المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا منطقة للتبادل التجاري وبوابة نحو إفريقيا الغربية
من شأن افتتاح المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا، أن يدفع برفع وتيرة الحركة التجارية وزيادة عبور المركبات والشاحنات والأشخاص والسلع، مما يؤثر على عملية التنمية بالمنطقة وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
كما ان ولاية تندوف باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من نهضة اقتصادية حقيقية وطفرة تنموية ستضع الولاية في أجندة محادثات التجارة الخارجية الجزائرية مع افريقيا، فكل الظروف مهيّأة لتصبح ولاية تندوف عاصمة اقتصادية لدول غرب افريقيا عبر موسمها التجاري المقار.
كما ترتبط ولاية تندوف بالجارة موريتانيا بعلاقات تاريخية، ثقافية وتجارية عريقة، باعتبار تندوف حاضرة من حواضر إقليم بني حسّان الذي يمتد ليشمل موريتانيا، الصحراء الغربية، شمال مالي والنيجر وأجزاء من جنوب الجزائر، بالإضافة الى وشائج قربى وعلاقات اجتماعية تربط بين سكان هذه المناطق مجتمعةً، شكّلت لبنة لتأسيس مجتمع بني حسّان.
ولاية تندوف ولأهميتها الجغرافية والإستراتيجية، شكّلت نواة هذا المجتمع ومحج للتجار والعلماء عابري الصحراء الكبرى، فكانت مقصداً للتجار من دول المنطقة ولموسمها التجاري السنوي «المقار» الذي توقف تنظيمه سنة 1975 غداة اجتياح المغرب لأراضي الصحراء الغربية، وما تبع هذه الخطوة من هزات ارتدادية ألقت بظلالها على دول المنطقة.
المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي ستكون بوابة نحو إفريقيا الغربية
اكد وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري الطيب زيتوني خلال زيارته الى تندوف أن المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي ستكون بوابة نحو إفريقيا الغربية.
وأوضح السيد زيتوني في تصريح للصحافة على هامش زيارة عمل قام بها إلى الولاية, أن "المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي "المقار" بولاية تندوف ستكون بوابة نحو إفريقيا الغربية", مشيرا الى أن هذه الزيارة الميدانية تندرج في إطار "التحضير لفتح المعبر البري الحدودي "الشهيد مصطفى بن بولعيد" بين الجزائر وموريتانيا وكذا التحضير لوضع حجر الأساس لهذه المنطقة الحرة''.
وأشار الوزير الى أن هذه الزيارة سمحت بالإطلاع على تحديد معالم المنطقة الحرة التي هي من أصل خمس مناطق حرة للتبادل التجاري التي تقرر استحداثها بجنوب الوطن في كل من تين زاوتين وتيمياوين وبرج باجي مختار والدبداب.
وأردف السيد زيتوني بأن "المعبر البري الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد أصبح جاهزا للدخول حيز الخدمة"، مبرزا في ذات الوقت أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا الشقيقة يعرف "تناميا مستمرا".
وأوضح الوزير بأن "المعبر سيمنح قيمة مضافة ويعطي انطلاقة حقيقية للتبادلات التجارية مع موريتانيا وسيكون بوابة نحو كافة دول المنطقة التي تشهد حجما كبيرا من حيث نشاطات الإستيراد والتصدير".
وأبرز السيد زيتوني أن هذه الحركية التجارية ستتعزز بهذه المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي، والتي ستعطي بدورها قيمة مضافة ودفعا قويا للتبادلات التجارية.
واختتم وزير التجارة وترقية الصادرات زيارته بتفقد أجنحة المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي رصد لإنجازه غلاف مالي يفوق 5ر3 مليار دج، ويسجل نسبة تقدم في الأشغال تفوق 60ر90 بالمائة، حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري.