-->

لماذا أكتفينا نحن الصحراويين بالتفرج؟

1) التفرج على بان كي مون يُسلخ أمام أعيننا دون ردة فعل
حين بدأ الهجوم المغربي القذر وغير الأخلاقي ولا السياسي على الضحية الضعيفة الأمين العام، بان كي مون، لم يجد هذا الأخير من يدافع عنه، وأصبح ظهره للجدار. كانت الطاحونة السياسية والإعلامية المغربية قوية جدا ومؤثرة إلى درجة جعلت الامين العام شخصه يخشى على نفسه من أن تتم تصفيته سياسيا وربما جسديا. فالهجوم الذي شنه المغرب لم يشنه من قبل، وربما لن يشنه حين كان يُحضر لتنظيم مسيرة الغزو سنة 1975م.. الهجوم القذر كان منسقا وجمع، في نفس الوقت، بين الهجوم السياسي والإعلامي، والهجوم بالبشر المهيج في الشوارع، حتى ليترى لمن لا يتابع عن كثب ملف قضية الصحراء الغربية أن الأمين العام ظالم، وأن المغرب ضحية. والذي يمكن أن يجعل العالم يتصور أن الأمين العام " ظالم" هو أنه بقى وحيدا في الساحة مثل البعير الأجرب. فأصحاب القضية، نحن الصحراويين، الذين دافع الأمين العام عن حقنا، وهي أول مرة تحدث في التاريخ، أنضممنا إلى جمهور المتفرجين السلبيين، وإذا قمنا بدور مساعدة يكون عن طريق التأسف.. حدث تقاعس إعلامي وسياسي صحراوي كبير وفي كل الجبهات، وحدث تقاعس جماهيري في الدفاع عن الرجل، ولم يجد من يرفع صوته منا مدافعا عنه، حتى، ربما، يكون هو قد تصور في لحظة ما أننا لا نستحق من يدافع عن حقنا.. فلو كُنا مثلا هجمنا نحن هجوما منسقا إعلاميا وسياسيا وحشدنا جماهيرنا، خاصة في المخيمات، وخرجنا في مظاهرات ولو رمزية- ولو رمزية- لتأييد الرجل لكان على الأقل وجد من يحميه وأرتاح وعرف أننا معه في خندق واحد وأننا نستحق الدفاع عنا. بدانا سلبيين، متفرجين مرتبكين، وغير قادرين على حماية الرجل معنويا نحن المعروفين أصلا وتاريخيا بالنجدة وبالدفاع عن المظلوم خاصة أن المظلوم هذه المرة يدافع عن حقنا..
2-) خذلنا الأمين العام في مجلس الأمن
انتصر بان كي مون وحده ـ وحده- في معركته ضد الذئاب المغربية المتوحشة، وبقى مصرا على ما فعل: رفض ان يُقدم الأعتذار، ورفض ان يتراجع عن تصريحاته، ورفض أن يُناقش مع المغاربة مواقفهم.. وحتى يمضي قُدما في تحديه للمغرب استدعى على جناح السرعة الوزير المغربي للخارجية ليوبخه.. كل هذا كان يحدث أمام أعيننا نحن المتفرجين السلبيين على مسلسل وادي الذئاب، وكنا في غالب الأحيان نكتفي بمتابعة الأخبار ونحن معجبين بتحدي بان كي مون للمغاربة كأنما تحديه ليس نصرة لنا..
انتصار بان كي مون وحده في معركته ضد المخزن المغربي جعل هذا الأخير يطوي صفحة تلك المعركة التي خسر، ويبدأ المعركة على جبهة أخرى، لكن دائما ضد نفس الرجل. حان وقت تقديم التقرير، وأصبحت المعركة الحقيقية على الأبواب. بدأ العدو المغربي معركته على جبهة اخرى بأكثر قوة وحزم: طرد المينورصو، ورفع الفيتو في وجه تقرير بان كي مون، ووضع خطوطه الحمراء: لا لمراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورصو، ويجب أن يبقى مخطط الحكم الذاتي حيا في التقرير وفي قرار مجلس الأمن..
حين وضع المغرب شروطه على الطاولة ورسم خطوطه الحمراء في الأمم المتحدة التفت الجمع، بما فيهم مجلس الأمن والأمين العام نفسه، نحونا نحن ليعرف ما هي شروطنا وما هي خطوطنا الحمراء. وإذا تجاوزنا دفاعنا التقليدي والبديهي عن استراتيجيتنا المتمثلة في بقاء كلمة " مبدأ تقرير المصير" حية في التقرير وفي قرار مجلس الأمن فإننا، لم نقم بأي تكتيك ظرفي يجعل مجلس الأمن يفهم أننا نريد تسريع تنفيذ تقرير المصير. ففي حين كان العدو يهاجم بشراسة مُدافعا عن شروطه وخطوطه الحمراء لم يفهم أحد ما هي شروطنا نحن وما هي خطوطنا الحمراء إذا أستثنينا التمسك " بتقرير المصير". في الحقيقة كنا مرتبكين وغير متأكدين من تصريحاتنا ومن ما نريد ومن ما نقوم به. فمرة نصرح أن المينورصو إذا خرجت يجب أن لا تعود، ومرة نصرح أن المغرب إذا طرد المينورصو ستبدأ الحرب، ومرة نقول أنه على المينورصو أن تعود لتزاول وظائفها كما كانت، ومرة نقول أنه يجب العودة لسلاح. وفي خضم هذا الارتباك الكبير لم يفهم أحد لا في الداخل ولا في الخارج ماهي شروطنا في وجه التقرير، ماذا نريد؟ لم نقم بأية هجمة لا سياسية ولا إعلامية منسقة كي نوضح للعالم ولمجلس الأمن ماذا نريد من هذا التقرير ومن مجلس الأمن في هذه الفترة.. ارتباكنا وعدم تركيزنا على ما نريد من التقرير ومن مجلس الأمن يكون قد بعث رسائلا خاطئة لمجلس الأمن.. فعدم إصرارنا على مراقبة حقوق الإنسان، وعدم إصرارنا على الحرب، وعدم اشتراطنا على عودة المينورصو، وعدم حتى أشتراطنا على عدم ذِكر الحكم الذاتي في التقرير يجعل المجلس، وربما بان كي مون، يفهم أننا نريد الوضع أن يعود إلى ما كان عليه قبل الخلاف الذي افتعله المغرب ضد بان كي مون. يمكن ان يقول البعض أن الدبلوماسية الصحراوية وضعت شروطها وخطوطها الحمراء على الطاولة، لكن، للاسف، هذا لم تتم ترجمته لا في الإعلام ولا في التصريحات السياسية المرتبكة. فالهجمة يجب أن تكون منسقة إعلاميا وسياسيا وحتى شعبيا، وإلا ستكون مرتبكة وغير منسجمة وستفشل..
الشيء الوحيد الذي استطعنا فهمه، والذي يمكن أن يكون بعث رسالة واضحة إلى مجلس الأمن أننا نريد ان تراقب المينورصو وضع حقوق الإنسان هو الإضراب البطولي الذي قام به معتقلو كديم إزيك، والذين كانوا بالفعل هم من قام بفعل على الأرض.
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *