-->

الأمر خطير: الملف يعود الى 2006

بقلم : حدمين مولود سعيد
يبدوا ان كيفية تعامل الأمم المتحدة مع ملف الصحراء الغربية عادت سنوات الى الوراء وتحديدا الى عام 2006.
القول بأن الملف يعود الى نقطة 2006 معناه ان الملف يعود الى نقطة الصفر. يعني امام تعنت المغرب، الأمم المتحدة، بدلاً من فرض القانون الدولي على المغرب، تلجأ الى منحه مهلة زمنية أخرى تاركتاً له كل المجال لتكريس سيادته على الصحراء الغربية.
لنُراجع:
امام رفض المغرب لأي خطة أممية بإمكانها إجراء إستفتاء يشمل خيار الإستقلال، وامام عدم رقبت مجلس الأمن في فرض ذلك على المغرب، قام الأمين العام بإدراج فكرة المفاوضات المباشرة دون شروط مُسبقة في توصيات تقرير ابريل 2006.
الفقرة 34 من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ابريل 2006
“لذا فإن الخيار المتبقي هو اللجـوء إلى إجـراء المفاوضـات المباشـرة الـتي ينبغـي إجراؤهـا دون شـروط مـسبقة. وينبغـي أن يكـون الهـدف منـها هـو إنجـاز مـا لـيس بوسـع خطـة أخـرى إنجازه، أي التوصل إلى حـل تـوفيقي بـين الـشرعية الدوليـة والواقـع الـسياسي يكـون مـن شـأنه التوصل إلى حل سياسـي عـادل ودائـم ومقبـول لـدى الطـرفين، يـنص علـى حـق تقريـر المـصير لشعب الصحراء الغربية.”
أربع أيام فقط بعد صدور هذا التقرير، إستعانَ الرئيس محمد عبد العزيز بأكبر مجلة جزائرية، مجلة الخبر، كي يطلق النار على الأمين العام للأمم المتحدة، السيد كوفي عنان.
لم يدخر محمد عبد العزيز أي عبارة ليُندد بتلك التقرير. جاء على لسان محمد عبد العزيز ما يلي:
23.04.06, Déclaration
Dans un entretien au quotidien arabophone algérien, Al Khabar, le président sahraoui a déclaré que “Kofi Annan entraîne l’ONU vers la défaite et l’abdication”. Il a qualifié le dernier rapport du Secrétaire général de “complot contre la cause sahraouie”, de “travail irresponsable”, de “grave erreur”, de “mascarade hypocrite”, de “négation du référendum d’autodétermination du peuple sahraoui”. “Si les moyens pacifiques ne nous apportent pas nos droits, nous serons obligés de les défendre légalement par le combat armé”, a-t-il averti.

23.04.06إعلان
في مقابلة مع المجلة الجزائرية الناطقة بالعربية، الخبر، أعلن الرئيس الصحراوي أن “كوفي عنان يقود الأمم المتحدة نحو الهزيمة والتنازل”. ووصف التقرير الأخير للأمين العام “بالتآمر ضد القضية الصحراوية”، و “عمل غير مسؤول”، “خطأ فادحا” من “مهزلة منافقة” و “الحرمان من استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي”. واضاف “اذا الوسائل السلمية لا تجلب لنا حقوقنا، سنكون مضطرون للدفاع عنهم قانونيا بالكفاح المسلح”.
حينه، يعني في ابريل 2006، لم يُزكي مجلس الامن تلك التوصيات. في أكتوبر 2006، قام الأمين العام بإعادة نفس التوصية، يعني فكرة المفاوضات المباشرة دون شروط مُسبقة، مُذكراً ان البوليساريو ترفض تلك التوصية.
في ابريل 2007، تقدم كلا الطرفين بمقترحات الى مجلس الأمن. المغرب تقدم بمُقترح الحكم الذاتي و البوليساريو بمُقترح الدخول في مفاوضات مُباشرة مع المغرب لإجاد حل سياسي و عادل و دائم و توافقي يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير.
و في ابريل 2007 رحب مجلس الأمن بالمقترحين. و لو ان البوليساريو قدم مُقترحه قبل المغرب، جرت العادة ان مجلس الامن دائماً يذكر المُقترح المغربي قبل مُقترح البوليساريو.
و من شهر ابريل 2007 و نحن في هذا الإطار التفاوضي. رحل الممثل الشخصي، الهُلندي، فان بالسون و جاء الممثل الشخصي كريستوفر الروس. و لاكن لم ترحل بعد لا فرنسا و لا أمريكا و لم يرحل كذلك التعامل المتسامح مع المغرب.
و ها نحن الأن، مرة أخرى، امام النتيجة الطبيعية لهذ الأسلوب من التعامل مع الأمم المتحدة: تبني إطار او رزنامة لحل النزاع، رفض المغرب، مرور عشر سنوات او اكثر، عدم رقبة الأمم المتحدة في فرض الحل و البداية من جديد.
Y, mientras, las lágrimas siguen ajando el bello rostro de El Aaiún.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *