-->

الزعيم محمد عبد العزيز يرحل ليخلد في قلوب الجماهير


في خبر نزل كالصاعقة على قلوب الجماهير الصحراوية انتقل الى عفو الله وكرمه القائد التاريخي والبطل الميداني، الامين العام للجبهة ورئيس الجمهورية الصحراوية المناضل محمد عبد العزيز اليوم الثلاثاء بعد صراع مرير مع المرض، تاركا خلفه ميراثا سياسيا ودبلوماسيا حافلا بالاحداث التي رسمت جزء من تاريخ الثورة الصحراوية، وارخت لمراحل من الكفاح الوطني.
المناضل الذي طالما تعلقت به الجماهير كواحد من ابنائها البررة، وقادتها الاوفياء، وبالرغم من حالته الصحية التي لم تمنعه من متابعة مستمرة لتفاعلات القضية الوطنية، ورغم القلق المتزايد على وضعه الصحي قبل وبعد المؤتمر الرابع عشر للجبهة، إلا ان التمسك به كرئيس للدولة وامينا عاما للجبهة ظل خيارا لغالبية المؤتمرين الذين جددوا ثقتهم فيه، كزعيم ثوري لايمكن ان يستسلم حتى ينتصر او يموت كافرا بديمقراطية التدوال لان الثوار لايمارسون السياسة فهم اصحاب مبادئ وافكار لاتنتهي طموحاتهم قبل تحقيقها وتجسيدها على ارض الميدان، مؤمنا بان المشروع الوطني يستدعي العطاء والبذل والتضحية، 
ودون مبالاة بوضعه الصحي، وحالتة التي عبر عنها في اجتماعات متتالية بان المناضل الذي لم يعد بمقدوره السهر والمرافقة الميدانية لعمل الجماهير، ومتابعة حالة الجيش والمقاتلين ولايقف الساعات الطوال لتأدية الواجب الوطني تحت اشعة الشمس الحارقة، وفي ايام وليالي البرد الغارس، لا يمكنه ان يقود الجماهير، ويجب ان يترك الطريق لمن يكمل المسير، لكن لغة العواطف كانت الاقوى فتوج المؤتمر بانتخابه للمرة الثانية عشر على راس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
لكن غياب البديل ورغبة الجماهير في الالتزام بالوفاء لشخص الزعيم مهما اختلفنا في طرائق التسيير ومطبات العمل السياسي الذي يتعثر لينهض من جديد، الا ان الجميع مجمع بان الشعب الصحراوي يفقد هامة وعلم من رموز مقاومته الوطنية، ضرب نموذجا في التواضح والصبر والجلد والتضحية، وكانت الشجاعة والاقدام وقوة الشخصية ملامح ميزته عن بقية الرفاق، كما ان حنكته السياسية وتجربته الثورية صمدت في مواجهة اعاصير الفتن التي مرت بها القضية الوطنية وفي ظروف عصيبة، استطاع الرجل ان يبحر بالقضية الى بر الامان، تاركا بصماته في التأسيس للدولية الصحراوية الحديثة بمؤسساتها المدنية فاسحا المجال لنشاط المجتمع المدني ولجان حقوق الانسان.
يرحل الزعيم اليوم ليخلد في قلوب الجماهير كما خلد من قبل الكثير من القادة الميدانيين الذين جسدوا مثالا للوفاء لقضية شعب لايزال ينتظر من قياداته بذل المزيد من نكران الذات والسخاء بالروح والدم لخدمة الجماهير والمبادئ النبيلة التي ناضل ولايزال من اجلها شعب يقاوم الغزاة، ويناضل من اجل انهاء مأساة العيش في الملاجئ والشتات، ليحقق حلم الصحراويين في وطن حر على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *