-->

بعد أن غارت منها الدموع،العيون مدينة حائزة على ثقة الزمن

العيون،عاصمة الصحراء الغربية،وكبرى مدنها،وقد ورثها المغرب عن سلفه المستعمر
السباني،الذي لاذ بالفرار متقهقرا من المنطقة بنهاية عام 1975،بعد واحد وتسعون سنة من الستعمار،تاركا أبوابها مفتوحة على مصراعيها، أمام المغرب الذي ليستحق في خطوة أشبه ماتكون بقطف تفاحة من شجرة الخطيئة ،كون إسبانيا ، إستعمار فقير ليملك، لم يترك وراءه ثقافة، ولعمران ، قد سلم الصحراء الغربية ،الملئية بالثروات لغير أهلها ،و بقية صرف النظر عن المطالب التي تقدم بها سكان الرض الحقيقيين إلى المم المتحدة في و الستقلل،خاصة في خضم الجدل الكبير الذي أثير حول حقيقة ما قام به المغرب كونه إحتلل ، أم يندرج ضمن ما يعتبره "حقوق تاريخية" بدأ المغاربة كغزاة، يبحثون لهم عن جذور قد تثبت صلتهم بالرض، بأنها جزء مستعاد بتر في مرحلة ما من تاريخ المغرب بسبب ظاهرة "الستعمار"،بالستعانة بالساطير والخرافات التي لم تزكيها محكمة العدل الدولية في رآيها الستشاري الصادر في 16 أكتوبر 1975،فقد بدت الصحراء الغربية،غريبة على المغاربة وهم غرباء عليها،فلهي ناسبت مظاهر حياتهم الدخيلة،ول أهلها قد رضخوا و في السادس من نوفمبر ،عام 1975،أستيقظت جيوش من الجياع العرمرم، ممن تم الزج بهم فيما عرف"بالمسيرة الخضراء" على حياة خالية من الذهب، في تخوم الصحراء ،التى صورتها فرقة "ناس الغيوان"بطلب من إدريس البصري، على أنها واد يجري بالذهب،في أغنية"الواد وادي ياسيدي،والصحراء لينا" قبل أن تظهر الصحراءـ على حقيقتهاـ قطعة يحملها السراب،عصية تأبى ال ستسلم،ويطل من خلف كثبانها في تلك الفترة كانت العيون في طور التشكل،فلم تكن كبيرة بما يكفي وقد تسبب الحتشاد البشري الذي نجم عن جلب عشرات اللف من الجياع المغاربة إلى المدينة لتحولها إلى مستعمرة نمل أبيض، في إفراز حالة من الخوف والفزع في نفوس أهل المدية الصليين،ليصدق قول ا سبحانه وتعالي في الملوك"إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذالك يفعلون"ولفظ المدينة يرد في القرآن الكريم كمرادف للقرية. 
سلب المغاربة العيون شكلها لكنهم عجزوا أن يسلبونها أصلها الصحراوي الغالب والحائز على ثقة الزمن بعد أن وجد أهلها طرق شتى للتغلب على خوفهم، في صراع لم يكن فيه البقاء للقوى و إنما للذي يتأقلم، فصار لكل شارع قصة مقاومة مع الحتلل،ولتزال أشباح القتلة الذين أحضروا للعيون بمهمة جلد تجوب الشوارع هنا، وفي عملية جرد تاريخي للحداث والشخوص نجد أسماء كثر من أمثال صالح زمراك، وحسن إوشن، والعقيد أمعمرتي وغيرهم.ول تزال المدينة تعيش تحت الحصار حتى اليوم من طرف عدو يتدفق منه الشرر يمارس لعبة الكر والفر مع شباب هذه المدينة الولدة، الذين أصبحوا في مقدمة الظواهر البشرية في عالم المقاومة، بعد أن صارت المقاومة هنا وظيفة وتحولت جدران المدينة إلى شاشات عملقة ناطقة بأصلها ،ومل الشيوخ وأعوان المخزن طلؤها بالزيت المستعمل للجمها عن الكلم. في مشاهد هذه المدينة الثائرة أيضا ما قد يصادفك من الذين ولوا الدبار ويطلقون عليهم إسم"العائدين "وقد وافتهم العزلة بعد أن أوسعهم الشعب كراهية وتهميشا،ولعلى هذا هو حال العيو اليوم قبل أن يبدل ا حالها من حال إلى حال ويفك حينه، بقية تمكينهم من ممارسة حقهم في تقرير المصير استكانوا، فدخلوا فصول من الكفاح المستمر ضد المغرب حتي اليوم ـ رجال مستمتون في الدفاع عنها،ومنذ ذالك الوقت والعيون تئين في السر قيودها ليطلق صراحها من السرـ
بقلم : ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *