-->

هل تضيع قيادة البوليساريو فرصة الكركرات كما خسرت ورقة الرالي واوهام السلام



يبدو ان تعاطي القيادة الصحراوية مع التعنت المغربي في خرقه السافر لمنطقة الكركرات لايستجيب لطموحات القاعدة الشعبية التي تنفست الصعداء بالموقف الشجاع لجيش التحرير الشعبي الصحراوي في صد الخرق المغربي السافر لمنطقة الكركرات.
وعسكت رغبة القاعدة الشعبية في اظهار قوة الصحراويين امام غطرسة المحتل الغاشم.
لكن خيبة الامل التي يمكن ان يسببها سحب القوات الصحراوية من المنطقة وفق ما صرح به الممثل الدائم لجبهة البوليساريو بالامم المتحدة في رسالته الى مجلس الامن امام جبروت واستكبار المحتل المغربي وعزمه الاستمرار في مشاريع الاستيطان والتوسع خارج المناطق المحتلة ليدنس ما تبقى من مناطقنا المحررة، يعد تراجعا مريبا وخطوة غريبة تناقض التوجه الشعبي الذي يطالب القيادة بالحزم مع الامم المتحدة التي تبيع اوهام السلام منذ العام 1991 دون احراز اي تقدم.
حيث طالب ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة هذه الأخيرة بتحمل مسؤولياتها في المساعدة على استعادة الوضع الذي كان سائدا قبل 11 غشت الماضي ، وفي هذه الحالة "فإن جبهة البوليساريو ستسحب قواتها المنتشرة منذ 28 غشت في المنطقة للتأكيد وبطريقة شفافة على رغبتها في السلام والتعاون مع جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي ، عادل ومستدام للنزاع".
وأبرزت الرسالة ، أن الأمم المتحدة التي قد عارضت عامي 2001 و 2002 بناء هذا الطريق الذي "يمكن أن تشكل بعض أنشطته انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار" أضحت ترضخ اليوم للضغوط المغربية للموافقة على بناء وتمويل هذا المشروع".
وأوضح السيد البخاري أحمد أن الأمم المتحدة اذا رضخت لهذه الضغوط "ستصبح شركة لتمويل مشاريع المغرب"، بينما اعتبرت في ثلاثة تقارير سابقة هذه الأنشطة انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار" ، مشيرا إلى أن صمت مجلس الأمن تجاه هذه التجاوزات هو "ما فسره المغرب بمثابة ضوء أخضر لفرض بناء هذا الطريق كأمر واقع".
وذكرت جبهة البوليساريو في هذا الشأن أن أي "تغيير للحقائق القائمة على الأرض والناتجة عن اتفاقيات وقف إطلاق النار لابد أن تخضع حتما لموافقة طرفي النزاع (جبهة البوليساريو و المغرب)".
"إن جبهة البوليساريو التي تؤكد التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار(6 سبتمبر 1991) ، لا يمكن أن تقبل ببناء هذا الطريق لا من قبل المغرب ولا من قبل طرف ثالث والذي سيظل نتيجة مباشرة لخرق الاتفاق".
وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد وقعوا "في الخداع المتعمد" من المغرب الذي حاول تبرير هذا المشروع بالعملية المزعومة ضد التهريب ، في حين أن المغرب عمل لسنوات على إغراق المنطقة بالمخدرات باعتباره أكبر منتج في العالم للقنب الهندي - تشير الرسالة - مؤكدة أنه وعلى العكس من ذلك ، فإن بناء هذا الطريق سيزيد من انتشار هذه الظاهرة من خلال توفير طريق للمهربين لتمرير بضائعهم.
وكانت الرباط قد تجاهلت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان موضوعيا وأعرب علنا ​​عن قلقه إزاء التطورات في منطقة الكركرات، مطالبا المغرب باحترام الاتفاق العسكري رقم (1) ، تذكر الرسالة.
لكن تضييع جبهة البوليساريو استغلال ورقة الكركرات في فضح ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الامم المتحدة مع بعض النزاعات هو استرار لعدم استغلال الفرص كما حدث مع رالي بريس دكار الذي عبر المناطق المحررة دون تحريك ساكن، ومثله كثير مع تجاوزات عملية الاستفتاء وما رافقها من تنازلات كادت تعصف بمصير الشعب الصحراوي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *