن يشاركوا في كلمة حق، و إني أرد لهؤلاء الذين تجرأوا على كتابة هذا البيان الذي وضع بصمة تاريخية مست من كيان المدرس الصحراوي.فالمتأمل في هذا البيان الذي لم يمر على منهجية البيان المعتمدة و المختل في تراكيبه قد ألفت انتباهي فيه ما يلي :
١/ بدأ البيان في مقدمته بكلمة العربية .... و تركوا كلمة الجمهورية، في هذه الحالة هناك تساؤلات في هذا الخطأ فهل كل الوثائق الجاري بها العمل كما ذكرتم في البيان تبدأ بالعربية بدلا من الجمهورية؟ أم عندكم تسمية أخرى نحن عنها غافلون ؟
٢/ ذكر البيان أنه" بناء على الاجتماع الموسع" ، و حسب التتبع و الاستقراء توصلت الى أن الإجتماع شمل ثلة فقط و لم يكن موسع ، فأنا لم أفهم أي توسع هذا الذي تقصدون ؟
٣/ إن جملة " لتدارس التوقف عن الدراسة " قد عجزت عن فهمها حتى أنني حاولت جاهدا أن استوعب دلالتها و ما ترمي له و لكن لا جدوى ...
٤/ عنوان البيان يحتاج إلى تعديل بما أنه بيان فلا حاجة أن نذكر بيان للتعميم فهو معمم بما فيه الكفاية.
5/الوثائق التي أشار إليها شبه البيان على ما أظن ماهي ألا التشريع المدرسي ،وثيقة البرمجة ،وثيقة الاستفادة ،وثيقة المنافسات ..... ماهي إلا حبر على ورق وإلا فأين الحق في الترقية والتكوين والقوانين الرادعة للمخلين؟ وأين الاجراءات الضابطة للإنتساب للمنظومة والضامنة للعدالة في الحق والواجب؟ .... فكل ما قيل في هذا البيان عن عدم العمل بالوثائق الجاري بها العمل هو حق يراد به باطل .
اقترح بصفتي مدرس بسيط على أصحاب هذا البيان أن نساعد تلاميذنا في معالجة النقص الملحوظ في الكتاب المدرسي من خلال المبلغ الذي تحصلتم عليه من عائدات مسحوق الحليب و الذي يقدر ب مليار و مئتا مليون سنتيم ، هذا إن كنا نبحث عن حق التلميذ حقا. كما اقترح على سماحتكم الموقرة أن تعطوا جزءا من رواتبكم الشهرية للعجزة و ذوي الوفيات لكي تحققوا شرطا من الشروط التي أقمتم عليها الوقفة . لماذا لا تعطوا للتلميذ حقه تاما خلال الشهر من البسكويت و مسحوق الحليب دون أن ننقص اسبوعا واحدا كما هو مألوف لديكم؟.... أليس هذا حقه؟ هل يحق لكم بيعه في الزويرات بالكم الهائل ؟
إن بيان هذه الوزارة ماهو في الحقيقة إلا صرخة المستغيث في فلاة أو تخبط الغرقان الذي تتلاطمه الأمواج في طلب النجاة ، كان يجدر بكم أن تلتزموا السكوت و هذا الأخير أضعف الإيمان ، لقد كُتبت في ذاكرة كل موظف ما تجرأتم عليه و سوف يبقى بيانكم في سجلات التاريخ محفوظ .
إن كنا نريد الحق و الحق يقال فلا وجود لعمل بالوثائق ولا إحترام لها ،وإلا ما بلغ الأمر بنا ما بلغ طيلة هذه السنين الخوالي والعجاف، فمركزية التربية و التعليم مبنية على عدة اعتبارات يستحي جميع المنتسبين للمنظومة من الطبقة الكادحة عن ذكرها والذي فرض عدم الإنسجام ووحدة التوجه والتفكير و المنطقي و أصبح كل موظف فيها وزيرا مما أنطبق عليها المثل " *أنا أمير والكل أمير ولم يبق في الوجود من يقود الحمير ."*