البيان الصادر عن المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو
تناول المكتب الدائم للأمانة الوطنية في إجتماعه أمس الأثنين تحت رئاسة الأمين العام للجبهة ، رئيس الجمهورية السيد إبراهيم غالي ، بالدراسة والتحليل مختلف الأنشطة والبرامج الوطنية داخليا وخارجيا ، حسب ما ورد في البيان أدناه .
نص البيان :
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
المكتب الدائم
بيان
بتاريخ 19 أغسطس 2024 عقد المكتب الدائم للأمانة الوطنية اجتماعا تلقى خلاله إحاطات حول الوضع الوطني على كافة الأصعدة وبمختلف جوانبه، حيث تناول بالعرض والنقاش والإقرار مجمل الأنشطة والبرامج التي شهدتها وتشهدها المرحلة الراهنة.
وثمن المكتب الدائم صمود الشعب الصحراوي وطول نفس كفاحه التحريري وقوة إجماعه على مواصلة هذا الكفاح حتى تحقيق هدفه الأسمى المتمثل في استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وأشاد المكتب لدى تطرقه للوضع على الواجهة العسكرية بالعمل الجبار الذي يقوم به جيش التحرير الشعبي الصحراوي المغوار، استهدافا لمواقع العدو على طول جدار الذل والعار، وما ينجر عن ذلك من خسائر بشرية ومادية لم يعد بإمكان نظام الغزو المغربي التستر عليها.
وقف المكتب الدائم على الوضع الإنساني الخطير في الأراضي المحتلة، جراء سياسات وخطط القمع والملاحقات التي تمارسها سلطات وأجهزة الاحتلال المغربية، وما يلحق بها من إغلاق للمدن وعزل للأحياء السكنية، وتطويق للمنازل وتصعيد لإجراءات التوقيف التعسفي والتهم الباطلة والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة. يضاف إلى ذلك ما يقوم به الاحتلال من مصادرة الأراضي وممتلكات الأهالي، وتوريط لجهات وأطراف أجنبية في نهج ومشاريع الاستيطان والاستثمار خارج الشرعية .
استعرض المكتب الدائم ما تعرفه القضية الوطنية من تطورات على الصعيد القاري والدولي مسجلا حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في مختلف المحافل والمواعيد كعضو مؤسس فاعل ومحترم الجانب في الاتحاد الإفريقي، سواء تعلق الأمر بالفعاليات الخاصة بهذا الأخير أو بالمواعيد التي تربطه بشركائه من خارج القارة.
يجدد المكتب الدائم للأمانة الوطنية تقدير وامتنان الشعب الصحراوي للجزائر الشقيقة التي لا تمر مناسبة من دون أن تعبر فيها عن دعمها القوي والدائم لكفاح شعبنا وقضيته العادلة، ويحييها على كل مواقف المؤازرة والتضامن التي دأبت على تبنيها عربيا وإفريقيا و عالميا.
يعرب المكتب الدائم عن الارتياح للعلاقات الأخوية القائمة في ما بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وشقيقتها جمهورية موريتانيا الإسلامية، وهوما أكدته مشاركة الأخ إبراهيم غالي الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية مؤخرا في مراسيم تنصيب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
يستحضر المكتب الدائم محاولات المغرب الاستثمار في ما يعتبره كسبا من خلال الترويج لموقف فرنسي تآكل بفعل الزمن والخروج عن القانون، وكذا مواقف بعض الأنظمة وليدة النهج الاستعماري البائد وأخرى صنيعة نظم الرشوة والابتزاز. ويؤكد بأن هذه الشطحات وأخرى مثلها لا ترجيح لها فيما يتعلق بالطبيعة القانونية لمسالة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي الثابت وغير القابل للتصرف، ولا تأثير لها في إرادة وتصميم وإجماع شعبنا على مواصلة كفاحه حتى تحقيق النصر النهائي.
ينوه المكتب بردود الفعل العديدة القوية والمُدينة لهذه المواقف البائرة، التي إنما تعكس حاجة نظام الغزو المغربي في كل مرة إلى حقن تنفيس توهم أن بإمكانها بعث الروح في مشاريعه التصفوية الميتة ، وإعطاء الانطباع المغالط بأن حسم الأمور لصالح الاحتلال تكاد أركانه تتكامل.
ويهم المكتب الدائم في هذا الصدد التأكيد من جديد على أن إنهاء الوضع القائم والصراع المتواصل منذ 1975 عندما تخلت اسبانيا عن مسؤولياتها تجاه مستعمرتها السابقة الصحراء الغربية، وإصرار المغرب على استمرار احتلاله أللا شرعي ، لن يتأتى إلا بالتطبيق الحرفي والحازم لقرارات الشرعية الدولية التي تضع تقرير المصير وتحديد الوضع النهائي بما فيه السيادة والتصرف بالموارد الطبيعية للإقليم في يد الشعب الصحراوي حصريا، وهو ما يجعل من التدخل في هذه القضايا تطفلا باطلا وفي غير محله من وجهة النظر القانونية والسياسية والدبلوماسية والميدانية.
وفي هذا الإطار فإن المكتب الدائم للأمانة الوطنية يشدد على المسؤولية الجبرية لمنظمة الأمم المتحدة في متابعة واستكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الكامل في تقرير المصير والاستقلال.
استعرض المكتب الدائم الأنشطة الكثيفة المجدولة للمرحلة القادمة خاصة ما يتعلق منها بالدخول الاجتماعي بمختلف مواسمه، وتحسن الخدمات ومواجهة مخاطر انتشار الأوبئة عابرة الحدود، والمواعيد المسطرة داخليا وخارجيا، وأكد على ضرورة تظافر كل الجهود لتامين شروط ومتطلبات إنجاحها، وذلك في إطار تواصل ودفع دينامكية الفعل الوطني على مختلف الواجهات.
وفي النهاية فإن المكتب الدائم للأمانة الوطنية يوجه نداءه الحار إلى جماهير شعبنا في كل مكان وإلى فواعل تنظيم الجبهة الشعبية ومؤسسات الدولة الصحراوية من أجل التسلح بالمزيد من اليقظة والوعي واعتماد العمل الميداني الجاد والتمسك بعرى الوحدة الوطنية الصلبة، تحصيننا لمكاسب شعبنا التاريخية التي تحصل عليها بجسيم التضحيات في مقدمتها قوافل الشهداء الإبرار، واستكمال ما تبقى من مسار التحرير بنفس العزائم والتحمل والتضحيات .
تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة.