-->

الجزائر ترد بطريقتها الخاصة على موقف عربان الخليج: الصحراء الغربية حرّة والشام قلعة و حارة القومية العربية


يقوم وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية الجزائري عبد القادر مساهل بزيارة رسمية إلى سوريا، في رد صريح من الجزائر على الاستفزازات السعودية والخليجية، التي كسرت مبدأ الحياد في القضية الصحراوية، وانحازت لصالح المغرب انتقاما من الجزائر لعدم ركوبها موجة سياسة آل سعود في العديد من الملفات.
هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول جزائري منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، وجاء مباشرة بعد تلك التي قام بها الأسبوع الماضي مساهل إلى ليبيا، وأعلن عن التخطيط لإعادة فتح سفارتها بطرابلس، في رسالة واضحة من الجزائر لدول الخليج على أن مواقفها اتجاه القضايا العربية ثابتة ولا تتأثر بالظروف، رغم محاولات السعودية الضغط لتغيير نظرتها للعدوان على اليمن أو ما عرف بعاصفة الحزم التي تقودها الرياض، وكذلك التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وأخيرا رفض تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية. 
وقد تجلت التحرشات الخليجية التي تصب في خانة قطع الطريق أمام كل دولة تحاول التقرب من إيران، في بيان القمة الخليجية - المغربية الأولى، التي أعلن فيها أن قادة دول الخليج يؤكدون أن قضية الصحراء هي قضية دول مجلس التعاون ويدعمون الرباط في ذلك، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بالتأكيد على الالتزام بالدفاع المشترك عن أمن واستقرار دول الخليج والمغرب واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، حيث صنفت هذه الخرجة بمثابة الإعلان عن عداء للجزائر.
ويتضح جليا أن دول الخليج، بقيادة السعودية، قررت تصفية الحسابات مع أي دولة عربية تقيم علاقات متينة مع إيران، فقد عاقبت بموقف مشابه لبنان مؤخرا، إضافة إلى مساندتها لحرب طاحنة ضد سوريا منذ خمس سنوات، وتوضح المعطيات المتوفر ة أن دول الخليج بقيادة السعودية تسعى إلى إعادة ترتيب البيت العربي الداخلي من خلال قطع ارتباط دوله بإيران، وحشد جميع القوى الممكنة وتوجيهها للصدام مع طهران، وهذه المرة بقيادة مباشرة من المملكة العربية السعودية.
وسيترأس مساهل، خلال هذه الزيارة، الوفد الوزاري المشارك في الدورة الثانية للجنة المتابعة بين البلدين، وبحث مختلف جوانب التعاون بين البلدين وسبل ترقيتها وتوسيع مجالاتها ، كما سيلتقي مساهل، خلال زيارته لدمشق، كبار المسؤولين السوريين لاستعراض الأوضاع في المنطقة والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهذا بعد زيارة أدراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل أيام إلى الجزائر.
المصدر: زين الدين زديغة ـ المحور اليومي الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *