-->

بعد ربع قرن من تواجدها الشكلي في الصحراء الغربية هل تتحول الامم المتحدة الى مقاولة تجارية لتنفيذ مشاريع الاحتلال؟


في الوقت الذي ينتظر الشعب الصحراوي من الامم المتحدة تنفيذ التزاماتها تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتطبيق بنود اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب ومباشرة عملها في تنظيم عملية الاستفتاء، يأتي ردها على الخرق المغربي الاخير في منطقة الكركرات بعرض تولي مهمة تعبيد الطريق بدلا من الاحتلال، الخطوة الجديدة والتي تكشف مدى العجز والضعف الذي دب الى المنظمة الاممية التي تأسست على انقاض عصبة الامم نهاية الحرب العالمية الثانية، ينبي بنهاية مؤلمة لتواجد هذه البعثة وإقبار لمصداقيتها المهزوزة منذ وجودها بالصحراء الغربية بسبب مسلسل العراقيل والمماطلات والتسويف الذي طبع عمل بعثتها لتنظيم الاستفتاء.
عرض الامم المتحدة على اطراف النزاع في الصحراء الغربية تولي تعبيد طريق الكركرات نيابة عن الاحتلال المغربي، يعتبر استخفافا بالشعب الصحراوي وقضيته العادلة وبسمعة منظمة اممية وجدت لحل النزاعات والدفع باتجاه انصاف المظلومين وتطهير العالم من اسباب الحروب.
وإذا كان نجاح الأمم المتحدة في جهودها لتحقيق الأهداف التي أوجدت من اجلها يتم في ضوء أمرين ، أولهما استجابة الدول الأعضاء وخاصة الدول الأطراف في النزاعات لقرارات المنظمة الدولية ووضع هذه القرارات موضع التنفيذ ، والثاني فاعلية هذه القرارات ليس فقط في تحقيق ما توخته من أغراض خاصة ، بل أيضاً في تحقيق ما قامت عليه الأمم المتحدة من أغراض ومقاصد ولاسيما ما يتعلق بصيانة السلم والأمن الدوليين وإقامة علاقات ودية بين الدول.
فإن استمرار تمرد المغرب على قراراتها بحماية من فرنسا العضو الدائم بمجلس الامن الدولي من شأنه نسف مصداقية المنظمة وتعريض المنطقة لشبح الحرب من جديد في ظل تنامي السخط الشعبي الصحراوي على الدور الهزيل لبعثة المينورسو واستمرار معاناة الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين والشتات.
وعلى جبهة البوليساريو ممارسة المزيد من الضغط على الامم المتحدة واستغلال اوراق الضغط الكثيرة ومن بينها ورقة الكركرات في السيطرة على المعبر الحدودي بين المناطق المحتلة والمناطق المحررة والجارة الجنوبية موريتانيا وفرض اجراءات الدولة الصحراوية على الاشخاص  والبضائع.
وإقامة ابراج مراقبة وحراسات في تلك المنطقة وختم وثائق العابرين للحدود بختم الدولة الصحراوية وفرض السيادة على تلك المناطق.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *