المغرب في حلف اسرائيل وقضية الشعب الصحراوي تنتصر بمواقف الكبار
في الوقت الذي هللت الالة الدعائية المخزنية ووسائل اعلام الدول المطبعة لموقف اسرائيل المعروف سلفا من قضايا التحرر العادلة والذي لا يحتاج لاذاعته من جديد في دعم الظلم و الاحتلال والتوسع وهي سياسة اسرائيل المعهودة في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والاردن وضد كل الدول العربية التي خاضت الحرب ضد خط بارليف وخبرت سياسة هذه الجرثومة المغروسة في قلب الامة العربية لتمزيقها وجلب المزيد من الويلات، لكن وكما يقال جنت على أهلها براقش هذا العار والمؤازرة من عصابة اجرامية لا تختلف في الاساليب والاهداف عن نظام المخزن المغربي.
فقد ربح الشعب الصحراوي الموقف القوي لجمهورية الصين الشعبية التي اكدت على حتمية تكريس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تصنف القضية الصحراوية ضمن قضايا تصفية الاستعمار وتتابع بشكل دوري من قبل مجلس الامن الدولي الذي كلف بعثة اممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية بالعمل على تنفيذ مأموريتها في الاشراف على تصفية الاستعمار من خلال مباشرة استفتاء حر ونزيه يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره.
وقد جاء الموقف الصيني الواضح وهي العضو الدائم بمجلس الامن الدولي كرد ضمني على رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي التي اذاعها الديوان الملكي بالمغرب.
شددت الصين والجزائر على حتمية تكريس حق الشعب الصحراوي في تقرير والاستقلال في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة ومقاصده.
وأكد البيان المشترك بين الصين والجزائر عقب المحادثات الموسعة وعلى انفراد بين قائدي البلدين بقصر الشعب في بكين على حتمية تكريس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده.
وجدد الجانبان دعمهما للجهود الرامية للوصول إلى حل دائم وعادل لقضية الصحراء الغربية في إطار الشرعية الدولية لاسيما قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وجدد الجانبان دعمهما لما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده.
لقد اختار المغرب يوم الاثنين 17 يوليوز 2023 موعدا للإعلان عن رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي في مسعى بائس للفت الأنظار عن الحدث الأبرز ألا وهو انسحاب آخر السفن الأوربية من المياه الإقليمية الصحراوية، بموجب قرار محكمة العدل الأوروبية التي كانت قد أقرت بأن المغرب لا يمتلك أي نوع من السيادة على الصحراء الغربية، باعتبارها والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، وقضت بإلغاء اتفاقيات الشراكة والصيد مع المغرب بسبب انتهاكهما لمبدأ موافقة الشعب الصحراوي، عن طريق ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو.
هذا الانسحاب، المنسجم مع قرارات العدالة الأوروبية والقانون الدولي عامة، هو انتصار كبير ومهم لحق الشعب الصحراوي وسيادته على أرضه وثرواتها الطبيعية، يضاف الى سلسلة الانتصارات القانونية الأخرى، مثل قرار المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب سبتمبر 2022، والتي أكدت أن الاحتلال العسكري المغربي، مع انتهاكه لمبدأ تقرير المصير، لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الحقيقة والمبدأ الثابت المتعلق بالسيادة الدائمة للشعب الصحراوي على أراضيه. الوضع القانوني للإقليم، وعدالة كفاح الشعب الصحراوي ومكاسبه المحصلة معطيات ناصعة، جلية وعصية على أن يخفيها غبار التآمر والاحتلال الآيل الى الزوال حتما، في الصحراء الغربية كما في فلسطين.
ويأتي إعلان القصر الملكي في وقت أصدر فيه البرلمان الأوروبي بياناً صريحاً حول دور دولة الاحتلال المغربي المشين في قضايا الفساد داخل هذه المؤسسة، ومحاولات التأثير على القرار الأوروبي بشتى الأساليب، بما فيها شراء الذمم والتجسس وغيرها.
كما يأتي الإعلان في وقت رفض فيه الأفارقة إعطاء دولة الاحتلال المغربية فرصة الترشح لرئاسة مجلس حقوق الإنسان الدولي، بالنظر إلى سجلها المخزي في هذا المجال، واحتلالها اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهوية الصحراوية، العضو المؤسس داخل المنظمة القارية.
إن عزم المملكة المغربية على المضي حتى النهاية في طريق الخيانة، من خلال مقايضة اعتراف من لا يملك لمن لا يتسحق بفتح سفارة في إسرائيل، دليل على النرفزة والاحساس بقرب خسارة رهانها التوسعي في الصحراء الغربية، مما يدفعها الى لعب آخر الأوراق والاحتماء بأي كان.
إنه قرار يحمل في طياته استهزاء واستهتارا بمشاعر الملايين من أبناء الشعب المغربي الشقيق الذين يحملون فلسطين والقدس في قلوبهم، ويجدون أنفسهم اليوم مجبرين على تجرع هذه الخيانة الجديدة، بحجة دعم سياسات المخزن العدوانية تجاه الشعب الصحراوي الجار، والتي تسببت للشعبين الشقيقين في الكثير من المعاناة والآلام وهدر المقدرات في مغامرة توسعية خاسرة.
لقد انزاحت نهائياً كل المساحيق الدعائية، سياسياً وأخلاقياً، إسلامياً وعربياً، التي كان يضعها من يسمي نفسه أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الذي تؤكد الوقائع بالملموس تآمره عليها واستعداده، لو كان الأمر بيده، لتقديمها على طبق من ذهب إلى الكيان الإسرائيلي المحتل.