-->

أحجية الواقع الصحراوي الراهن

ان حالة الضياع والتيه التي يبدو عليها الواقع الوطني مربكة ومحرجة ومستفزة اذ نجد
انفسنا جميعا كنخب ومثقفين وسياسين عاجزين عن التعاطي المجدي مع التحديات الكبرى التي تواجهنا رغم أن التاريخ يمنحنا في كل مرة الفرصة الحاسمة للوقوف أمام الحقائق العارية لأستخلاصها لمواصلة الكفاح ويرشدنا الى اللحظة الفاصلة التي يتحتم فيها على أمتنا أن تحسن استشراف ماهو متوقع ومحتمل بعيدا عن التمني والرجاء وبعيدا عن الأستغراق في الأوهام.
لقد وجدنا أنفسنا في السنوات الأخيرة بين واقعين متناقضين لكن لاينفصلان ,التطورات المتسارعة للقضية الوطنية خارجيا والواقع التسييري والتنظيمي والاجتماعي داخليا , الأول يمر بمرحلة لاباس بها والثاني مفزع يقض المضاجع وبينهما الجميع يتجمد من أعلى الهرم الى أسفله كأن كل هذا لاحدث.
فالحصاد الدبلوماسي رغم اكراهاته والتواجد الدائم لتطورات كفاحنا لدى التجمعات الأقليمية والدولية المتوسطة واحترام حقنا في تقرير المصير والواقع الجهوي والاقليمي المتسارع وتدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعدو وفضائحه الدبلوماسية المتكررة خاصة عقب تسريبات كولمان والتي بالمناسبة لم نستقلها بشكل جيد والتنبؤات التي نتمى أن تصدق باقتراب ساعة الأنفراج , معطيات كثيرة لاتنعكس بتاتا على الواقع الداخلي المترنح في غياب غير مبرر لتعبيئة الجماهير وشغل أوقاتها عن الفوضى والفراغ .
يبدو أن أحجية واقعنا صعبة ولاأجد لها تقسيرا واضحا مع أنني قد أعدد بعض أسباب هذا الجمود بين أوساط المسيرين والنخب والعامة التي قد تذهب أحيانا الى اللامبالات أو التؤاطو أو الغفلة وبينهما حدث ولاحرج , فهل للعلاقة الخاطئة بين هذه المستويات وأقصد مرة اخرى المسير والمثقف والعادي والقطيعة العميقة بين اصحاب الراي واصحاب القرار سببا لكل هذا اضافة الى الاتهامات التي لاتنتهي للنخب الحاكمة على ترهلها وفسادها وضعف انجازاتها وتعلقها المتزايد بمصالحها الخاصة الفئوية وعجزها عن بناء استراتجيات وطنية وقومية قادرة على الوقوف في وجه التحديات .
لقد مرت سنة 2014 على واقعنا الداخلي محملة بغبار رياح عاتية حجبت رؤية هذا الواقع الداخلي الصعب عن الكثيرين وبرزت اشكالات لم يعد من المجدي السكوت عليها وتركها فريسة التأويلات والأحتمالات وأوضحت أن ثمة ثقافة كاملة تحتاج الى المساءلة بمرجعياتها وموؤسساتها ونماذجها ورموزها وحتى اعلامها ومثقفيها هي ثقافة المكابرة وتبجيل الذات والثبات على الخطأ والتستر على الافات والهروب من المحاسبة فضلا عن القفز فوق الوقائع ومجابهة المستجدات بالقديم المستهلك بل بالاقدم أو الاسوأ.
انها دعوة عامة الى النخب الحاكمة والأطر المسيرة بضرورة التكتل والتضامن والمساهمة الجدية في صوغ رؤية جديدة من العمل تتطلب حسا نقديا وجرأة تتخلص من النماذج البالية وايجاد قدرة لامتناهية من التواصل مع قطاعات الراي العام المختلفة وارتفاعها على المصالح الأنية والبحث عن سبل جديدة أكثر حداثة لتعبئية وتحريض الجماهير التي ضاعت في أتون هذا الظرف الحرج فالفوضى والأشاعة وتخبط المسير قاعديا وقلة الثقة عوامل تنخر في جسد المواطن الذي يتطلع الى انتفاضة وطنية شاملة تستشرف وبكل احترافية ونزاهة مستجدات قضيتنا الوطنية التي تجعله يموت الف ميتة يوميا لعدم اوجود رؤية واضحة كفيلة بصياغة مستقبل مشرق .
بقلم: الاعلامي الرقيبي عبدالله

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *