-->

الشبكة الاوروبية لمراكز الابحاث “اوروميسكو”, تأسف لموقف الاتحاد الاوروبي من النزاع في الصحراء الغربية .


أعربت الشبكة الأوروبية لمراكز الأبحاث “اوروميسكو” اليوم الأربعاء , عن أسفها من موقف الاتحاد الأوروبي تجاه النزاع في الصحراء الغربية, مشيرة إلى فرنسا و اسبانيا ل”دورهما الإشكالية” في تسوية النزاع.

و أكدت كل من “سيلفيا كولومبو ” و “دانييلا هوبر ” في تقريرهما الذي يحمل عنوان “الاتحاد الأوروبي و تسوية النزاع في الجوار المتوسطي: مواجهة حقائق جديدة بوسائل قديمة” انه “في الوقت الذي شكل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني, نقطة محورية في إعداد السياسة الخارجية الأوروبية لمدة عقود, فان الأمر ليس كذلك بالنسبة للنزاع في الصحراء الغربية, حيث فضل الاتحاد الأوروبي التستر وراء منظمة الأمم المتحدة الوسيط الرئيسي للنزاع”.
و في ردها على سؤال كتابي سلم للبرلمان الأوروبي بخصوص موقف المفوضية الأوروبية من موضوع إنشاء آلية لمراقبة حقوق الإنسان من قبل المينورسو, ذكرت الباحثتان ان الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و سياسة الأمن “فيديريكا موغيريني”, اكتفت بالإشارة إلى ان “الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمم المتحدة, و لن يقوم بأي عمل يمكنه ان يمس بمصداقيتها”… أو بعبارة أخرى ان الاتحاد الأوروبي لم يتبن موقفا يدعم إنشاء مثل هذه الآلية”.
و أرجعتا ضعف الاتحاد الأوروبي “إلى صعوبة تسوية النزاع, و طبيعة الاتحاد الأوروبي و الأدوات السياسية غير الملائمة” فضلا عن “الأولوية الممنوحة للعلاقات مع المغرب”.
كما أشارت “سيلفيا كولومبو” و “دانييلا هوبر” إلى ان “السلطتين الاستعماريتين القديمتين في تلك المنطقة اسبانيا و فرنسا, قد لعبتا كليهما أدوارا إشكالية” في هذا النزاع القائم منذ أمد بعيد بين المغرب و البوليساريو.
و تابعتا قولهما ان “…فرنسا بمنحها مثل هذا الدعم التقليدي للمغرب, حيث سبق “لجاك شيراك” (الرئيس الفرنسي الأسبق) ان أطلق في 2001 العبارة الشهيرة “أقاليم جنوب المغرب”, في اشارة إلى الصحراء الغربية” و ان “اسبانيا من جهتها قد ذكرت من قبل الأمم المتحدة أنها تعتبر حسب القانون الدولي القوة المديرة لذلك الإقليم”.
و بالرغم من ضغوطات الأمم المتحدة منذ 1965, الهادفة إلى دفع إسبانيا إلى الإعتراف بمسؤوليتها كقوة مديرة و تصفية الإستعمار من هذا الإقليم من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير, إلا أن ذلك لم يتم.
و ذكرت الباحثتان بالدور الذي لعبته فرنسا في شهر ابريل 2013, من أجل إبطال مبادرة الولايات المتحدة التي عملت لصالح إنشاء آلية مستقلة لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.
و أشارتا في هذا الصدد إلى أنه “بالرغم من كون طلبها بشأن توسيع مهام المينورسو إلى مراقبة حقوق الإنسان قد تم قبوله من قبل الولايات المتحدة, ضمن اقتراح قدم لمجلس الأمن الاممي في أبريل 2013, إلا أنه تم التخلي عنه في اللائحة النهائية, ربما بسبب الضغوطات التي مارستها فرنسا حتى و إن فند السفير الفرنسي ذلك”.
و في تحليلهما للسياسات الأوروبية, أكدت “سيلفيا كولومبو” و “دانييلا هوبر ” أن “الإتحاد الأوروبي لا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية, لكنه وقع العديد من اتفاقيات الصيد مع الرباط منذ 1988″ واشارتا إلى أن مخطط العمل الموقع مع المغرب سنة 2013 , “لا يتضمن أي شيء بخصوص الصحراء الغربية”.
و أضافتا في تقريرهما أنه “لا يوجد أي اتفاق شراكة مع الصحراء الغربية, أو إدماج هذه الأخيرة كشريك مستقل لسياسة الجوار الأوروبي, لا يوجد أي مبعوث خاص أو بعثة مدنية أوروبية إلى الصحراء الغربية”.
و اعتبرت “سيلفيا كولومبو ” و “دانييلا هوبر “, أن توقيع الإتحاد الاوروبي مع المغرب على إتفاقيات تجارية, لا تزال تشمل الصحراء الغربية في الوقت الذي يواصل فيه العمل(الاتحاد الاوروبي) على مسألة وسم البضائع في سياق النزاع الفلسطيني الإسرائيلي, “أضعف سياسته” و جعله عرضة لانتقادات على انتهاج “سياسة الكيل بمكيالين”.
و لإبراز سياسة الكيل بمكيالين هذه التي ينتهجها الإتحاد الاوروبي, ذكرت نفس المتحدثتين ان الإتحاد الاوروبي لم يمنح منذ 1993 سوى 150 مليون أورو للمساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين ” و هو”ما يشكل نصف المبلغ السنوي المخصص من طرف الإتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية المحتلة”.
المصدر: صمود

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *