-->

وزير العدل والشؤون الدينية الصحراوي: السعودية ترفض منح حصة لحجاجنا (مقابلة)

نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قال وزير العدل والشؤون الدينية
الصحراوي السيد حمادة سلمى، إن المملكة العربية السعودية لا تزال ترفض منح حصة للحجاج الصحراويين ، مستغربا أن يتم قبول حجاج فلسطينيين بجوازات سفر يهودية إسرائيلية ولا يمكن قبول حجاج صحراويين بجوازات دولة عضو في الاتحاد الإفريقي وتعترف بها أكثر 82 دولة في العالم هي الصحراء الغربية.
وقال الوزير الصحراوي – في مقابلة مع الأخبار – إن الصراع السياسي مع المغرب لا يجب أن يكون مبررا لحرمان الصحراويين من أداء فريضة الحج.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: حدثنا عن المستجدات الأخيرة في القضية الصحراوية؟
حمادة سلمى: منذ شهر أبريل الماضي قدم الأمين العام للامم المتحدة تقريره الذي جاء بقضايا جديدة،وقد أكد أولا أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار لا يمكن حلها خارج استفتاء أو تحديد المصير، وأكد على أنه مادمت الأمم المتحدة تشرف على هذه القضية وما دامت هناك قوة لحفظ السلام موجودة لا يمكن للأم المتحدة أن تتنحى أو لا تكون لها مسؤولية في الموضوع.
ثانيا يرى التقرير أن الأمم المتحدة تشرف على الموضوع منذ وقف إطلاق النار منذ سنة 1991م ومنذ ذلك التاريخ لم يقع تقدم نحو الحل وبالتالي فإن مجلس الأمن والأطراف أمام خيارين إما أن تتمكن الأطراف خلال سنة 2014 من الجلوس على طاولة الحوار وإيجاد حل للقضية وإما سيكون مجبر خلال دورة مجلس الأمن القامة حول القضية 2015 على نقل القضية الصحراوية من البند السادس إلى البند السابع، وهذا توجه جديد نقل القضية الصحراوية إلى وضع جديد، واعتقد أن من يزعجه هذا الوضع هو الدولة المغربية لأن المغرب يحاول فرض الأمر الواقع من خلال وضع المجتمع الدولي أمام حقه في ممارسة السيادة على الإقليم دون أن يكون هذا الحق معترف به لا شرعيا ولا واقعيا، ليست هناك أي دولة في العالم ستعترف به، وتكون القضية الصحراوية كذلك قضية مسجلة لدى اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
نحن الآن أمام ردة فعل للمغرب يحاول من خلالها الضغط على الأمم المتحدة للتراجع عن هذه المواقف، إلى حد الآن تم رفض زيارات المبعوث الشخصي، والمغرب لديه أزمة مع الأمم المتحدة، وإن كان أخيرا يحاول إخفاء وجود هذه الأزمة نظرا للمطالب التعجيزية التي يرديها المغرب والتي بالتأكيد لا يمكن أن يوافق عليها المغرب، ومن يمتلك الحق هو الشعب الصحراوي والأمم المتحدة وسيط لا يمكن أن يحل محل صاحب الحق، صاحب الحق ما زال موجودا ويمتلك نفس عوامل القوة التي فرضت وقف إطلاق النار والجلوس للحوار ومازالت الإدرادة أكثر من أي وقت مضى قائمة لإثبات قدرتنا على هذا الحق.
الأخبار: لوحتم مؤخرا بالعودة للعمل العسكري، هل فعلا لديكم القدرة لذلك؟
حمادة سلمى: فيما يتعلق بالقدرة هذا السؤال كان مطروحا سنة 1973 حين أعلنا الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، كان هناك من يقول ليست لديكم القدرة ورغم ذلك أعلنا الكفاح ضد إسبانيا وفرضنا خروج إسبانيا، لما وقعت اتفاقية مدريد الثلاثية واصلنا الكفاح المسلح ضد الاستعمال المغربي وكان هناك أيضا من يقول ليست لديكم القدرة على ذلك اليوم وبعد أربعين سنة من صنع القوة الذاتية اعتقد أن السؤال فيما يتعلق بقدرتنا على العمل العسكري غير مطروح، فقد تضاعفت قدرتنا العسكرية ما بعد وقف إطلاق النار وتضاعف عدد حلفاؤنا في القارة الإفريقية وخارجها وازدادت قدرانا الذاتية من حيث الكفاءات والمتخصصين في المجال العسكري ولدينا حليف يعول عليها كثيرا في المنطقة هو الجزائر يلعب دورا إقليميا وازنا ولدينا حلفاء كذلك في وسط القارة ولدينا أكبر حليف هو الحق الذي نمتلك.
هذه العوامل كلها لا يمكن أن يتم تجاوزها، الحسن الثاني حين أعلن الحرب ضد الشعب الصحراوي كان في البداية يقول مجرد جولة أسبوع ويطوى الملف، ولكن بعد أربع سنوات من الصراع اقترح الاستفتاء كحل وبعد 15 سنة من الصراع قال لو أدار الصحراويون الاستقلال فسأكون مستعدا لفتح سفارة في العيون، والحسن الثاني كان يقول في المقابلات الصحفية أن الغاية من الحرب هي الجلوس للمفاوضات لوضع حل سياسي يفرض السلم في المنطقة، فقد اقتنع في الأخير، واليوم أكثر ما نفتقده في المغرب هو مع من نصنع السلام، فالأمور كلها مرتبطة بالملك ومن حول الملك لا يستطيعون أن يقرروا والصحافة المغربية تتحدث عن غضب الملك فمن يستطيع أن يواجه الملك اليوم بالحقيقية، وربما هذا ما تفتقده اليوم أيضا الأمم المتحدة فالصعوبة اليوم في المغرب هو مع من يصنع السلام، هذا ما نخشاه، وما نخشى في الأخير أن يفرض علينا خيار العودة للحرب حينما نتأكد أن ليست هناك إرادة حقيقية للسلام.
الأخبار (نواكشوط) هناك حراك يطالب السعودية بإعطاء حصة للحجاج الصحراويين هل فعلا طلبتم ذلك وهل تحقق؟
حمادة سلمى: بالفعل نحن نطالب وطالبنا بذلك، البعثات الصحراوية التي تسافر إلى حد الآن إلى الأراضي المقدسة هي نسبة من الحصة المخصصة للدولة الجزائرية أعطتها للحجاج الجزائريين، قدمنا فعل هذا الطلب للملكة العربية السعودية ولكن للأسف الشديد حتى الآن لم تستجب له ونحن نستغرب كيف يتم قبول حجاج فلسطينيين بجوازات سفر يهودية إسرائيلية ولا يمكن قبول حجاج صحراويين بجوازات دولة عضو في الاتحاد الإفريقي وتعترف بها أكثر 82 دولة في العالم هي الصحراء الغربية، ولا اعتقد كذلك أن طبيعة الصراع ما بين المغرب وجبهة البوليساريو ستشفع لمن هو وراء هذا القرار، هؤلاء مسلمون يريدون أداء فريضة، وحين تكون المواقف السياسية أداة لمنع المسلم من أداء فريضة الحج هذا أمر حقيقة مخجل، ورغم كل هذا نحن نسجل أن المملكة العربية السعودية فيها علماء يتعاطفون مع قضيتنا الوطنية وفيها علماء يستنكرون هذا الموقف، كما أنه على المستوى الرسمي السعودي هناك تقدير للطبيعة الإنسانية للاجئين الصحراويين، وهذا تجسد في دعم مادة التمور في السنوات الماضية، ولا زلنا نأمل في أن يتحسن الموقف السعودي فيما يتعلق بموضوع الحجاج.
الأخبار: هل يمكن أن تؤكدون أن العلاقة مع الرئيس الموريتاني الحالي هي الأقوى؟
حمادة سلمى: موريتانيا بلد شقيق وليس لدي تقييم دقيق حول المسار التاريخي للعلاقات مع موريتانيا حتى أقر أن هذه الفترة أحسن أو تلك أحسن، ولكن السلطة في هذا الظرف تخطوا خطوات ممتازة نحو إعطاء موريتانيا مكانتها الإقليمية خاصة أن أكثر من خمسين سنة بعد الاستقلال أصبحت تؤهل هذا الشعب العزيز إلى أن يأخذ هذه المكانة ونحن ننظر بدرجة كبيرة من الرضا للتوجه الذي تقوم به موريتانيا تحت قيادة الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز والجهود التي تبذلها، ليس فقط على المستوى الإقليمي بل على المستوى القاري من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، ونحن نملس أن الرئيس بالإضافة إلى انشغالاته بقضايا وطنه الداخلية هناك جزء مخصص لقضايا القارة الإفريقية، لمسنا هذا في الكلمة التي قدم أخيرا بالأمم المتحدة في قضايا الفقر والأمراض ومشاكل القارة، وكذلك قضايا التحرر ومنها القضية الصحراوية، سجلنا كذلك المجهود الذي قدم والذي تجسد بتعيين مبعوث شخصي للاتحاد الإفريقي خاص بالقضية الصحراوية في القمة الإفريقية الأخيرة، هذا في الحقيقية يجسد وعي موريتانيا والتقدم الذي تشهد في هذا الإطار، نحن حقيقة ممتنين لهذا الجهد وممتنين أكثر من ذلك لمستوى التنسيق الثنائي في كل القضايا المشتركة الذي تحظى به القضية الصحراوية في هذا الوقت
الأخبار: حدثنا عن موضوع إحصاء الصحراويين بموريتانيا؟
حماده سلمي: فيما يتعلق بالنظر في هذا الموضوع لا أدري كيف سيكون نظرة موضوعية إذا ما حاولنا أن نستبعد التاريخ والجغرافيا، من المعروف على أن الشمال الموريتاني سكانه يشتركون مع الشعب الصحراوي النسب والمصاهرة، واعتقد أن من أحصا في هذه المناطق أحصى بحكم كون هذه المناطق من سكانها الأصليين، نحن والمجتمع الموريتاني مجتمع واحد نشترك الهوية والتاريخ ومجبرين على النظر بهذه الرؤية للمستقبل وبالتالي من يريد أن يفرق ما بين الشعب الصحراوي والموريتاني هو في الحقيقية يسبح في مياه عكرة بأن التاريخ والهوية المشتركة أقوى من كل ذلك.
الأخبار: رسالتكم للشعب الموريتاني؟
حمادة سلمى: البرنامج خلال هذه الزيارة كان مكثفا بالقدر الذي لم يسمح لنا بلقاء كل الفاعلين السياسيين، ولكن التقينا بالبعض وكان لقاء أحبة نحن جد ممتنين لكرم الضيافة وحسن الاستقبال وكرم الشعب الموريتاني.
أقول للشعب الموريتاني نحن إخوة مصيرنا ومستقبلنا مشترك نحتاج أن تتكاتف جهودنا وأن ننظر للمستقبل برؤية أكثر عمقا لبناء الكيان الصحراوي والموريتاني الذي هو كيان واحد.
المصدر: وكالة الأخبار (نواكشوط)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *