ردا على مقال الصحفي الموريتاني الذي تطاول على تاريخ الشعب الصحراوي .. لا لظلم الاخ لاخيه .

قرأت بتمعن عتابا للمدعو المصطفى محمد محمود ، يعنف فيه مواطنيين موريتانيين محاولا تشويه بعض حقائق اعتداء نظام المختار ولد دداه على حرمة الشعب الصحراوي واحتلال ارضه وتقتيل ابنائه .

وقد بذلت جهدا كبيرا لاجد له عذرا او مسوغا دعاه الى التفكير فيما كتب ليقنع ضميره بالافصاح عن الافكار المتطرفة والمشاعر الانانية تجاه قضية وصلت التدويل وسلم القاصي والداني بعدالتها ، وحرب وصلت تفاصيلها الى اقاصي الدنيا فما بالك بمن يعيش رواياتها بشكل يومي ، ولم اجد له من عذر الا الجهل بالتاريخ والغفلة عن الظلم ومحاولة ابتلاع شعب اخ وجار .

وهنا اوجه سؤالا الى المصطفى . كيف تجاهلت الاسباب التي اوصلت قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الى شوارع انواقشوط وضروب تيجكجا ومتاهات باسكنو ؟ . هل هو ظلم الصحراويين ، ام هو دفاعهم عن ارضهم ؟ . هل تعي لماذا ترملت الموريتانيات وتيتم ابناء موريتانيا ؟ . هل سألت نفسك لماذا تدمر الاقتصاد الموريتاني عندما توقف قطاره تحت ضربات وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي ؟ هل هو ظلم اشقاءك الصحراويين ؟ ام انك تحاول عبثا تجاهل الوقائع وتزوير التاريخ ؟ . وهنا استوقفك لاقول : ان من جر الحرب الى شوارع انواقشوط هو نظام ولد داداه بإعاز من فرنسا الاستعمارية وبضغط من النظام الملكي العفن في المغرب . ام انك تجهل تقتيل الاطفال والنساء تحت اقدام جيش المختار ولد داداه دون مراعاة ابسط معاني الاخوة والجوار والروابط الدموية . لعلمك لقد عاث جيش موريتانيا المرغم على خوض الحرب في الصحراء عاث فسادا في المدن والمداشر الجنوبية الصحراوية التي كان اهاليها ينتظرون الحماية ومد العون لا الغدر والخيانة .

اخي المصطفى لقد شهد التاريخ تشابك سواعد الموريتانيين والصحراويين وامتزجت دماؤهم للدفاع عن ارض البيظان وصد المحاولات الاجنية ومحاربة الحملات الغربية التي تستهدف المنطقة .

واعجب لك اخي المصطفى كيف تجاهلت اختلاط دماء الاخوة الصحراويين والموريتانيين في ملاحم تشهد على المصير المشترك لشعب البيظان .

عجبا اخي المصطفى كيف تحاول القفز على الحقائق وتحمل الشهيد الولي مصطفى السيد ورفاقه مسؤولية الترمل واليتم في موريتانيا ، انها الحرب التي لا ترحم وكما يقول المثل : السن بالسن والباديء اظلم .

ان من شن الحرب على الصحراويين سنة 1976 وتقاسم الصحراء الغربية مع المملكة المغربية هو النظام الموريتاني انذاك . ظنا منه " يا واجعة " ان الصحراويين لقمة صائغة ، وهنا التمس لك عذرا اخر لانك جاهل لتاريخ المقاومة في المنطقة لان اغلب ابطالها وروادها وشهداءها هم صحراويون ، وعد الى اقربها منك ملحمة ام التونسي التي يوشح اسمها واجهة مطار انواقشوط الدولي فستحكي لك عن بسالة ابناء الصحراء الغربية واقدامهم وستحدثك عن طينة من فتك بالحامية الفرنسية وقتل قائدها وقضى عليها ، انهم المجاهدون الصحراويون .

اخي المطصفى يبدو انك شاب " فايتك ياسر " : ان الحرب التي تورط فيها نظام المختار ولد داداه هي حرب ظالمة " اقصر فيها تخمام " حاكم موريتانيا انذاك

و أرغم على خوضها تحت الضغط ودون الرجوع الى الرأي العام الموريتاني الذي كان يرفض الاعتداء على الشقيق الصحراوي . في حين كان الاجدر بموريتانيا الالتفات الى نفسها وتنمية مقدراتها وبناء اقتصادها

لا تدميره بالحرب والخيانة .

اخي المصطفى انها حرب بين الاشقاء وقد وضعت اوزارها منذ اكثر من اربعين سنة ربما قبل ان تولد انت ، وربما جهلك لتفاصيلها هو سبب افصاحك عن افكار ظالمة ومتطرفة واطلاقك لاحكام ما انزل الله بها من سلطان تنم عن انانية ، وتتبنى افكارا ابناء موريتانيا الاحرار هم براء منها .

اخي المصطفى كيف تسمح لنفسك الامارة بالسوء ان تنتقص من قدر شهداء الشعب الصحراوي ، أما تعلم ان من مات دون عرضه او ارضه اوماله فهو شهيد . لقد تماديت في الجهل وانصحك بالتواصل مع أحد من شارك في حرب الصحراء من المجندين الموريتانيين ليجيبوك لانهم هم من وقفوا على حقيقة شهادة مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وعاينوهم حتى بعد شهور من استشهادهم ، سلهم كيف وجدوهم وهل وجدوا عناء في التأكد من شهادتهم ، بل سل علماء موريتانيا ممن حضروا دفن الشهداء الصحراويين .

في الاخير وبعيدا عن الذاتية التي حكمت وتحكمت في كل حرف كتبته اقول لك ان حرب الصحراء بين الاشقاء الموريتانيين والصحراويين انتهت وذهبت بما ذهبت به ولا انصحك بالحديث عنها . لانها صفحة طواها الاشقاء وتصالحوا وعوضوا خسائرها بالعلاقات الجيدة التي تربط البلدين . وتذكر ان من ينكأ الجراح يخدم اجندات غيره . والا عسك بعد لا تعود كاري شدكك .

.محمد محمد اسماعيل .