-->

غارات عسكرية أمريكية في ليبيا واستنفار في الجزائر


لا تلقى الضربة الأمريكية الجوية ضد داعش في ليبيا ترحيبا في الجزائر، لأنها تجلب للمنطقة المزيد من المتاعب، فكل الأجهزة الأمنية في الجزائر كانت في حالة استنفار، 48 ساعة قبل العملية، التي علمت بها منذ أيام عديدة، بحسب مصادر مطلعة على القضية.
الضربات الأمريكية ضد تنظيم داعش في ليبيا، التي أعلن عنها بشكل رسمي في واشنطن ليست الأولى، ولم تكن مفاجئة للجزائر لعدة أسباب، أهمها أن الطائرات الأمريكية كانت منذ أكثر من سنة تحلق بشكل دوري في أجواء ليبيا لمراقبة الأوضاع، بل أن طائرات الاستطلاع الأمريكية، حسب مصدر أمني، وفرت معلومات وصورا دقيقة لقوات الجيش الليبي التي تقاتل تنظيم داعش في مدينة سرت منذ بداية المعركة قبل عدة أسابيع.
الغارة الجوية في سرت ليست الأولى، فقد نفذت الطائرات المقاتلة الأمريكية عدة غارات في ليبيا منذ بداية 2015، بعضها معلن والبعض الآخر لم يعلن عنه، حسب مصادر أمنية جزائرية، لكن الإعلان عن الغارات الجوية الأمريكية الجديدة جاء بعد ارتفاع عدد الطائرات الأمريكية التي تحلق بشكل دوري فوق ليبيا، وبعد أن توصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق مع حكومة الوفاق بشأن التدخل العسكري في ليبيا. وكشفت مصادر “الخبر” أن الجزائر تحفظت على التدخل الأمريكي المعلن ضد تنظيم داعش في ليبيا، وتشير الرواية التي بحوزة “الخبر” إلى أن مسؤولا أمريكيا اتصل بالرئاسة في الجزائر، السبت الماضي، وأبلغ الجزائر بأن أمريكا ستنفذ ضربات جوية وشيكة ضد داعش في ليبيا، بطلب من حكومة فايز السراج. وقد تحفظ المسؤولون في الجزائر على العمليات الأمريكية، بحجة أن أي هجوم ضد داعش في ليبيا سيدفع الجماعات الإرهابية لضرب مصالح غربية وأمريكية، في كامل المنطقة، بل حتى في أوروبا.
ومرد التحفظ الجزائري، من جهة أخرى، الخوف من سقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية في ليبيا. وقال مصدر أمني إن الضربات الجوية الأمريكية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في ليبيا لم تفاجئ المسؤولين في الجزائر، لأنهم كانوا على علم مسبق بأن أمريكا ستضرب التنظيم في مناطق عدة في ليبيا، منها مدينة سرت. وقد فرضت الضربات الجوية الأمريكية على المسؤولين في الجزائر استنفار أجهزة الأمن، بسبب المخاوف من رد فعل انتقامي من تنظيم داعش ضد أهداف غربية في كامل المنطقة.
وقد تم استنفار قيادات الدرك الوطني ومديرية أمن الجيش، ومديرية المصالح الأمنية والشرطة، عقب الضربة الأمريكية ضد تنظيم داعش في ليبيا. وقال المصدر الأمني أن تقارير أمنية حذرت من أن الضربة الأمريكية ضد تنظيم داعش ستدفع الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة في كامل شمال إفريقيا، للرد عبر عمليات انتقامية ضد أهداف لدول غربية وحتى لدول المنطقة.
وتتفاوت مستويات الاستنفار الأمني، بعد الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش بليبيا، من مكان لآخر في الجزائر. حيث بلغ الاستنفار أقصى مستوياته في الحدود مع ليبيا ومع تونس وفي العاصمة، وقرب الفنادق الكبرى وفي المطارات وفي حقول ومنشآت النفط والغاز، والمواقع الحيوية والسيادية.
المصدر: الخبر الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *