-->

داعش بين الفكر التكفيري,وأجهزة المخابرات الغربية


يعتبر تنظيم داعش الإرهابي وهو اختصار لاسم الدولة الإسلامية في الشام والعراق ,احدث واقوي تنظيم إرهابي دموي تكفيري ظهر في السنوات الأخيرة واشتد عوده وقويت شكوته بعد سنة2013,وأصبح فجأة وبدون سابق إنذار يسيطر على مساحات جغرافية واسعة من أراضي العراق وسوريا,تمتد من الرقة إلى شمال الموصل في العراق,وبات ينشر الرعب والهلع ليس بين السكان والقيادات السياسية والأمنية في البلدين فقط ,وإنما حتى في دوائر صناعة القرار الإقليمية والدولية,وأضحت عملياته الدموية المصورة على الطريقة السينمائية الهوليودية,عناوين رئيسية في نشرات الأخبار والصحف العالمية ,ووسيلة لجذب ألاف المقاتلين من مختلف دول العالم الساخطين على الممارسات الأمريكية الغربية,والراغبين في أن يكونوا جزءا من مشروع وفكر الدولة الإسلامية وخلافتها الرشيدة كما يزعمون بقيادة المدعو أبو بكر البغدادي أو أبراهام ايليوت كما يعرف في دوائر الموساد وهذا ما كشفه احد تقارير المخابرات الروسية والشيشانية العام الماضي,أصبح المطلوب رقم واحد لأجهزة المخابرات الغربية والعالمية,وتم رصد مكافأة قدرها حوالي 50مليون دولار,لمن يدلى بمعلومات دقيقة عنه تساعد قوات التحالف الغربي على القضاء عليه وعلى أركان دولته ,تنظيم داعش الذي أصبح ماركة مسجلة إرهابيا,ووسيلة يستعملها كل الحاقدين تاريخيا على حضارة الشرق العربية ,فالقوي الاستعمارية الامبريالية التي تم طردها منه منذ 60سنة تسعى للعودة إليه وفرض نوع من الوصاية أو الانتداب عليه,وهذه المرة تحت يافطة براقة إنسانية وخاصة بعد أحداث 2001,وعنوانها الأبرز والأكثر إقناعا ألا وهو الحرب على الإرهاب,وللأسف وككل مرة خرجت علينا أبواق إعلامية عربية ترحب بالتدخل الدولي لمكافحة الإرهاب بزعم أن الغرب هو الوحيد الذي يستطيع القضاء على فرانكشتاين المسمى داعش ,الغرب الذي منذ عهد الحملات الصليبية باسم المسيح عليه السلام وحماية المقدسات المسيحية في بيت المقدس,وهو يسعي بدوافع تاريخية وعقائدية ومصلحيه إلى السيطرة على الشرق الأوسط وإعادة استعماره بكافة السبل والوسائل ,رغم أن هناك عدة أدلة ومؤشرات دامغة على أن تنظيم داعش ليس مستقلا بذاته عمن صنعوه لأداء خدمة معينة لهم,ولكن لا زال البعض من النخب المثقفة مصرين على أن تنظيم داعش ليس له أية ارتباطات مع أجهزة مخابرات غربية وبالأخص جهاز الاستخبارات الأمريكية والموساد الصهيوني,ولكن قبل أن نبين أوجه العلاقة بينهما والعلاقة المصلحية والترابط بينهما,لنغص قليلا ربما في بنية الفكر العقائدي لهذا التنظيم لنعرف منطلقا ته الفكرية والإيديولوجية التي يستند عليها في قتل الناس وذبحهم والتنكيل بجثثهم دون روادع أخلاقية أو إنسانية أو مجتمعية,هذا التنظيم الذي لا تختلف ممارساته كثيرا عن ممارسات الصهاينة في الأراضي المحتلة ,ضد شعب فلسطيني اعزل,يدافع عن أرضه وشرفه في امة فقدت شرفها منذ وقت طويل,وذهبت صاغرة مستسلمة في معظمها إلى التطبيع مع من اغتصب الأرض وانتهك العرض وسط مباركة النظام الرسمي العربي الذي في معظمه لخطوات التطبيع,هذا النظام العربي الذي جزء منه قام على فكر الدواعش من تقطيع للأيدي والرؤوس وجلد للناس ورفض الأخر وإقصاءه وقتل لخيرة علماء الأمة وشرفاءها,ومن أراد التعمق في ذلك فليعد إلى مراجع تاريخية موثقة ككتاب تاريخ أهل نجد أو كتاب أمراء البلد الحرام لمفتي مكة السابق رحمه الله تعالى احمد زيني دحلان المكي,ليعرف كيف نكل محمد بن عبد الوهاب وال سعود وأبادوا تجمعات سكانية عن بكرة أبيها,وكانوا يذبحون الصبي في حضن أمه,وقتلوا وذبحوا خيرة علماء الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية,إضافة إلى ارتكابهم مجازر مروعة ضد إخوتنا الشيعة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء,وكيف دمروا قبور وأثار الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين,والصالحين وهو شيء لم يفعله لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم,ولا الخلافة الأموية ولا العباسية ولا السلجوقية ولا العثمانية ولا القرامطة رغم فضاعتهم في سرقة الحجر الأسود الذي أعيد مرة أخرى,وفي هذه العصور كان اعلم علماء الأمة بالحلال والحرام,بل إنهم أي الوهابية ابتدعوا لنا دينا جديدا,لم يكن عند سلفنا الصالح,والذين هم براء منه كبراءة زرقاء اليمامة من عامر العبسي,وجعلوا التوحيد ثلاثا,وخالفوا إجماع الأمة في الأسماء والصفات ,وعظموا كتب ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى كمجموع الفتاوى واقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ومنهاج السنة وغيرها,وهو الذي مات طريدا شريدا وحيدا في سجنه بعدما أنكره علماء عصره بل هناك من كفره من علماءنا الأعلام,كالعلامة عبد الرحمن الشافعي وكان من كبار علماء الشافعية وسادتهم ,وهناك من اتهمه بالزندقة والنفاق لتعريضه وغمزه المبطن بسيدنا على كرم الله تعالى وجهه وزوج فاطمة الزهراء ابنة رسولنا عليه أفضل الصلاة وازكي السلام,وقال بان إسلامه لا يصح وكان رضي الله تعالى عنه أول من اسلم من الصبيان,مخالفا بذلك أحاديث متواترة عنه عليه أفضل الصلاة والتسليم,في أن إسلام الصبي العاقل المميز صحيح لا ريب فيه,فكل ممارسات داعش التي لها جذور وهابية تعود إلى ابن تيمية الحرانى,الذي يعد من ابرز مراجعهم ويطلقون عليه لقب شيخ الإسلام,ولا اعرف لعمري لماذا لا يعودون إلى فتاوى سلطان العلماء وأعظم علماء الأمة إلي اليوم, العلامة العز بن عبد السلام الذي قام ببيع أمراء المماليك في واقعته الأشهر أمراء للبيع ورد ثمنهم إلى بيت مال المسلمين وفعل ذلك لفسادهم وجورهم وغيهم ولم يدعو قط أهل مصر إلى الثورة عليهم ولم يقم بإهدار دماءهم أو سفكها,وإذا قرأت فتاوى ابن تيمية أو تلميذه الأقرب إليه فكرا ومنهاجا ابن القيم الجوزية أو حتى بعض كتب الإمام سراج الدين الذهبي فانك ستجد فيها بان الإمام المتغلب بالقوة لا يجوز الخروج عليه إطلاقا,ومن يفعل ذلك يحارب وهو من البغاة الخوارج ونفس هذه الفتاوى موجودة في كتب شيوخ السلفية الوهابية كالحو يني في مصر والشيخ محمد يعقوب والشيخ الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ومفتي المملكة المعزول عبد الرحمن أل الشيخ أو حتى عند بعض شيوخ الأزهر كعلي جمعة ,فكيف يحلون الخروج على حكام المسلمين فرسولنا الأعظم عليه صلوات ربي وسلامه عليه يقول في أحاديث تناقلها الستة الصحاح أو بعضهم ومنها ما معناه إذا كان أمركم على قلب رجل واحد وجاء من ينازعه في الأمر فضربوا عنقه كائنا من يكون,وألان القاعدة الأصولية التي يحفظها قطعا كل مفتي داعش والتي تقول بان درء المفاسد أولى من تحقيق المصالح وبان الفساد لا يرد بفساد اكبر منه إن كان يؤدي إليه,فإنهم بذلك قد خالفوا إجماع الأمة وسلفها قديما وحديثا,ويعتبرون شرعا خوارج يجب قتالهم وقتال كل من أعانهم وساندهم من حكومات وأنظمة ومنظمات,وان كان هذا التنظيم الإرهابي المتطرف قد وجد ضالته في الأفعال والسلوكيات المشينة في فكر دولة هي السعودية التي قامت عليه سنة1932,ونشأت ,ولم يتغير في جوهره إلى يوم الناس هذا,فان هذا التنظيم لم ينشا من فرع كما يعتقد الكثيرون ولكن جاء نتيجة مخطط جهنمي شيطاني صهيو أمريكي لتغيير وجه المنطقة على رأس كل مئة عام كما جرت العادة لدى دوائر اللوبيات الحاكمة التي تدير العالم وتنفذ أجنداته من وراء الستار وبعيدا عن الأضواء,وقد صرحت هيلاري كلينتون المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي ووزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق والفيديو موجود صوت وصورة في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي بان أمريكا من صنعت القاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية الإرهابية المتشددة من اجل إسقاط الاتحاد السوفيتي في أفغانستان انتقاما لما فعله بهم في حرب فيتنام ودعم أنصاره من الحركات الشيوعية المقاتلة, وقتها عندما منيت أمريكا بواحدة من اكبر الهزائم العسكرية في تاريخها على يد مقاتلين يقاتلون بصدور عارية وقلوب اسود لا تعرف الخوف,ومنذ أشهر صرح الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك الذي كان القائد الأعلى لقوات حلف الناتو ورئيس الأركان الأمريكي الأسبق لقناة CNN الأمريكية واعترف صراحة بان أمريكا من صنعت داعش ومولته وبأنها فقدت السيطرة عليه وعلى الملا,طبعا لا يصدق عاقل بان أمريكا لم تعد تتحكم بهذا التنظيم وحتى المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب الذي اجبر بعد ضغوط مورست عليه من قبل ايباك بالاعتذار علنا قال بان اوباما وهلا ري كلينتون من صنعا داعش,وما يدعم هذا الكلام بالمطلق هو الأخبار التي تخرج علينا بها وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى لوقائع موثقة لعمليات إنزال جوى لمؤن وأسلحة وذخائر وأطعمة لقوات داعش في المناطق المحاصرة التي تشهد معارك عنيفة بينها وبين قوات الجيش العراقي والسوري وتبقي لحد الساعة هوية هذه الطائرات مجهولة مما يطرح عدة تساؤلات عن الجهة التي تقف خلفها,أضف إلى ذلك تصريح غريب لرئيس السوري فلاديمير بوتين لوكالة سبوتنيك الروسية قبل مدة من انه مستغرب من الأمريكان الذين استطاعوا رؤية الماء على سطح المريخ كيف لايستطيعون القضاء على داعش رغم مرور أربعة أعوام ونصف على الأقل,. من القصف المتواصل على مواقع تواجده الجغرافي,أما دور الموساد الإسرائيلي الذي اغتال بدم بارد قيادات عربية وأمنية كبيرة في جهاز المقاومة كالشهيد حسان اللقيس والحاج عماد مغنية وسمير القنطار وذو الفقار والقائمة طويلة ومفتوحة ,كيف لا يستطيع يا ترى؟تحديد مكان البغدادي واغتياله إلا إذا كانت دولة الكيان الصهيوني هي من تقوم بحمايته وضمان أمنه,فمؤتمر هرتز يليا للأمن القومي الصهيوني اعتبر صراحة بان المنظمات المقاتلة في سوريا ضد بشار الأسد وحزب الله عدوها اللدود الأبدي وهم أعداء مشتركين لكل من الصهاينة وهذه التنظيمات الإرهابية ,ومن أراد التأكد فليعد إلى مقرراته منذ سنة2011الى غاية 2015 بما فيها داعش والنصرة ومن يدور في فلكها هم حلفاء يجب حمايتهم وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لهم,ودعك مما يقال في وسائل الإعلام من تصريحات وكلام دبلوماسي منمق,وإدانة لأفعال داعش غربيا وعربيا وصهيونيا,في مجلس الأمن الدولي,لان الغرب أثبتت لنا تجاربه انه يتحالف حتى مع الشيطان من اجل ضمان مصالحه الإستراتيجية,وتنظيم داعش ليس إلا الشماعة التي يحاول من خلالها التغطية على نواياه الخفية,وسرعان ما سيرميها إلى مزيلة التاريخ كخرقة بالية,كما فعل مع من خدموه قبلها,وأكيد بعدها,والتاريخ الحديث على الأقل اكبر الشاهدين على ذلك, 
بقلم: عميرة أيسر-كاتب جزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *