-->

بعد فشله في احداث الشرخ داخل الاتحاد الافريقي مخطط مغربي خطير لتفجير قمة حركة عدم الانحياز


حاول المغرب استغلال كافة المنابر المتاحة ضد الجزائر، من خلال افتعال المشاكل وتصدريها إلى الملتقيات والاجتماعات الدولية حتى تكون قضية رأي عام، بغرض “قنص” بعض التعاطف والتحرر من الانتقادات التي تطاله بسبب قضية الصحراء الغربية.

واختارت الرباط هذه المرة فنزويلا التي ستحتضن القمة الـ17 لرؤساء دول وحكومات بلدان عدم الانحياز المقررة يومي 17 و18 سبتمبر الجاري، حيث تم تعليق الجلسة الافتتاحية لاجتماع حركة عدم الانحياز طيلة نهار أمس، بسبب “تعنت” المغرب في فرض نفسه عبر المطالبة برئاسة اللجنة السياسية، من أجل استغلالها لأغراض مخزنية.
وقدم المغرب أطروحاته التبريرية على لسان السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي قال إن بلاده لم تتول من قبل أي منصب رئاسي بحركة عدم الانحياز، منذ إنشائها سنة 1961، مذكرا بأن المملكة انسحبت بالجزائر سنة 2014 لصالح الإكوادور، بناء على طلب من المسؤولين الجزائريين.
وزعم السفير المغربي، “أن إلحاح المغرب حول الظفر برئاسة اللجنة السياسية، لا يتعلق بمطمح لتحمل مسؤولية أو شرف، وإنما باحترام مبدأ التناوب، وذهب أبعد من ذلك عندما ذكر بأن حركة عدم الانحياز تطالب بهذا المبدأ بهيئات الأمم المتحدة، لكنها ترفض، في تناقض صارخ، تطبيقه داخلها، وهو ما سيضعف الحركة” على حد زعمه.
وذكر السفير هلال في كلمته اسم الجزائر، عندما توجه إلى الحاضرين متسائلا: ماذا تريد الجزائر؟ وحاول من خلال تساؤله التأثير على المجتمعين مجيبا بأن الجزائر لا تريد رئاسة اللجنة وإنما استبعاد ترشيح المغرب من خلال العرقلة، ثم التوافق بشأن مرشح ثالث على حد مزاعمه.
وتحدى الدبلوماسي المغربي الجميع، من خلال التأكيد على عزم الرباط عدم سحب ترشيحه، ونصح الجزائر في موقف غريب من نوعه باحترام البلد المضيف، وأعضاء حركة عدم الانحياز، من خلال رئاسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، التي تظل شاغرة على حد رؤيته.
ولم يجد رئيس الجلسة، إلا الاحتكام لبند قرطاجنة، الذي يسمح للبلد المضيف بتولي رئاسة اللجان في حالة عدم التوصل إلى اتفاق حول المرشحين، لكن المغرب احتج طيلة الجلسة وحاول السفير المغربي، استفزاز الحاضرين، بعد أخذه للكلمة مجددا، واحتج على ترأس البلد المضيف، فنزويلا، كافة الهيئات، وحاول اتهام فنزويلا بأنها رضخت للابتزاز السياسي لبلد عضو “يقصد الجزائر”، وبأنه خالف ممارسات حركة عدم الانحياز والقواعد الديمقراطية بالمحافل الدولية على حد قوله.
وحاول المغرب الحديث بلسان الجماعة وكأنه ضمير الأمة، عندما عبر عن ما قال أنه قلقله بشأن مستقبل حركة عدم الانحياز، مشيرا إلى أن الأعضاء، ومن بينهم المغرب، قدموا إلى فنزويلا على أمل تعزيز الحركة، لكنهم وللأسف سيغادرون البلاد تاركين الحركة أضعف من أي وقت مضى. ويمثل الجزائر في القمة رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة مرفوقا بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة الذي عينه رئيس الجمهورية لتمثيل بلدنا في الاجتماع الوزاري الذي يسبق القمة.
المصدر: الشروق اليومي الجزائرية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *