وجهان لعملة واحدة 2218=2152
من قرأ قراري مجلس الامن الدولي الاخيرين حول الصحراء الغربية رقمي: 2218 (
ابريل 2015 )، 2152 ( ابريل 2014 ) يرى ان كل منهما صورة طبق الاصل للاخر ، ولا فرق بينهما من حيث الشكل والمضمون ، اللهم فرق التاريخ فقط . وهما موجودين على صفحة الامم المتحدة على الانترنت لمن اراد ان يتأكد بنفسه من ذلك.
ولما كان الامر كذلك ؛ فما الذي تغير حتى نقول بان قرار مجلس الامن الدولي رقم 2218 ابريل 2015 مخيب للامال ، ونثير كل هذه الضجة حوله ؟ وما الذي حرك المياه الراكدة منذ سنوات خصوصا على مستوى القواعد الشعبية وقد توالت عليها قرارات اسوأ من القرار الاخير ولم تحرك ساكنا ولم تسأل يوما عن مسار السفينة ولا من خرقها ؟.
من وجهة نظري المتواضعة اعتقد اننا بنينا آمالا كبيرة على مضمون تقرير الامين العام للامم المتحدة المقدم لمجلس الامن الدولي في نيسان / ابريل 2014 ، خصوصا ما ورد بالفقرة 94 منه : " ...وإذا لم يحدث ، مع ذلك ، اي تقدم قبل نهاية نيسان / ابريل 2015 ، فسيكون الوقت قد حان لاشراك اعضاء المجلس في عملية استعراض شاملة للاطار الذي قدمه لعملية التفاوض في نيسان / ابريل 2007 ".
ضمن بان كيمون هذه الفقرة في تقريره وغيرها من الاشارات التي تطرقت الى جوانب اصبحت تتصدر جبهات النضال السلمي لدى الجانب الصحراوي ( حقوق الانسان ، الثروات الطبيعية ) وتعتبر في غاية الحساسية بالنسبة للمحتل المغربي ، مما اثار حفيظة المغرب - ظاهريا ، والله اعلم - وقتها وأدخله في مواجهة مع الامم المتحدة استمرت قرابة عام ؛ رفض خلالها استقبال المبعوث الشخصي للامين العام ؛ السفير روس ، ورئيسة بعثة المينورسو ؛ السيدة بولدوك. والقى ملك المغرب خطابه الناري بمناسبة ما يسميه المسيرة " الخضراء " : " ...المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها الى أن يرث الله الارض ومن عليها شاء من شاء وابى من ابى ..." .متحديا بذلك العدالة الالهية ما بالك بالمجتمع الدولي.
الصورة في ملامحها العامة - الظاهرية على الاقل - توحي بان هناك تحركا امميا اغضب المحتل ، وما يغضب الظالم يصب اوتامتيكيا في صالح المظلوم ؛ كنتيجة حتمية لدىالبعض ، وان كان الخلاف كبيرا بين من يسلم بتلك النتيجة ومن يرفض صحتها اطلاقا ؛ فقد يكون الجو غائما تماما ولا ينزل الغيث .
تلقفنا تلك الاشارات دون ان نحلل مضمونها او نضع التقرير في سياقه القانوني اصلا ؛ فالتقرير لا يعدو كونه احاطة يقدمها سكرتير عن حالة معينة الى هيئة ما وينتهي مفعوله بمجرد صدور قرار ها.
جمعنا هذا على ذاك ( التشنج المغربي المفتعل ) ، اضافة الى موقف الاتحاد الافريقي الجرئ والاول من نوعه - لم يعره للاسف مجلس الامن الاهتمام اللائق - فشكل لدينا رأي عام وطني بأن سنة 2015 ستكون حاسمة / مهمة في مسار القضية الوطنية ؛ فضبطنا عدادات التاريخ على يوم 29 نيسان / ابريل 2015 وساعات الزمن في انتظارلحظة الحسم ، كمن ينتظر اللحظات الاخيرة لفوز فريقه في مبارة فاصلة .
اعتقد ان هناك جوانب نفسية لكل الوثائق التي تصدر عن الهيئات الدولية خصوصا التقارير والقرارات ، لها اهداف خفية وتخدم اجندات معينة ؛ ربما يكون تقرير الامين العام 2014 تضمن بعضا منها كفصل من فصول مسرحية تبادلت فيها الامم المتحدة الادوار مع المحتل باتقان لايقاعنا في الفخ دون ان نتفطن الى ذلك.
تبقى كل الاحتمالات مطروحة ، ونأمل ان نلقى ايضاحات على تلك الاسئلة والاستفسارات.
اعيد واكرر ان ثمرة السلام في الصحراء الغربية لم تنضج بعد في اروقة الامم المتحدة لعدة اسباب سبق وان تحدثت عنها ، فعلى الصحراويين ان يفكروا مليا في سبل مبتكرة من انواع المقاومة وخلق اوراق الضغط اللازمة لحمل الاحتلال والمجتمع الدولي على التسليم بحقوقهم المشروعة.
عمار بوبكر
03 ماي 2015