مداخلة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة وعضو اللجنة الوطنية لحقوق الانسان الاخ محمد سالم احمدو ( سالمية) بالندوة الفكرية
قدم اليوم الاثنين عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة وعضو اللجنة الوطنية لحقوق الانسان الاخ محمد سالم احمدو ( سالمية) مداخلة بالندوة الفكرية على عهد الشهداء نسير والتي نظمتها وكالة الانباء المستقلة وتمحورتن المداخلة حول رؤية الشهيد محمد عبد العزيز رحمه الله في التعامل مع الجماهير، مستعرضا جملة من الخصال النبيلة التي تحلى بها وحث الشباب على التمسك بها والسير على نهجه وفيما يلي نص المداخلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانبياء واشرف المرسلين وبعد
نقف اليوم ونحن نخلد الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز الذي أفنى حياته، في خدمة القضية الوطنية، بكل تفان وإخلاص، لنستحضر العبر والعظات من حياته التي كرسها لخدمة شعبه.
إنه القائد الذي سلك بشعبه درب الكفاح وحقق لقضيته انتصارات عظيمة عززت من مكانة الدولة الصحراوية في المحافل الدولية ومحيطها الاقليمي والقاري واصبحت رايتها ترفرف خفاقة في عواصم العالم وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسي تنتشر في اصقاع الدنيا.
ونحن نستحضر مآثر الشهيد في هذا اليوم ندعو الشباب الى الاستفادة من ارث الشهداء ورصيدهم النضالي واسلوبهم في الكفاح.
لقد تميز اسلوب الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في التعامل مع مختلف شرائح المجتمع بخفض الجناح ولين الجانب والسلاسة وبمرونة عالية الدقة، انطلاقا من فهمه العميق للتركيبة الاجتماعية واتقانه للغة التي يمكن ان يخاطب بها كل فرد من المجتمع الذي خبره على مدار اربعة عقود، فمعرفة نفسية الجماهير تساعد رجل الدولة على التعاطي مع انشغالاتها وتحقيق طموحاتها وامالها، وهو ما مكن له القبول وجعله محبوبا لدى الجميع كرجل اجماع وطني يسعى الى جمع كل الصحراويين تحت مظلة الجبهة الشعبية بنظرة ثاقبة وفكر عميق.
وكان الشهيد الراحل قدوة للجماهير من خلال العمل الميداني سواء سنوات الحرب التي قاد فيها المعارك العسكرية، او خلال مرحلة السلم بوقوفه الدائم على واقع وانشغالات الناس ومعاينة ذلك عن كثب، من خلال الندوات السياسية والجولات الميدانية وكان يفتخر دائما بالجماهير باعتبارها الحاضنة لاي عمل وطني والينبوع الثوري الذي أجج النضال ووفر اسباب الاستمرارية للثورة، وكان ـ رحمه الله ـ يقول بان العيب ليس في الجماهير التي صنعت المعجزات وشيدت بسواعدها المؤسسات وساهمت في بناء الدولة الصحراوية، لكن العيب في الاطر التي لا يستطيع ان تقنع الجماهير ولا تتحمل مسؤولية النزول الى القاعدة الشعبية لشرح الرسالة بصورة واضحة وإقناعها بمضامينها واهدافها والسير امامها حتى تستجيب الجماهير وتسير خلفها، اما الاطر التي تختبي خلف الجماهير وتريدها ان تعمل بمفردها فهي واهمة وتريد تحقيق المستحيل، ولن يتحقق لها سوى النتائج العكسية.
وانطلاقا من هذه الفلسفة العميقة كان يجالس الشيخ الكبير والمراة والطفل ويستوضح منهم ويناقشهم الوضع العام و ما يمكن ان يحققه كل فرد لصالح مجتمعه وخدمة الصالح العام.
كانت له نظرة ثاقبة في التوجيه والتعبئة حيث اعتمد اسلوب التركيز على الجوانب الايجابية وضرب المثل بالتجارب الناجحة حيث يضرب امثلة من واقع المجتمع ويتجاهل النقائص والعيوب من اجل شحذ الهمم والعزائم ويقارن بين واقع بدايات الثورة وما ميزه من شح في الامكانيات وبين واقع اليوم ووفرت الوسائل المساعدة على التقدم وتطوير اساليب معركة نحو التحرير.