-->

مغرب البلطجية: تصرفات غير لائقة تكشف ضعف الحجج وتعزز القضية الصحراوية

 


في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد)، برزت تصرفات الدبلوماسيين المغاربة بشكل صارخ، مما كشف عن ضعف حجج المغرب عبر أساليب البلطجة والاعتداء اللفظي. محاولة تمزيق العلم الصحراوي والتعرض للسفير الصحراوي لم تكن مجرد تصرفات عابرة، بل تعبيراً عن إخفاق دبلوماسي واضح. هذا السلوك الاستفزازي يعكس نهجًا من دبلوماسية قطاع الطرق، حيث يُستخدم الترهيب والتهديد بدلاً من الحجج القوية والمنطقية.

بدلاً من التفاعل بأساليب دبلوماسية محترمة، اختار الدبلوماسيون المغاربة أن يستعرضوا عضلاتهم بأسلوب أقرب إلى "شجار الحارات" منه إلى السياسة الدولية. يبدو أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي يتبجح بقدراته الدبلوماسية، يرى أن تصرفات "البلطجية" كافية لتعزيز موقف بلاده أكثر من النقاش الجاد والبناء. لعل بوريطة يعتقد أن الفوضى وصيحات الغضب يمكن أن تملأ الفراغ الذي تتركه الحجج الضعيفة، بينما الحقيقة أن مثل هذه التصرفات لا تعدو كونها عرضًا فكاهيًا في مسرح السياسة الدولية.

هذا الأسلوب الاستفزازي ليس حادثة فردية، بل يعكس نمطًا مستمرًا من الأساليب غير النزيهة التي يتبعها المغرب، كما يتضح من التقارير حول سلوك مشابه في مؤتمرات ومناسبات أخرى في الموزمبيق وجنوب إفريقيا وتونس. في هذه الحالات، يظهر اعتماد المغرب على الرشوة والإغراءات لتوجيه نتائج المؤتمرات لصالحه، وكأن الدبلوماسية الدولية مجرد مزاد علني يتم فيه شراء المواقف. هذا يذكرنا بمقولة "المال لا يشتري الذوق"، وهي ما ينطبق تمامًا على محاولة المغرب التلاعب بالنتائج من خلال وسائل غير لائقة.

الاتحاد الإفريقي، الذي يرفض الانصياع للضغوط المغربية أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يظل ملتزمًا بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة، مما يعزز موقفه الثابت في دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، بما في ذلك القضية الصحراوية. بينما يسعى المغرب لتقويض القضية الصحراوية بأساليب دبلوماسية قديمة و"بلطجية"، يثبت الاتحاد الإفريقي أن المبادئ الثابتة لا يمكن خداعها أو التلاعب بها مهما كانت أساليب الضغط المستخدمة.

في النهاية، فإن دبلوماسية قطاع الطرق التي يتبعها المغرب تعكس عجزه عن التأثير على موقف الاتحاد الإفريقي الثابت والمبدئي. محاولة المغرب لتعزيز موقفه عبر أساليب غير نزيهة تشبه محاولة الصراخ في مسرح هادئ، حيث لا يمكن للفوضى أن تعوض عن ضعف الحجة أو تعزز الموقف. ربما حان الوقت للمغرب أن يدرك أن العالم ليس ساحة لعرض العضلات، بل منصة لتبادل الأفكار والحجج القوية.
بقلم:لحسن بولسان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *