-->

الحياد الروسي يفضح سياسة المباحثات الهاتفية

في محاولة يائسة لفك العزلة التي يعيشها الاحتلال والتشويش على المواقف الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بالامم المتحدة، أفاد بلاغ للديوان المخزني قيل فيه أن ملك الاحتلال اتصل بالرئيس الروسي هاتفيا ما يعكس حالة التخبط التي يعيشها نظام الملكية الغاشم بعد الضربات الموجعة التي بللت جميع أوراقه على المستوى الدولي لاسيما إقبار الحكم الذاتي وعدم قبوله من طرف الدول العظمى التي لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وتدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
الارتياح الذي أورده البلاغ المذكور في مستوى العلاقات لم يتجسد في زيارة الملك الاخيرة لدولة روسيا التي أصر فيها الطرف الروسي عبر بيان مشترك على دعم “جهود مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، من أجل التوصل لحل سياسي مقبول من كلا الطرفين لمشكل الصحراء الغربية، وفقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة” .
أما عن "الارتياح والتشاور في مختلف القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي ولاسيما تلك المرتبطة بالوضع في المشرق والمغرب العربي" حسب البلاغ ، فإنه تشاور لا يبرح حد المجاملة التي يتقنها الطرف المغربي، ذلك أن روسيا لم يغب عنها ارتماء المغرب في حضن السعودية وانسياقه وراء الاطماع التوسعية وزرع الفتن وإشعال الحروب برعاية بعض الممالك الخليجية.
روسيا كذلك تعي جيدا استرزاق المغرب وتأييده لإطاحة النظام السوري والتدخل العسكري السعودي، وكذا مشاركته في عاصفة الدمار ضد الشعب اليمني، وهو ما يبرز عدم احترام المغرب لميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية.
البلاغ المفضوح ذكر أن ملك الاحتلال فتح عهدا جديدا، لكنه أغض الطرف عن العهد الذي قطعته روسيا العظمى يوم شطبت اسمه من قائمة الدولة الباحثة عن الشراكة المتبادلة، بعد تأكدها أنه لعبة في يد أسياده ولا يملك قرارات نفسه، عكس ما برهنت عليه الجزائر التي رفضت المشاركة في عملية عاصفة الخراب، لتكون بذلك أول بلد عربي يعلن صراحة رفضه للعملية العسكرية، وحينها أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن الجزائر لديها موقف مبادئ، وجيشها يحارب داخل أراضيها فقط.
الزيارة الفاشلة التي ألغيت لعدة مرات تحدث عنها البلاغ المحتشم بوصفها "ناجحة"، لم تكن كذلك بعد فشل كل محاولات إحيائها لاسيما أنها كانت في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى حد تعليق المغرب للاتصال مع بروكسل على خلفية قرار قضائي أوروبي ضد اتفاق فلاحي مغربي أوروبي يشمل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، وغضب مغربي من الأمين العام الأممي بان كي مون الذي وصف الصحراء الغربية بالأرض “المحتلة”، وتلويح جبهة البوليساريو بالعودة إلى “الحرب” بعد ربع قرن من انتظار الاستفتاء على تقرير المصير.
زيارة الملك المغربي إلى موسكو، وإن تم التأكيد على أنها كانت مبرمجة منذ فترة، وأنها ستركز على الجوانب الاقتصادية بالدرجة الأولى، إلا أنها تحمل في جوانبها أهدافا سياسية لكلا الطرفين بدأت باستقبال برتوكولي يقف على مسافة واحدة مع جبهة البوليساريو اين كان في استقبال محمد السادس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوكدانوف الذي استقبل شهر فبراير الماضي وفدا صحراويا من قيادات البوليساريو وهي اشارة ذات دلالات سياسية مهمة قد تكبح رهان المخزن المغربي على روسيا الاتحادية.
الرهان المكشوف عبر سياسة المباحثات الهاتفية لن يحقق ما عجزت عنه الزيارات الرسمية بدليل رفض روسيا الانسياق في الطرح المغربي وتمسكها بالشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية ودعمها من داخل مجلس الأمن الى حل عادل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *