الشعب الصحراوي و ضرورة تأجيل المتعة
بسم الله الرحمن الرحيم !
إكمالآ ل " الرماضانيات " , فإنني اليوم أقترح عليكم موضوعآ ثار إنتباهي سنوات تحضيري لرسالة الدكتوراه .
موضوع اليوم , سيكون " الشعب الصحراوي و ضرورة تأجيل المتعة " .
في بدايات عصر النهضة و بعد سنوات من حكم " ظلمات " العصور الوسطى , ظهر هناك صراع فلسفي - فكري بين أجنحة الديانة المسيحية .
موضوع " الصراع " كان في مفهوم المتعة , الأسباب النفسية و البيولوجية لطلب المتعة .
المدرسة الشرقية , و التي تمثل - في معظمها - الجناح الأرثوذكسي للكنيسة , تري بأن " المتعة " غريزة , يجب " تهذيبها " و هي تري , بأن الكنيستين البروتستانتية و الكاثوليكية , بالغتا فى الإهتمام بموضوع " المتعة " وقد فتحتا علي " المتدينين " المسيحيين بابآ في " الفقه " الكنسي " هم في غني عنه .
الكنيسة الأرثوذكسية - الشرقية , و التي يعتبر الروس جزء منها , " تعترف " للكنيستين لبروتستانتية و الكاثوليكية , ب " نصر " واحد فقط في هذه " الحرب " , و هو أن " تأجيل المتعة " أسس للتقدم و التطور الذي يعرفه الغرب لبروتستانتي و - بعض - الغرب الكاثوليكي الآن , ذلك في الوقت الذي " وحلت فيه " بقية الشعوب و الديانات و الأمم في الملذات و " المتع " .
تقول , المدرسة الأرثوذكسية - الروسية , و علي فكرة , هذه المدرسة تمثل " السلفية " المسيحية في الفكر اللاهوتي الغربي .
تقول الأرثوذكسية , بأن الغرب - الديني تقدم و تطور , لأنه " أجل " المتعة و تركها لوقت لاحق , حتي يبني " حضارة " , يمكنه فيها التمتع ب " مخرجات " هذه الحضارة .
من وجهة نظر , مادية - حضارية بحتة , فإن " تأجيل المتعة " , شارك بشكل أو بآخر في التقدم الحضاري - الغربي الحالي , إذا - سلمنا جدلآ - , بأن هذا " التأجيل " شارك في هذا التقدم .
أدخل الغرب , لبروتستانتي و - بعض - الغرب الكاثوليكي , موضوع " تقديم " أو " تأجيل " المتعة تحت باب صراع العقل و النفس في الذات البشرية .
من وجهة نظر أكاديمية بحتة و كإصطلاح , فإن تأجيل الشعور أو تأخير التأثير ( postponement of affect ) , هو آلية دفاعية تستخدم ضد مجموعة متنوعة من المشاعر أو الإنفعالات , حيث يمثل تأجيل الشعور عملية " نزوح زمني " تهدف لتأجيل " متعة " ما , بغية الحصول على أو الوصول لهدف " أسمي ".
الآن حان الوقت , للدخول في صلب الموضوع , الذي كتبت هذه المقدمة لأجله .
نحن , الصحراوييون و ضرورة " تأجيل المتعة " .
إذا كان لك وطنآ محتلآ و أرضآ مغتصبة , فإنك مطالب بتأجيل كل شيء , من أجل هدفك الأسمى , إلا و هو تحرير الأرض و الوطن .
الغرب - الديني , فى صراعه مع الزمن , إستطاع " تأجيل " متعته , و هو اليوم يعيش في " ظل " هذا التأجيل .
و قد أجل الآباء المؤسسون " متعهم " حتي تعيش الأجيال القادمة في " متعة " .
نحن , الصحراوييون اليوم , مطالبون بتأجيل " المتعة " أكثر من غيرنا من الشعوب و الأمم .
إجيبوني , في هذا الشهر الكريم , أي " متعة " لشعب نساءه تسحل و رجاله في المعتقلات و في السجون , ثرواته مستباحة و وطنه محتل .
و علي فكرة , " المتع " التي نطالب بتأجيلها , تدخل - في معظمها - في باب صراع النفس و العقل و المباديء و القيم .
سأضرب مثالآ , أنا مثلآ , لا أفهم , زواج شاب و شابة , و علي أرض اللجؤ و علي أرض الغير , بمبلغ وقدره.....
لو إقتطعا 50 % من مصاريف هذا " الزواج " , و وضعاه في " صندوق " مساعدة المعلمين و الأساتذة و الأطباء , لكانا شاركا في تقوية عوامل صمود هذه الشريحة التي تعاني الأمرين .
هل فكرتم , أيها " المتزوجان " في من سيعلم , أبنائكم , - يعطيكم , إنشاءاللا , الذرية الصالحة , و " نو كريو " .
هل فكرتم , في ذلك الممرض , العينيه حمر , الذي يحسب نجوم الليل , لأنه سيعود لإطفاله و هو الذي كان يعالج أطفالكم , يعود خالي الوفاض , أيديه أطرائق , مطأطأ الرأس , مهيض الجناح , مكسور الخاطر .
هل فكرتم في....و في....و في....؟؟
هل جلس هذين الشابين , قبل الزواج و خمما في جارتهما , زوجة الشهيد....في أطفالها , يتامى الشهيد , في أم الشهيد .
نحر الإبل و ذبح الغنم , و إقامة الأفراح و الليالي الملاح , لم نسمع , بأنها طردت محتلآ أو أعادت شعبآ , بل بالعكس , قرأنا في كتب التاريخ, بأن أكثر أسباب سقوط الخلافة العباسية , و الخلافة الإسلامية في الأندلس , كان الأفراح و الليالي الملاح .
موضة " التطاول في البنيان " , يا غافلآ , إنك و مهما تطاولت في البنيان و " شبحته " , فإنك ستنام و ستيسقط في 4 أمتار × 4 أمتار , هذا قبل الممات , بعد الممات , إمتارك سيتم إختصارها .
يا " سارح " الإبل و مالكها , لقد توحدت ضدك الطبيعة و " الدرون " و أصبحت ترعى إبلك في 4 متر × 4 متر , لأنك لم تستطع " تأجيل المتعة " .
يا تلك السيدة , التي زوجها " أخنافرو " في حفرة إبريك و منظره , يذكر بأصحاب " الكهف " , و أنتي تريدين لبس ملاحف مليونين و نصف , لماذا لا تجلسي لنفسك لحظة و تؤجلين " متعتك " , حتي يفتح الله علي الزوج المسكين أو تعودين للوطن .
لا تستمعي لجارتك , إنها تعيش بغرائزها فقط و " المتعة " عندها , مقدمة علي غيرها من " المتع " , و قد يكون الله فتح علي زوجها بابآ من أبواب الرزق " الحلال " لا يعرفه إلا الله .
لا توجد متعة , علي هذه الأرض , أفضل من " متعة " الوطن .
الحديث , الآن للقيادة و للنخبة , - ألتي , أنا واحد منها - , و تلك الزمرة المطالبة بتأجيل " متعها " أكثر من غيرها .
صدقوني , " كتلات اللفاع " و الفيلات و السيارات الفخمة , إلي أكليمتها " تهفهف " في الصيف و أدفي فالشتاء , لا قيمة لها , ما دمتم طلاب " صدقة " علي أرض الغير .
أجلوا " متعكم " حتي يأذن الله و نعودوا للوطن .
البحث عن الرزق و التدافع علي ملذات الحياة , سنة من سنن الله في خلقه , و لكن منها المقدم و منها المؤجل و منها المحبب و منها المندوب و منها المكروه و منها المحلل و منها المحرم .
هل فيكم من يتذكر عبارة لأحد شعراء الجاهلية , عندما بلغه , بأن أباه , الملك , و قد كان معه في خصومة مات مقتولآ , قال , " لقد ضيعني أبي صغيرآ و حملني دمه كبيرآ , لا صحو اليوم و لا سكر غدآ , اليوم خمرا و غدآ أمرآ " .
لا تنتظروا " الأمرا " .
أجلوا , بعض " متعكم " فقط .
الثورة و الثروة , مصطلحان قلما يتفقان و " أتفاكهم " وأعر .
و لا خير في ثروة , لا يمكن تحويلها لطاقة خلاقة , تدفع بمشروع الشعب الصحراوي للأمام .
لا خير في شعب أو في " نخبة ", تحركمها الغرائز .
الآن نحن أمام خيارين , إما تأجيل " المتعة " أو بتأجيل الرجوع للوطن أو نسيانه .
تأجيل " المتعة , تحول اليوم من صراع " فقهي " بين كنائس , إلي صراع بقاء بالنسبة للشعب الصحراوي .
و شوفوا يالصحراويين , أي وذنيكم أقرب لكم .
دكتور , بيبات أبحمد .