-->

لك انت ايها العامل الصحراوي

الأول من ماي من كل عام هو اليوم العالمي الذي تحتفل به الطبقة العاملة عموماً في
كافة أنحاء العالم يتجه العالم من جهة لتبادل التهاني بهذا اليوم إيمانا بانتصار حقوق العمال وتفاؤلا بغد الانتصار، وصنعا لعيد يستنهض الهمم بواسطة طاقات , المسرة والفرح الغامر من وراء الاحتفال الذي يذكّر بأن العمال ومجموع الشعوب قد حققت كثيرا من الانتصارات 
بمسيرتها الحديثة. ومن جهة أخرى فإن هذا اليوم يظل أيضا مناسبة لإحياء ذكرى شهداء الصراع الأعمق في عصرنا ونافذة لإطلالة حية على أن الجهود في مسيرة النضال ضد التعسف و القيود ومظالم الاستغلال الأبشع لم تنتهِ بعد.
ولهذا اسمحوا لي بداية وبهذه المناسبة أن أهنئ عاملات وعمال الصحراويين في يومهم ، لدورهم الريادي في الثورة الصحراوية ، وانخراطهم في النضال بكافة أشكاله من أجل تحرير الصحراء الغربية من دنس الاحتلال المغربي ، ومن أجل القضاء على كل أشكال الظلم والاضطهاد والقهر التي مارسها ولا يزال يمارسها الاحتلال ، وتحقيق حياة كريمة في وطن حر يُكفل للإنسان فيه حريته وكرامته وقوت أبنائه بشرف ودون ابتزاز أو ملاحقة ، فهم من أدركوا مبكرا أن الخلاص من الظلم و الاضطهاد ، يبدأ بالخلاص أولا من الاحتلال و افرازاته وأدواته القمعية ، فكانوا فعلاً وقوداً للثورة وعصبها .
فشكلت بذلك الطبقة العاملة وعلى مدار العقود الماضية طليعة متقدمة في خضم النضال الوطني الصحراوي من أجل الحرية و ألاستقلال وقدمت عبر تاريخها العديد من ألتضحيات في خضم الثورة والمقاومة والانتفاضة بنضالاتها العريقة ، كما قدمت من بين صفوفها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين في المناطق المحتلة ، فيما لا يزال الآلاف منهم قابعين في سجون ألاحتلال وآخرون مفقدون ،
فكانت ولا زالت الطبقة العاملة الصحراوية هي الأكثر تضرراً ومعاناة في المناطق المحتلة ، الأكثر تميزاً بنضالاتها وعطائها وتضحياتها .
وتحل علينا هذه المناسبة هذا العام وأوضاع الطبقة العاملة الصحراوية تزداد بؤساً
فيما لا يزال جنود الاحتلال و يرتكبون جرائمهم ومجازرهم ضد عاملات وعمال الصحراويين وهم في طريقهم لكسب رزق عائلاتهم وقوت أطفالهم ، فيسقطون جرحي ومعتقلين على حواجز الامن المغربي المنتشرة في الارض المحتلة .
تعتقل سلطات الاحتلال المغربي المئات من الصحراويين بحجة المس من مقدسات المملكة المغربية الغاشية ، وتصدر بحقهم احكاماً مختلفة لبضعة شهور او سنوات ، أو الاثنين معا و أحياناً كثيرة يتم ابتزاز العامل ومساومته بالعمل لصالح سلطات الأمن المغربية .
وعليه فأننا نطالب العالم أجمع بالعمل العاجل والجاد لحماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية ، لإزالة كابوس الظلم والقهر الذي يتعرض له العامل الصحراوي المحتل في الصحراء الغربية ، كما نطالب وبشكل خاص الأمم المتحدة ومنظمات العمل الدولية التابعئة للامم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية .
للقيام بدورها اتجاه العامل الصحراوي بما يتناسب وحجم الكارثة التي يعيشها في وطنه المحتل .
إيها العمال الصحراويون ثقوا في ألمستقبل فمعاناتكم حتماً ستنتهي , و الاحتلال زائل لا محالة، والصحراء الغربية دولة مستقلة ً هي الحل ، وحُلمكم بمستقبل زاهر مشرق لأبنائكم لا بد وأن يتحقق فالنصر آتٍٍ آتٍ آتٍ لا محالة ان شاء الله . 
بقلم الاستاذ غالي احمد لعبيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *