-->

الفيضانات حققت ما عجزت عنه القيادة..

لقد اظهر الإنسان الصحراوي على مر العصور والحقب الزمنية المتتالية عن قدرته
على مقاومة الكوارث والتأقلم معها سواء كانت كوارث طبيعية أم تلك التي تسبب فيها المحتل من حروب وتشرد وحرمان من ابسط حقوق العيش الكريم.
وهذا ما حدث في الأيام الأخيرة التي ضربت فيها الفيضانات مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث أظهرت تعاون وتضامن بين كافة فئات الشعب من تقديم يد العون للمنكوبين ومساعدتهم في محنتهم التي حلت بهم، وهذا حقيقة ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف لقوله تعالى. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. والقائل في السنة الغراء. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ****** أتت هذه الكارثة في ظرف عصيب وحساس تمر منه القضية الوطنية حيث لم ننتهي من تخليد ذكرى الوحدة الوطنية وفي في تحضيرات لعقد المؤتمر ناهيك عن ما تمر به القضية من جمود وزيارة روس للمنطقة كل ذلك، واتت الكارثة لتعلمنا معنى الوحدة الوطنية.
لا شك أن أهم عنصر واكبر عنصر في الوحدة الوطنية هو الإنسان بحد ذاته ذلك الذي يعيش في هذا الوطن والذي لا شك انه ارتبط به تاريخياً واجتماعيا وهو مطمئن وراضي عن اختياره لهذا الوطن والذي يختلف تماما عن القومية التي تعتمد أساساً على عاطفة معينة نحو قبيلة أو شعب أو امة.
لكن الوحدة الوطنية التي أسستها قيادتنا لم تكن هي الوحدة التي نطمح إلي تحقيقها لأنهم نادوا بها وهم غير مقتنعين بها تماما مثل من ينهاك عن فعل ويجرمه وهو غارق في فعله. حرموا القبيلة وعاقبوا عليها وهم أول من صدرها للشعب بأفعالهم كان ذلك عندما انشأو مجلس الشيوخ ينوب عن كل قبيلة شيخ من الطبيعي جداً أن تعرف إلي أي شيخ أنت تنتمي، وبالتالي إلي أي شيخ ستلجأ إذا حدثت لك مشكلة.
فكان الشيخ محل القانون الرادع لكل من سولت له نفسه الخروج عليه وهذه الأسباب بالذات هي التي تودي إلي تدمير الوحدة الوطنية المزعومة من قبل من ركبوا على صهوة المشروع بعد المؤسس الشهيد الولي الذي أسسها لأهداف نبيلة. فتسببوا بذلك في انعدام الأمن وتفضيل المصلحة الخاصة على العامة ووجود محسوبية في أجهزة الدولة ومن وجهة نظري أن أفضل مكون يمكنه أن يجسد معنى الوحدة الوطنية هو المؤسسة العسكرية بحيث يتحقق الاندماج والانصهار بين أفراد الجيش والذين هم أبناء هذا الشعب النبيل ومنه إلي بقية الشعب المدني وعلى هذا الأساس تكون الوحدة الوطنية ونطوي بذلك حقبة من الزمن ظل فيها الحاكم يراسل شيوخ لإخماد النيران وإعادة الشعور بالاطمئنان والابتعاد عن التخوين اللا مبرر والتغني بالوطنية (أنا وطني وأنت خائن )..الخ وبث الثقة والتساوي بين جميع أفراد المجتمع إلي نحو يتولد فيه الشعور بأن الدولة هي دولة للجميع ولا تقتصر على فئة معينة والوطن كيان مشترك للجميع وبذلك تتولد لدى الفرد كل أسباب الحماسة للمشاركة الإيجابية والفعالة في تطوير معنى الوحدة وبعث الحياة في مشروع الوحدة الوطنية. كما أن دور التعليم والثقافة دور هام في دعمها *****
إذا كانت الأمم والشعوب قد عانت من تشتت وعاشت متفرقة لمدة طويلة كانت ترجع أسباب ذلك إلي عدة أسباب مجتمعة في ما بينها على غرار الاختلاف في اللغة والعادات والعرق والدين. وتغلبت على ذلك فيما بعد فنحن لله الحمد ليست لدينا هذه المعوقات التي تحول دون وحدتنا. لغتنا واحدة وتاريخنا واحد وديننا واحد وعاداتنا وتقاليدنا.
تبقى معضلة القبيلة التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة بفعل فاعل وبمساعدتنا نحن ألا وهو المحتل المغربي الذي يريد ضرب وحدتنا ولفت أنظارنا عن الهدف الأسمى والمنشود وهو الاستقلال التام فوق أرضنا الطاهرة ننعم بالحرية والكرامة فوقها بقيادة أبناءنا أسياد بعضنا لا عبيد لغيرنا ****
العصبية صفة ذميمة لأنها مباهاة في غير محله وتمزق أواصر المحبة كل الظواهر الذميمة تخرج الإنسان من دائرة الاتزان والوعي بالمسؤولية إلي دائرة الغرائز المنفلتة وكل ذلك يودي بنا إلي الهاوية ويصعب من مهمة بناء دولة حديثة بعيدة كل البعد عن ما يتمناه العدو الذي يبث الإشاعات بأننا مجتمع قبلي بدائي لا يصلح لبناء دولة. ويعمل على تصديق أكاذيبه من خلال النفث في أذن القبلية واللعب على وترها. *** 
من المعروف أن اخطر ما يواجه التحول الديمقراطي هو انتقال الخلاف في الرأي والأفكار من ساحة التنافس الفكري إلي ساحة الحوار القبلي (بأسلحة ملسنات )وهذا ما بدأت تعج به صفحات الوسائط الإعلامية مثل الفيس بوك والوتس اب. حيث أبانت الانتخابات المغربية الأخيرة التي شارك فيها أبناء شعبنا من المناطق المحتلة بغض النظر عن مشروعيتها (توجد آراء مختلفة حول هذا الموضوع ) أبانت عن مكر العدو والتي ظهر فيها نوع من التعصبية القبلية والجهل والتفاخر بالدم ومن أجل ماذا ؟ من أجل إنجاح مخطط العدو .وهذا ما يريده بالضبط إن نبقى في نظر العالم مجرد قبائل من العصر الجاهلي. ولا استثني أهالينا في المخيمات فلهم ما لهم من العيوب وعليهم ما عليهم... ****** وإذا استمر هذا الحال لا قدر الله نكون قد ذبحنا دولتنا المستقبلية "بالدافر" وننهج طريق الدول القبلية على غرار اليمن وليبيا. 
بقلم اباه سعيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *