-->

معارك عسكرية واشتباكات مسلحة بإقليم تيغراي الإثيوبي و الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية "خانقة


 واج / تتواصل الاشتباكات بين قوات الحكومة الإثيوبية وخصومها في إقليم تيغراي بشمال البلاد، وسط تحذيرات أممية من أن استمرار القتال يعيق تقديم المساعدات لآلاف اللاجئين، مما يهدد بأزمة إنسانية "خانقة"، في حين أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن الأولوية لإعادة الإعمار، بعد سيطرة الجيش على ميكيلي عاصمة الإقليم.

وكانت اشتباكات عسكرية مسلحة، اندلعت في الخامس من نوفمبر الماضي، بين الحكومة الفدرالية الإثيوبية و"جبهة تحرير شعب تيغراي"، أحد المكونات الأساسية للحزب الحاكم السابق "الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا"، الذي حكم البلاد نحو ثلاثة عقود تقريبًا.

وهناك خلفيات عميقة للصراع مع رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، ولكنّ أسبابًا عديدة أخرى أدت إلى اندلاع النزاع في هذا التوقيت، أهمها: تأجيل حكومة آبي أحمد الانتخابات الرئاسية بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ما أثار اعتراضات واسعة بين مختلف القوى السياسية والأحزاب، وقيام الحكومة بحل "الجبهة الديمقراطية الثورية"، وإنشاء حزب "الازدهار" التابع لآبي أحمد بديلًا منها، إضافة إلى استهداف أعضاء الحزب من جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقد دفعت هذه الإجراءات جبهة تحرير شعب تيغراي إلى إجراء انتخابات داخلية في الإقليم من دون موافقة أديس أبابا، ما أدى إلى تفجر الأزمة.

وتشير تقديرات إلى أن القتال الدائر منذ نحو شهر، تسبب حتى الآن في مقتل آلاف ولجوء نحو 46 ألفا إلى السودان المجاور.‎

وفي هذا الإطار أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، عن "قلقه البالغ" إزاء الوضع الحالي في منطقة تيغراي الإثيوبية.               

وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: "إنه يعتقد أنه من الضروري استعادة سيادة القانون بسرعة، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وتعزيز التماسك الاجتماعي، والمصالحة الشاملة، وكذلك إعادة تقديم الخدمات العامة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود".   

وقال البيان إن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة تماما بدعم مبادرة الاتحاد الأفريقي، كما ستظل ملتزمة تماما بتعبئة القدرات الكاملة للأمم المتحدة لتقديم الدعم الإنساني للاجئين والنازحين وجميع السكان الذين يعانون من المحنة.   

وأضاف أن الأمين العام نقل هذه الرسائل في المحادثات العديدة التي أجراها مع ممثلي الأمم المتحدة على الأرض والقادة الإقليميين، وكذلك رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي تحدث معه الأمين العام أمس الاثنين.   

           

استمرار المعارك يعيق إرسال المساعدات إلى سكان الإقليم

 

وتسبب استمرار القتال "في أجزاء كثيرة" من إقليم تيغراي في تعقيد جهود إيصال المساعدات الإنسانية على الرغم من التوصل إلى اتفاق يمنح الأمم المتحدة الوصول إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الفدرالية.‎

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سافيانو أبرو في تصريحات صحفية  "لدينا تقارير عن استمرار القتال في أجزاء كثيرة من تيغراي. هذا مقلق وهو وضع معقد بالنسبة لنا".

وكانت الأمم المتحدة حذرت من احتمال نزوح أكثر من مليون شخص من إقليم تيغراي (يسكنه نحو ستة ملايين نسمة)، في أعقاب الصراع الدائر منذ مطلع نوفمبر الماضي.

وقالت في بيان إن "عملية النزوح ستكون ناتجة عن النقص الحاد في احتياجات الحياة اليومية من طعام ونقود ووقود وغير ذلك"، مضيفة أن "الوضع في تيغراي أصبح حرجاً جداً، نفد الوقود واختفت النقود الورقية. وتُشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص سينزحون من بيوتهم".‎

وتُفيد الأمم المتحدة بأن المواد الغذائية التي كانت مخصصة لإغاثة 100 ألف لاجئ في إريتريا "ستنفد في غضون أسبوع"، عدا عن عدم حصول أكثر من 600 ألف شخص على حصص غذائية كانوا يعتمدون عليها شهرياً.

واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أول أمس الأحد أن إعادة بناء إقليم تيغراي هي المهمة الرئيسية لحكومته في فترة ما بعد الحملة الأخيرة لإنفاذ القانون بالإقليم، بينما أكدت جبهة تحرير تيغراي استمرار المعارك مع القوات الحكومية.‎

وقال أحمد في تدوينه على صفحته الرسمية في فيسبوك إن مرحلة إعادة الإعمار هذه تتكون من 3 جوانب، هي: الدعم الإنساني والاجتماعي الذي يحتاجه الإقليم، وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة من الحملة العسكرية الأخيرة، واستعادة الخدمات الأساسية.‎

وأشار إلى أن من وصفهم بالجماعات المحلية بدؤوا بالفعل تنفيذ هذه الأعمال، وأن تعزيز الخدمات الإنسانية سيتم من خلال دعم الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.‎

وقالت الحكومة الإثيوبية أن الصراع يوشك على نهايته، وذلك بعد اسبوع من سيطرة الجيش على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، لكن زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، دبرصيون جبر ميكائيل، قال أن المعارك لاتزال دائرة خارج المدينة، وأن انفجارات وعمليات نهب ومناوشات استمرت في أجزاء من الإقليم بعد أن أعلنت قوات الحكومة أنها على بعد أيام من القبض على قادة التمرد".‎‎

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *