جعجعة ابريل وطحين القضية
ان المتتبعين لقرارت الامم المتحدة المتعلقة بقضية الصحراء الغربية يتوقف الكثير منهم
عند شهر ابريل من كل سنة شهر ينتظره الصحرايين كأنه شهر مقدس فرض عليهم انتظاره و لكنهم بعد مضي الشهر "الاممي" ينتابهم احساس بالمسؤولية و حال لسانهم يقول سمعنا "جعجعة ولم نرى طحينا".
لقد كان ابريل عام 2015 الجاري يحمل الكثير من الجعجعة للصحراويين و على اعلى المستويات فقد وصف العام "بعام الحسم" و الى حد الان لم يحسم شئ تصريحات هنا وهناك البوليساريو "تهدد بتعليق التعامل مع المينورسو" كأول ردة فعل على مسودة القرار من جهة واحدة، اما المملكة المغربية فقد اقامت الدنيا ولم تقعدها و من جانب واحدة ايضا في ابريل 2014 عندما تقدمت الولايات المتحدة بمسودة قرار لادراج مراقبة حقوق الانسان ضمن مهام المينوسو و لماذا يا ترى؟
غالبا ما تكون القرارات من الطرفين من جانب واحدة متباينة وذلك لان اتفاق الطرفين يؤدي الى حل ما بالتوافق أكدت عليه الامم المتحدة في جميع قراراتها المتعلقة بالقضية الصحراوية و التي كان اولها واساسها على الاطلاق القرار 1514 الخاص بادراج القضية ضمن الاقاليم التي لم تتمتع بعد بحق تقرير مصيرها المدرجة ضمن لائحة تصفية الاستعمار و اقرارا منها بقوانينها التي جاءت اصلا لضمان العدالة الانسانية في جميع المناسبات الدولية و حلها بالطرق السلمية والتي يشار اليها دوما بطريقة او بأخرى في جميع القرارات اللاحقة و المتعلقة بقضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية منذ 1964 الى قرارنا هذا 2218.
أليس حري بنا نحن الصحراويين ان نضع النقاط على الحروف، بعد 24 ابريلا من التأجيل المبرمج ولو من طرف واحدة، قيادتنا الرشيدة لابد ان تتخذ قرارا حازما ليس من اجل التأجيل او التصفيق لقرارات الامم المتحدة التي غالبا ما تخدم المغرب في مطالبه، وذلك لان وراءه دول مؤثرة في مراكز القرار الاممي وعلى رأسها فرنسا، و اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الامريكية.
ما إلتزم المغرب قط، بقرار أممي أكثر من التزامه بوقف اطلاق النار، في السادس من سبتمبر ايلول 1991. ذلك الصباح الضبابي الذي اسدل غيمة سوداء على مصير قضية، تعلقت بقوة الحق اكثر من ارتباطها باي قرار أممي سابق لذلك التاريخ او لاحق، لان الصحراء الغربية قضية ارتبطت بتصفية الاستعمار وستظل كذلك الى ان تقول الامم المتحدة كلمتها الفيصل "بع النعجة" حينها سيدرك الصحراويون اولا انهم اضاعوا 24 سنة من الانتظار و يعي المنتظم الدولي ثانيا مدى فشل الامم المتحدة في حل وادارة الازمات التي تكون على بعد هامش كبير من اهتمام الدول الدائمة الخمسة في مجلس الامن لانها لاتؤثر لا من قريب ولا من بعيد في مصالها المباشرة.
اذا على البوليساريو ان تنتهج سياسة العصا و الجزرة مع المينورسو اولا ومع المملكة المغربية ثانيا رغم فوات الاوان ولكن ان تصل خير من ان لا تصل. ان تعليق العمل مع بعثة الامم المتحدة سيرد اعتبارا لقرارات احد الطرفين و خرق ايقاف اطلاق النار سيؤدي الى ارباك العدو اولا والامم المتحدة ثانيا، لذلك على الجبهة الشعبية ان تكون حاسمة في قراراتها و ان لا تكون مجرد جعجعة بلا طحين.
بقلم: بلاهي ولد عثمان