-->

مقال راي : البوليساريو تربح من نكران المغرب لوجود حرب .

 


إلى حين انفجارها في وجهه كحقيقة لا يمكن اخفاؤها.أصر المغرب على عدم الإقرار بوجود حرب مع جبهة البوليساريو سيرا على النهج الذي تركه، الحسن الثاني، الذي كان يتنكر لوجود البوليساريو نفسها؛ كنوع من التبخيس. 
 وهكذا تستمر توصيفات الصحافة المغربية على سياسة نزع صورة الحرب عن الوضع الحالي، عدا الادعاء بنجاح الجيش المغربي من وقت لآخر في "تحييد أشخاص مصحوبين بسيارات دفع رباعي يحاولون الاقتراب من الحزام"!!
و أن " المسيرات التي اشتراها المغرب من تركيا واسرائيل لم تترك للمقاتلين الصحراويين أرض كافية للتواجد والتحرك"!! 
لكن هناك حقائق لا يمكن التحايل عليها، أولها:
 أن تأثيرات الحرب بدأت تكبر مع الأيام، بحيث أصبح قادة الجيش المغربي يدركون جيدا أن التفوق الجوي لم يضمن الهدوء المأمول…
ثانيا. أن الصحافة الدولية، ومنها الأمريكية، أصبحت تهتم بموضوع الحرب في الصحراء الغربية، وهي التي أكدت مؤخرا على أن مستوى خطورة الهجمات أعلى بكثير مما يمكن نكرانه. أو محاولة تصويره بعمليات تبادل القذائف المدفعية من مسافات بعيدة عبر الحزام الرملي الذي تحتمي به القوات المغربية، هو أمر بعيد كليا عن الحقيقة. 
الحقيقة الثالثة. فهي أن ميزة القوات المغربية في مجال الطيران المسير  قد قابلها تفوق الجيش الصحراوي في مجال الصواريخ المتوسطة المدى. بحيث أعادت هذه الصواريخ التوازن المطلوب  بعد أن أجبرت قوات العدو  على ترك ثكناتها والتنقل من مكان لآخر و التناوب على الأماكن الخطرة التي لا تعرف الراحة، وامتد تأثيرها إلى تعطيل الحزام الناقل للفوسفات في الصحراء الغربية، وكذا ابراج تشغيل الطيران المسير. 
وبالرغم من تحمس الرأي العام الصحراوي لفكرة زيادة وتيرة الحرب والاشتباك المباشر مع القوات المغربية، كما كان يحدث في الماضي، فإن البوليساريو تربح في الظروف الحالية، ولو بشكل أبطأ مما كان عليه الحال في الماضي دون ضجيج.
ازعور ابراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *